وكالة الطاقة الدولية تخفض توقعاتها للطلب على النفط

باريس: قالت وكالة الطاقة الدولية يوم الثلاثاء إن نمو الطلب العالمي على النفط تباطأ في الربع الثاني من العام، ويرجع ذلك في المقام الأول إلى ضعف البناء والنشاط الصناعي في الصين. وقالت وكالة الطاقة الدولية في تقريرها الشهري عن النفط: “من المقرر أن يرتفع الطلب بأقل من مليون برميل يوميا في عامي 2024 و2025”.

إن معدل النمو هذا أبطأ بكثير من الزيادة البالغة 2.1 مليون برميل يوميًا في العام الماضي وأبطأ من التوسع قبل الجائحة. وتتوقع وكالة الطاقة الدولية أن يصل الاستهلاك العالمي إلى 103.06 مليون برميل يوميًا في عام 2024، ارتفاعًا من 102.09 مليون برميل يوميًا في العام الماضي و100.6 مليون برميل يوميًا في عام 2019.

وستكون أوروبا القارة الوحيدة التي تشهد انخفاضا في الطلب الإجمالي، مع ارتفاع الطلب في الأمريكتين بشكل طفيف فقط. وسيستمر الطلب في التوسع بوتيرة سريعة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، بما في ذلك الصين، وفقا لوكالة الطاقة الدولية.

ومع ذلك، أشارت وكالة الطاقة الدولية إلى أن الطلب الصيني على النفط انخفض في يونيو/حزيران للشهر الثالث على التوالي، ويرجع ذلك في المقام الأول إلى ضعف الطلب على الغازولين (الديزل) والنفتا، وهي المنتجات التي تستخدمها صناعات البناء والتصنيع. وأشارت وكالة الطاقة الدولية إلى أن العدد المتزايد من الشاحنات التي تعمل بالغاز الطبيعي أو البطاريات كان يؤدي أيضًا إلى تآكل الطلب على الديزل. وقالت وكالة الطاقة الدولية التي تتخذ من باريس مقراً لها، والتي تقدم المشورة للدول المستهلكة للنفط بشأن سياسة الطاقة، “انعكس نمو الطلب الصيني على النفط بسبب تباطؤ البناء والتصنيع، وتسريع نشر المركبات التي تعمل بالوقود البديل والمقارنة بخط الأساس الأقوى بعد إعادة الفتح”.

وأشارت إلى أن مبيعات السيارات الكهربائية كانت قوية أيضاً، مستشهدة ببيانات من رابطة سيارات الركاب الصينية التي أظهرت أنها شكلت أكثر من 50% من المبيعات في يوليو/تموز، وارتفعت بنحو الثلث في النصف الأول من العام.

والتقرير الصادر عن وكالة الطاقة الدولية، التي تقدم المشورة للدول الصناعية، هو الثاني هذا الأسبوع الذي يشير إلى أن الاقتصاد الراكد من المرجح أن يكبح الطلب في الصين، أكبر مستورد للنفط في العالم وثاني أكبر مستهلك له. وقالت الوكالة التي تتخذ من باريس مقرا لها في تقريرها: “النمو الضعيف في الصين، بعد موجة ما بعد كوفيد-19 في عام 2023، يعرقل الآن المكاسب العالمية بشكل كبير”.

وبينما تلاشى تأثير الانتعاش الاقتصادي في الصين بعد الوباء، تتوقع وكالة الطاقة الدولية طلبا قويا في الاقتصادات الغربية، ولا سيما الولايات المتحدة، حيث يتم استهلاك ثلث البنزين العالمي. وقالت وكالة الطاقة الدولية إن من المتوقع أن يكون موسم القيادة الصيفي في الولايات المتحدة هو الأقوى منذ الوباء، مضيفة أن تخفيضات الإمدادات من قبل منظمة البلدان المصدرة للبترول وحلفائها (أوبك +) أدت إلى تشديد السوق المادية. وقالت وكالة الطاقة الدولية: “في الوقت الحالي، يكافح العرض لمواكبة ذروة الطلب في الصيف، مما يدفع السوق إلى العجز”.

قالت وكالة الطاقة الدولية إن الطلب العالمي على النفط سيرتفع بمقدار 950 ألف برميل يوميا في عام 2025، وهو ما يقل بنحو 30 ألف برميل يوميا عن التوقعات السابقة.

وأبقت الوكالة على توقعاتها لنمو الطلب هذا العام دون تغيير عند 970 ألف برميل يوميا. وقالت الوكالة إن الطلب خارج الدول المتقدمة في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية في الربع الثاني من هذا العام كان الأبطأ منذ عام الجائحة 2020.

ومن المتوقع أن تنخفض حصة الصين من نمو الطلب هذا إلى حوالي الثلث في عام 2024، مقارنة بأكثر من الثلثين في عام 2023. وقالت وكالة الطاقة الدولية إن الانخفاض في الصين كان الأكثر وضوحا في الغازولين والنفتا، مما يعكس انخفاض البناء والتصنيع، مما يعني “توقف التوسع المستمر في قطاع البتروكيماويات في البلاد”.

خفضت منظمة أوبك يوم الاثنين توقعاتها للطلب في 2024 للمرة الأولى منذ يوليو تموز 2023، مشيرة أيضا إلى الصين. وحتى بعد المراجعة النزولية، قالت مجموعة الدول المنتجة للنفط إن الطلب العالمي على النفط سيرتفع بمقدار 2.11 مليون برميل يوميا هذا العام، مقارنة بتوقعات وكالة الطاقة الدولية البالغة 970 ألف برميل يوميا. — وكالات