الأجور.. “مطب” ينتظر اللاعبين في مفاوضات الأندية قبل “سلة المم…

عمان – تشكل قيمة العقود تحديا أمام الأندية في عملية تفاوضها مع لاعبي دوري أندية الدرجة الممتازة 2024، والذي تم تحديد يوم 12 كانون الأول (ديسمبر) المقبل موعدا لانطلاقه، بانتظار تأكيد ثمانية فرق المشاركة، وهي: الأهلي، الأرثوذكسي، الرياضي، الجبيهة، اتحاد عمان، شباب بشرى، الأشرفية والجليل.
ووفقا لمصادر موثوقة لـ”الغد”، فإن بعض ممثلي أندية الدرجة الممتازة بدأوا الضغط على عدد من اللاعبين خلال عملية التفاوض “جس النبض”، للقبول بمبالغ مالية لا تلبي احتياجاتهم في “عصر الاحتراف” مقابل الحصول على توقيعهم لخوض الموسم الجديد معهم، مستندين بذلك إلى بطولة دوري اللعيبة، والتي وافق فيها اللاعبون على الأجر مقابل عدد التدريبات والمباريات مع حصول آخرين على مبالغ مقطوعة.
وحاولت أندية الممتاز في موسم سابق، وضع سقوف سعرية للاعبين فيما بينهما والتفاوض مع اللاعبين على أساسها، لكن اللاعبين رفضوا السقوط تحت “مقصلة الأندية”، لتتدخل اللجنة المؤقتة آنذاك وتحفظ حقوق اللاعبين والأندية، طالما أن سوق الانتقالات يفتح على مصراعيه ويخضع لمعادلة العرض والطلب.
ويقول مسؤول نشاط كرة السلة في النادي الرياضي أنس خشان في حديثه لـ”الغد”: “كل لاعب يحتاج إلى اللعب بأفضل عقد مالي لتحسين شروط حياته، وأرى أن مستواه الفني والحاجة له يحددان سعره المناسب، إلى جانب الميزانية التي يرصدها النادي واستراتيجيته في اللعب والمنافسة”.
وما يزال النادي الرياضي يناقش التعليمات التي أصدرتها اللجنة المؤقتة لاتحاد كرة السلة من أجل اتخاذ قرار المشاركة من عدمه في الدوري الممتاز.
من جانبه، يرى المدرب الوطني د. إبراهيم العصعوص أن قبول اللاعبين المشاركة في دوري اللعيبة مقابل مبالغ مالية منخفضة، لا يمنح الحق لممثلي الأندية باعتبار ذلك مقياسا أو سقفا في عملية التفاوض لخوض بطولة رسمية.
وأضاف: “اللاعبون والمدربون قرروا المشاركة في دوري اللعيبة حبا للعبة وسعيا للحفاظ على استمراريتها ولياقتهم البدنية، ولا يجب أن تفاوض أندية الممتاز بهذا المعيار، وأن تدخل في صدامات مع اللاعبين”، متمنيا من اللجنة المؤقتة لاتحاد كرة السلة الوقوف في صف اللاعبين حال رصدت حدوث مثل هذه التجاوزات”.  
أما لاعب المنتخب الوطني والمنضم حديثا لفريق اتحاد عمان، أحمد الحمارشة، فإنه يرى أن الأهم في المرحلة الحالية هو مشاركة الأندية كافة في الدوري الممتاز، وأن يواصل اللاعبون تطوير مستواهم والحفاظ على مخزونهم البدني، للتفاوض بقوة. وتابع: “يجب أن تحدد الأندية مسؤولياتها إن كانت للمنافسة أو إثبات الحضور، وحينها تحدد سقوفا للاعبين لخدمة أهدافها”، مشددا على أن الرياضة مهنة العديد من اللاعبين”.
وأبدى لاعب الارتكاز مصطفى منصور، تخوفه من قيام الأندية غير المنافسة في المضي على نهج “سلم الأجور” التي تقاضاها اللاعبون في بطولة دوري اللعيبة، والتي كانت قائمة على أساس الأجر مقابل عدد التدريبات والمباريات، أو الأجر المقطوع، وهو ما سينعكس سلبا على اللاعب.
وأشار: “يجب أن تضع اللجنة المؤقتة لاتحاد كرة السلة سقوفا سعرية لضبط عملية تفاوض الأندية مع اللاعبين، لتجنب وضعهم بين فكي الكماشة”، لافتا إلى أن هناك بعض الأندية تتجه للبحث عن اللاعب الأقل تكلفة لخفض فاتورة المشاركة.  
في المقابل، يقول لاعب المنتخب الوطني يزن الطويل: “طالبنا في اجتماعنا مع اللجنة المؤقتة لاتحاد كرة السلة وقبل انطلاقة دوري اللعيبة، أن يكون هناك توضيحا للتضحيات التي قدمها اللاعبون لإنجاح البطولة والحفاظ على استمرارية اللعبة”.
وواصل: “يجب أن تدرك إدارات بعض الأندية، أن السقف السعري بدوري اللعيبة، لا يشكل تعميما أو نهجا يمكن تطبيقه في الدوري الممتاز، والذي يعد البطولة الأهم وواجهة الاحتراف، لدينا عائلات ومسؤوليات وقدمنا تضحيات كبيرة، لكن من حق كل لاعب محترف أن يحصل على المقابل المادي الذي يستحق”.
ويؤكد عدد من ممثلي أندية الدرجة الممتازة، أن “الجشع” – حسب رأيهم – تسرب إلى نفوس بعض اللاعبين عندما أدركوا حاجة الأندية لهم، رغم أن تطبيق الاحتراف في الملاعب الأردنية، يرتكز على معادلة مفهومة للجميع، أساسها غياب الكثير من مقومات النجاح المادية والفنية والإدارية.
ويجمع مراقبون؛ على أن المخاوف التي حدثت في ساحة كرة السلة مؤخرا قد تتجدد، بعدما أدت إلى عزوف بعض الأندية عن احتضان اللعبة، نتيجة صعوبة الدخول في سوق الاحتراف الذي يتطلب الكثير من الإمكانيات المالية وتوفر البنى التحتية ووجود تسويق حقيقي، واستثمار جيد ينعش صناديق الأندية ويجعلها قادرة على تطبيق الاحتراف، إلى جانب الحاجة الملحة للدعم المالي الحكومي، بدلا من اقتصاره على شكله الحالي كالدعم المقدم من اللجان الأولمبية والاتحادات الأهلية، في الوقت الذي توجد فيه فرق عديدة بلا قاعدة جماهيرية، لا يمكن لاتحاد اللعبة التحكم بها.