تحديد المخاطر وتوزيعها في مشاريع الشراكة بين القطاعين العام والخاص بقلم حسن عبد الرحيم
القاهرة: «خليجيون 24»
تصدر خبر، تحديد المخاطر وتوزيعها في مشاريع الشراكة بين القطاعين العام والخاص بقلم حسن عبد الرحيم
، عناوين وسائل الإعلام اليوم. إليكم أهم ما ورد في الخبر:
بقلم حسن عبد الرحيم
القطاع العام والخاص تلعب مشاريع الشراكة بين القطاعين العام والخاص دوراً حاسماً في تطوير البنية الأساسية العامة وصيانتها من خلال الاستفادة من نقاط القوة في كل من القطاعين العام والخاص. ومن الجوانب الأساسية للشراكات بين القطاعين العام والخاص تخصيص المخاطر، وهو ما يؤثر بشكل كبير على نجاح المشروع. ويشجع تخصيص المخاطر بشكل صحيح مشاركة القطاع الخاص والابتكار، في حين أن التخصيص غير السليم يمكن أن يردع الاستثمار ويقلل من قيمة المشروع.
القاعدة العامة لتخصيص المخاطر هي “يجب تخصيص المخاطر للطرف الأكثر تأهيلاً لإدارتها”. يستكشف هذا القسم من الدليل التنفيذي لشركة Visionary Consulting Company المخاطر الأساسية في مشاريع الشراكة بين القطاعين العام والخاص وكيفية توزيعها بشكل فعال بين الشركاء من القطاعين العام والخاص.
توافر الأراضي: يعد توافر الأراضي أحد المخاطر الأولية في مشاريع الشراكة بين القطاعين العام والخاص. فبدون وجود الأراضي المناسبة، لا يمكن لمشاريع البنية الأساسية أن تستمر. وقد لا تكون الأراضي متاحة بسبب القضايا القانونية أو التلوث أو متطلبات الحفاظ على المواقع التاريخية، مما يتسبب في حدوث تأخيرات. على سبيل المثال، قد يتأخر الحصول على الأراضي لبناء طريق سريع جديد إذا تم اكتشاف نتائج أثرية أثناء المسوحات الأولية، مما يستلزم وقتًا إضافيًا لجهود الحفاظ. وعادةً ما يكون الشريك العام مجهزًا بشكل أفضل للتعامل مع مخاطر الاستحواذ على الأراضي بسبب إلمامه بالإجراءات القانونية. يوصى بتأمين الأراضي قبل عملية طرح العطاءات للتخفيف من هذه المخاطر وضمان التقدم السلس للمشروع.
مخاطر البناء: تشكل مخاطر البناء عاملاً آخر مهماً. ويشمل ذلك تجاوز التكاليف والتأخيرات أثناء مرحلة البناء. وتُظهِر الدراسات أن نحو 86% من مشاريع البنية الأساسية العامة تتجاوز ميزانياتها الأولية بمعدل 28%. وعلى النقيض من ذلك، تميل مشاريع الشراكة بين القطاعين العام والخاص إلى البقاء ضمن الميزانية وإكمالها في الوقت المحدد، حيث لا يتم تعويض القطاع الخاص حتى اكتمال البناء. وبالتالي، عادة ما يتم تخصيص مخاطر البناء للشريك الخاص، الذي يتمتع بالخبرة والحافز لإدارتها بكفاءة. ومن خلال مواءمة المصالح المالية للشريك الخاص مع إكمال المشروع، تشجع الشراكات بين القطاعين العام والخاص ممارسات البناء في الوقت المناسب والواعية للميزانية.
المخاطر التشغيلية: تنشأ المخاطر التشغيلية بعد مرحلة البناء، حيث قد تكون تكلفة صيانة أحد الأصول أعلى من المخطط لها. يمكن لعوامل مثل ارتفاع الرواتب وأسعار المدخلات أو انقطاع الخدمة أن تزيد من تكاليف التشغيل. على سبيل المثال، قد يواجه طريق الرسوم تكاليف صيانة أعلى من المتوقع بسبب زيادة حجم حركة المرور والتآكل.
يتحمل الشريك الخاص هذه المخاطر عادة ويمكن التخفيف منها من خلال التعريفات المعدلة وفقًا للتضخم وعقود التوريد طويلة الأجل. كما يمكن للشريك الخاص تنفيذ تقنيات وتقنيات صيانة متقدمة للتحكم في التكاليف وضمان جودة الخدمة.
مخاطر إعادة الأصول: في نهاية عقد الشراكة بين القطاعين العام والخاص، يجب إدارة المخاطر التي قد يتعرض لها الأصل عند إعادة تسليمه إلى القطاع العام. ويمكن معالجة هذه المخاطر من خلال ربط المدفوعات النهائية بحالة الأصل وتحديد معايير الصيانة في العقد. على سبيل المثال، قد تتضمن اتفاقية الشراكة بين القطاعين العام والخاص الخاصة بمستشفى أحكامًا تلزم الشريك الخاص بتلبية معايير محددة للنظافة والوظائف قبل إعادة نقل الأصول إلى القطاع العام. وتضمن مثل هذه التدابير استمرار الجمهور في الاستفادة من البنية التحتية عالية الجودة حتى بعد انتهاء عقد الشراكة بين القطاعين العام والخاص.
مخاطر الطلب: تتضمن مخاطر الطلب إمكانية أن يكون عدد مستخدمي أحد الأصول العامة أقل من المتوقع، مما يؤدي إلى ضائقة مالية. إن التنبؤ الدقيق بالطلب على المدى الطويل يشكل تحديًا بسبب عوامل مثل التغيرات الاقتصادية والديموغرافية أو ظهور خدمات متنافسة. على سبيل المثال، قد يشهد مطار جديد أعدادًا أقل من المتوقع من الركاب إذا تم افتتاح مطار منافس بالقرب منه أو إذا أدت الظروف الاقتصادية إلى تقليل السفر الجوي. إن تحويل مخاطر الطلب إلى الشريك الخاص يمكن أن يحفز تقديم خدمات عالية الجودة، ولكن إذا كان الشريك الخاص لديه سيطرة ضئيلة على الطلب، فيجب تقاسم هذه المخاطر. يمكن أن تساعد الضمانات العامة التي تضمن الحد الأدنى من الإيرادات، أو تمديد فترة الامتياز، أو حقوق الحصرية في موازنة هذه المخاطر. يمكن أن توفر الضمانات العامة شبكة أمان، وتضمن حصول الشريك الخاص على تدفق إيرادات أدنى بغض النظر عن أعداد المستخدمين.
على سبيل المثال، يضمن ضمان الحد الأدنى من الإيرادات لطريق برسوم مرورية قدرة الشريك الخاص على تغطية التكاليف التشغيلية حتى لو كان حجم المرور أقل من المتوقع. ويمكن أن يتيح تمديد فترة الامتياز للشريك الخاص مزيدًا من الوقت لاسترداد استثماره إذا كان الطلب الأولي أقل من المتوقع. وتمنع حقوق الحصرية تطوير مشاريع البنية التحتية المتنافسة في نفس المنطقة أثناء مدة الشراكة بين القطاعين العام والخاص، مما يحمي إيرادات الشريك الخاص.
المخاطر المالية: تشمل المخاطر المالية مدى توفر الأموال بمجرد منح المشروع. فقد ترفض البنوك التمويل بعد إجراء الفحص النافي للجهالة، وهو خطر مشترك بين الشريكين. ويمكن أن يؤدي إشراك البنوك في وقت مبكر من العملية وإدراج الالتزامات المالية في وثائق العطاءات إلى التخفيف من هذه المخاطر، على الرغم من أنها قد تزيد من تكاليف المعاملات. على سبيل المثال، يمكن أن يؤدي إلزام البنوك بتقديم التزامات تمويل مشروطة أثناء مرحلة العطاءات إلى تقليل حالة عدم اليقين وضمان توفر الأموال عند الحاجة إليها.
إن عدم التوافق بين العملات يشكل خطراً مالياً آخر، وخاصة في البلدان النامية، حيث قد لا تغطي إيرادات المشروع بالعملة المحلية سداد القروض بالعملة الأجنبية إذا انخفضت قيمة العملة المحلية. ويمكن إدارة هذا الخطر من خلال الاقتراض بالعملة المحلية أو من خلال الهيئة العامة التي تدعم المخاطر إذا لم تكن القروض بالعملة المحلية متاحة. على سبيل المثال، إذا كان مشروع الشراكة بين القطاعين العام والخاص في سوق ناشئة يعتمد على إيرادات بالعملة المحلية ولكن عليه ديون بالعملة الأجنبية، فقد تقدم الهيئة العامة الدعم من خلال آليات التحوط بالعملة للحماية من تقلبات أسعار الصرف.
المخاطر السياسية: تؤثر المخاطر السياسية أيضًا على مشاريع الشراكة بين القطاعين العام والخاص. وتشمل هذه التغييرات في التشريعات أو الإجراءات التنظيمية التي قد تؤثر سلبًا على إيرادات المشروع. يمكن أن توفر تأمينات المخاطر السياسية وأحكام “تغيير القانون” في العقود الحماية. على سبيل المثال، إذا غيرت الحكومة قوانين الضرائب بطريقة تزيد بشكل كبير من تكلفة مشروع الشراكة بين القطاعين العام والخاص، فيمكن للشريك الخاص طلب التعويض بموجب بند “تغيير القانون”. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للمخاطر التنظيمية، مثل هيئة تنظيمية غير مستقلة تخفض التعريفات، أن تعرض جدوى المشروع للخطر. يمكن للضمانات المتعلقة بتحديد التعريفات والانتصاف ضد الإجراءات التنظيمية المعاكسة أن تخفف من هذه المخاطر. على سبيل المثال، قد يتضمن مشروع إمداد المياه في إطار الشراكة بين القطاعين العام والخاص ضمانات تعاقدية بتعديل التعريفات بناءً على التضخم أو غيره من المؤشرات الاقتصادية لضمان الاستقرار المالي للمشروع. وهذا يحمي الشريك الخاص من تخفيضات التعريفات ذات الدوافع السياسية والتي قد تقوض جدوى المشروع.
مخاطر القوة القاهرة: تشكل أحداث القوة القاهرة، مثل الكوارث الطبيعية أو الحروب الأهلية، مخاطر كبيرة. وينبغي أن تتناول العقود ما إذا كان ينبغي للشريك الخاص أن يتلقى تعويضًا عن مثل هذه الأحداث وبأي شروط ينبغي إنهاء العقد. وتعتبر آليات التعويض بالغة الأهمية ولكنها ينبغي أن تكمل، وليس تحل محل، التأمين ضد مخاطر القوة القاهرة. على سبيل المثال، قد يتضمن مشروع شراكة بين القطاعين العام والخاص في منطقة معرضة للكوارث الطبيعية أحكامًا للتعويض إذا أثر حدث كبير بشكل كبير على عمليات المشروع. وتوفر التغطية التأمينية لمثل هذه الأحداث طبقة إضافية من الحماية للشريك الخاص.
إن وجود بند القوة القاهرة المنظم بشكل جيد يضمن أن يفهم الطرفان مسؤولياتهما وحقوقهما في حالة حدوث ظروف غير متوقعة. ويساعد هذا الوضوح في الحفاظ على استقرار المشروع وعلاقة الشركاء، حتى خلال الأوقات الصعبة. وبعد تحديد المخاطر الأساسية التي قد تواجه مشاريع الشراكة بين القطاعين العام والخاص، تجدر الإشارة إلى أن تخصيص المخاطر أمر حيوي في هيكلة مشاريع الشراكة بين القطاعين العام والخاص والتفاوض على العقود. ويمكن لمصفوفة المخاطر، التي تم تطويرها في وقت مبكر من عملية تطوير المشروع، أن تسهل المناقشات وتحدد توزيع المخاطر. ويعزز تخصيص المخاطر الفعال جاذبية المشروع ويؤثر على هوامش الربح للمستثمرين من القطاع الخاص، مما يساهم في نهاية المطاف في نجاح مشاريع الشراكة بين القطاعين العام والخاص.
إن مصفوفة المخاطر هي أداة تحدد المخاطر المحتملة وتأثيراتها والطرف المسؤول عن إدارة كل خطر. ويضمن تطوير هذه الوثيقة في وقت مبكر من المشروع أن يفهم كل من الشريكين أدوارهما ويمكنهما الاستعداد وفقًا لذلك. على سبيل المثال، قد تسرد مصفوفة المخاطر لمشروع النقل في إطار الشراكة بين القطاعين العام والخاص مخاطر مثل تأخير البناء وتجاوز التكاليف ونقص الطلب والتغييرات التنظيمية، مع تحديد كيفية إدارة كل خطر. إن تخصيص المخاطر بشكل فعال لا يجذب الاستثمار الخاص فحسب، بل يعزز أيضًا الكفاءة والابتكار في تنفيذ المشروع وتشغيله. ومن خلال مواءمة مصالح الشركاء من القطاعين العام والخاص، يمكن لمشاريع الشراكة بين القطاعين العام والخاص تقديم بنية تحتية وخدمات عالية الجودة تلبي الاحتياجات العامة وتوفر قيمة مقابل المال.
وفي نهاية المطاف، يتوقف نجاح مشاريع الشراكة بين القطاعين العام والخاص على تحقيق التوازن الدقيق بين المخاطر بين القطاعين العام والخاص. ويضمن هذا التوازن تحفيز كلا الشريكين على الأداء بكفاءة وفعالية، وتعظيم فوائد نموذج الشراكة بين القطاعين العام والخاص لجميع أصحاب المصلحة المعنيين.
ملحوظة: حسن عبد الرحيم هو مدرس أول في الاقتصاد والمالية في الكلية الكندية في الكويت ونائب الرئيس التنفيذي في شركة Visionary Consulting Company
.
-
-
- للمزيد : تابع خليجيون 24 ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر.
-
تم نشر الخبر اعلاه علي : https://kuwaittimes.com/article/17380/business/risk-identification-and-allocation-in-ppp-projects-by-hassan-abdulrahim/