بفضل النجاح الماضي، سيحاول الرئيس التنفيذي الجديد تحويل مسار بوينج

نيويورك: أشاد خبراء ومحللون في مجال الطيران بكيلي أورتبرج، الذي عاد من التقاعد المبكر يوم الخميس ليتولى تحدي تحويل بوينج بعد سلسلة من المشكلات المتعلقة بالجودة والمالية. تم الإعلان عن تعيين أورتبرج البالغ من العمر 64 عامًا لخلافة الرئيس التنفيذي لشركة بوينج المنتهية ولايته ديف كالهون في 31 يوليو، وهو نفس اليوم الذي أعلنت فيه شركة الطيران الأمريكية العملاقة عن خسارة في الربع الثاني تجاوزت 1.4 مليار دولار.

وقال أورتبيرج في بيان “أنا فخور للغاية ومتواضع للانضمام إلى هذه الشركة الشهيرة”. ولم يتحدث علنًا منذ تعيينه. وفي الوقت نفسه، سيظل كالهون مستشارًا خاصًا لمجلس إدارة بوينج حتى مارس 2025. تكافح مالية شركة تصنيع الطائرات للتعافي من عواقب حادثين مميتين في عامي 2018 و2019، وجائحة كوفيد-19. لكن سقوط ديف كالهون – الذي أُعلن عنه في نهاية مارس – هو نتيجة لتراكم مشكلات الجودة والامتثال في قسم الطيران التجاري في بوينج.

وكتب خبراء الطيران في شركة ميليوس للأبحاث في مذكرة تحليلية: “نرى أن كيلي أورتبيرج يمثل فوزًا لشركة بوينج”، مضيفين أن خبرته كرئيس تنفيذي لشركة روكويل كولينز – وهي الآن شركة تابعة لشركة RTX تسمى كولينز إيروسبيس – “تفي بالعديد من المتطلبات”. وقالوا: “لديه خلفية هندسية وخبرة في إدارة شركة عامة وخبرة لعدة عقود في صناعة الطيران، وهو من خارج بوينج، مما ينبغي أن يسمح باتباع نهج جديد لحل مشكلات بوينج”. وكتب أنجيلو زينو، كبير محللي الأسهم في CFRA Research، في مذكرة للعملاء: “أورتبيرج هو تعيين إيجابي” نظرًا لخبرته السابقة في الصناعة ودوره في إدارة مورد كبير.

المضي قدما

لا شك أن القضية الأكثر إلحاحاً التي تواجه أورتبيرج هي استعادة جودة إنتاج بوينج، والتي تعرضت لانتقادات في العديد من عمليات التدقيق. وقد وضعت الشركة بالفعل خارطة طريق لتحقيق هذه الغاية، كما طلبت منها إدارة الطيران الفيدرالية الأميركية.

ولإنجاز معايير الجودة اللازمة، ستستعيد بوينج أيضًا السيطرة على شركة Spirit AeroSystems، وهي الشركة التي انفصلت عنها في عام 2005. ومن المقرر أن تكتمل عملية الشراء البالغة قيمتها 4.7 مليار دولار، والتي أُعلن عنها في أوائل يوليو/تموز، بحلول منتصف عام 2025.

ويأتي تعيين أورتبيرج، الذي بدأ حياته المهنية في عام 1983 كمهندس في شركة تكساس إنسترومنتس، بعد يومين طويلين من جلسات الاستماع التي نظمها مجلس سلامة النقل الوطني (NTSB) كجزء من تحقيقه في حادثة أثناء الرحلة في يناير تتعلق بطائرة 737 ماكس 9. وكانت عواقب الحادث إعادة ترتيب المسؤولين التنفيذيين، وتجميد إنتاج 737 من قبل إدارة الطيران الفيدرالية، وبدء التحقيقات، وإعادة تنشيط القضية الجنائية ضد الشركة.

هذه ليست سوى بعض القضايا التي سيتعين على أورتبيرج معالجتها. عامل آخر يعمل لصالح الرئيس التنفيذي الجديد هو أنه يخطط للعمل من سياتل، مسقط رأس بوينج، حيث توجد خطوط التجميع لطائرة 737 – طائرتها الرائدة – و 777. يبدو أن الجيل الجديد 777X أصبح أخيرًا في متناول اليد للحصول على الشهادة بعد سنوات من التأخير. من ناحية أخرى، لا تزال طائرات 737 MAX 7 و MAX 10 تعاني. وصف اتحاد عمال IAM-District 751، الذي يمثل أكثر من 30 ألف موظف في بوينج حول سياتل، قرار أورتبيرج بالاستقرار في المدينة بأنه “خطوة في الاتجاه الصحيح”.

إن موافقة النقابة مهمة في وقت تتفاوض فيه بوينج على اتفاقها الجماعي القادم، والذي من المقرر أن يدخل حيز التنفيذ في سبتمبر/أيلول. وقد وافقت النقابة بالفعل على الإضراب إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق بحلول هذا الموعد النهائي. وهناك قضية رئيسية أخرى تواجه بوينج وهي إقرارها بالذنب، والذي أعلنته في الرابع والعشرين من يوليو/تموز، في القضية الجنائية المتعلقة بحوادث التحطم؛ وما زالت الشركة تنتظر قرار القاضي والإجراءات المدنية.

كما أبدى روبرت كليفورد، المحامي الذي يمثل عائلات الضحايا، رد فعل إيجابي على تعيين أورتبيرج، مشيرا إلى “سمعته الطيبة” وحقيقة أنه جاء من خارج الشركة.