مال و أعمال

مخاوف من ركود الاقتصاد الأميركي تُربك أسواق المال العالمية

أحدث تقرير الوظائف الأميركية، الصادر يوم الجمعة الماضي، صدمة كبيرة في الأسواق المالية الأميركية والعالمية، خلال مستهل تعاملاتها أمس (الاثنين)، إذ هبط مؤشر نيكاي الياباني في أسوأ جلسة له منذ عقود، وأثرت العدوى على جميع بورصات العالم دون استثناء، وسط مخاوف من ركود وشيك.

انهارت الأسهم اليابانية أمس، لتتكبد أكبر خسارة يومية منذ موجة بيع “الاثنين الأسود” في عام 1987، مع هبوط أسواق الأسهم العالمية والمخاوف الاقتصادية والقلق بشأن أي تأثير سلبي على الاستثمارات الممولة بالين في وقت كان يفقد فيه الكثير من قيمته.

وخسر مؤشر نيكاي 12.4%، في حين ارتفع الين إلى أعلى مستوى له في سبعة أشهر مقابل الدولار.

وبحلول إغلاق أمس، خسر المؤشر 113 تريليون ين (792.32 مليار دولار) من الحد الأقصى للقيمة السوقية.

أدى الانخفاض الحاد في أسواق الأسهم اليابانية إلى محو 15 مليار دولار من قيمة مجموعة سوفت بنك، بعد أكبر انخفاض يومي للمجموعة منذ طرحها العام الأولي في عام 1998، وفقًا لبلومبرج.

وانخفضت القيمة الإجمالية للعملات المشفرة بنحو 270 مليار دولار، بعد أن هبطت عملة البيتكوين بنسبة 13% إلى 51560 دولارا في أكبر انخفاض يومي لها منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2022. وهبطت عملة الإيثريوم بنسبة 21% إلى أدنى مستوى لها منذ منتصف يناير/كانون الثاني عند 2277 دولارا.

وهبطت الأسهم الأوروبية أيضا أمس إلى أدنى مستوياتها في نحو ستة أشهر وسط عمليات بيع عالمية مدفوعة بمخاوف من تباطؤ النمو الاقتصادي في الولايات المتحدة.

وانخفض مؤشر ستوكس 600 الأوروبي 3.1% إلى 482.42 نقطة، مسجلاً أدنى مستوياته منذ 13 فبراير/شباط.

سجل المؤشر أسوأ أداء أسبوعي له في نحو عشرة أشهر يوم الجمعة الماضي، حيث انخفض إلى ما دون 500 نقطة للمرة الأولى منذ 15 أبريل.

وابتعد المستثمرون عن الأصول الأكثر خطورة وسط مخاوف من أن الولايات المتحدة تتجه نحو الركود. وهبط مؤشر فوتسي 100 البريطاني 2.94%، وهبط مؤشر داكس الألماني 3.28%، وهبط مؤشر كاك 40 الفرنسي 2.61%.

وهبطت أسهم التكنولوجيا بنحو 5% قبل أن تقلص خسائرها قليلا لتتداول عند مستوى منخفض 4.5%. وخسرت أسهم البنوك 4.4%، في حين هبطت أسهم النفط والغاز والتجزئة والسيارات والتعدين بأكثر من 4%.

وفي سياق متصل، ارتفعت أسعار الذهب أمس، بدعم من المخاوف من توجه الولايات المتحدة نحو الركود الاقتصادي، وتزايد الرهانات على أن مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) قد يضطر إلى اعتماد سياسة تيسير نقدي حادة.

وارتفع الذهب في المعاملات الفورية 0.14 بالمئة إلى 2446.83 دولار للأوقية (الأونصة)، في حين ارتفعت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.8 بالمئة إلى 2488.50 دولار.

بدوره، أوضح مستشار الأسواق المالية العالمية محمد مهدي عبد النبي، أن «تحركات الأثرياء مثل وارن بافيت وغيره وميلهم للاحتفاظ بالسيولة النقدية، جاءت نتيجة توقعهم بركود اقتصادي عالمي، وعودتهم لتلك الأموال لاغتنام الفرص في الأسواق العالمية في ظل التراجع الحاد للأسعار». وتوقع أن تتجه الأسواق المالية العالمية لمزيد من التراجع، خاصة مع ظهور بيانات اقتصادية تؤكد اقتراب الركود، وهو ما أثر سلباً على أسواق الأسهم.

للمزيد : تابع خليجيون 24 ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى