معسكر الفجيرة مهّد لفوزنا بميداليات أولمبية في «باريس 2024»

أشاد ثلاثة أبطال عرب حصدوا ميداليات ملونة (ذهبية وفضية وبرونزية) في منافسات التايكواندو في أولمبياد باريس 2024 الذي اختتمت فعالياته مؤخرا، بالبنية التحتية الرياضية المتميزة في الإمارات بشكل عام، وعلى مستوى التايكواندو بشكل خاص، مشيرين إلى أنهم استفادوا من التواجد في المعسكر التدريبي الدولي الذي نظمه نادي الفجيرة للفنون القتالية في يناير/كانون الثاني الماضي، بمشاركة نخبة من اللاعبين الدوليين والإماراتيين، وأن هذه المشاركة شكلت جزءا مهما من فترة الإعداد التي خضعوا لها، ولعبت دورا مؤثرا في حصدهم للميداليات الأولمبية في الحدث الرياضي الأكبر في العالم (أولمبياد باريس 2024).

أكد التونسي فراس القطوسي، الحاصل على الميدالية الذهبية في وزن تحت 80 كجم، ومواطنه محمد خليل الجندوبي، الحاصل على الميدالية البرونزية في وزن تحت 58 كجم، والأردني زيد مصطفى، الحاصل على الميدالية الفضية في وزن تحت 68 كجم في أولمبياد باريس، لـ«الإمارات اليوم»، أن الصعود إلى منصات التتويج الأولمبية يتطلب إعداداً مكثفاً وتدريباً منتظماً لا يقل عن أربع سنوات، يتخللها المشاركة في بطولات دولية، مشيرين إلى أن هناك فرصة كبيرة أمام اللاعبين الإماراتيين ليصبحوا نجوماً في المستقبل، يشيرون بالإصبع وقادرين على المنافسة في المحافل الدولية، خاصة في ظل توافر كافة الإمكانات في الإمارات.

وقالوا إن إمارة الفجيرة رسخت نفسها كمدينة رائدة في رياضة التايكواندو على المستوى العالمي، خاصة بعد استضافتها لبطولتي الجائزة الكبرى والعالم للفرق في العام 2017، بالإضافة إلى 12 نسخة من بطولة الفجيرة الدولية للتايكواندو، ما مكنها من الحصول على فرصة استضافة بطولة كأس العالم للناشئين المقررة العام المقبل.

من جانبه، قال البطل التونسي فراس القطوسي إن المعسكر الدولي في الفجيرة كان جزءاً مهماً من التدريب الذي استمر أربع سنوات والذي قاده في النهاية إلى الفوز بالميدالية الذهبية في أولمبياد باريس 2024.

ونصح القطوسي اللاعبين بالعمل الجاد والتضحية إذا أرادوا الوصول إلى منصات التتويج الأولمبية، وقال: «نادي الفجيرة للفنون القتالية لديه مدرب مميز وهو التونسي فراس الدين الطرابلسي، ومدير النادي نادر أبو شاويش، وكلاهما يبذلان قصارى جهدهما لإعداد اللاعبين».

وأشار القطوسي إلى أنه بدأ الاستعداد للمشاركة في بطولة العالم المقبلة حتى يكون جاهزاً للألعاب الأولمبية المقبلة (لوس أنجلوس 2028)، وقال: “أسعى للحفاظ على الإنجاز الذي حققته في أولمبياد باريس 2024، من خلال مواصلة التدريب والمشاركة في بطولات دولية قوية”.

بدوره، قال مواطنه محمد خليل الجندوبي، إن لاعبي التايكواندو الإماراتيين يتمتعون بإمكانيات عالية وقادرون على أن يصبحوا أبطالاً في المستقبل، وأن أهم ما يحتاجون إليه هو الطموح لتحقيق الإنجازات.

واعترف بأن المنافسات في أولمبياد باريس 2024 صعبة لأنها تجمع أفضل 16 لاعباً في العالم، وقال: «كنت قريباً من الفوز بالميدالية الذهبية، لكنني التقيت باللاعب الكوري الذي يعد أفضل لاعب في العالم. وبالنسبة لي، طموحي الحالي هو المنافسة في دورة الألعاب الأولمبية المقبلة في لوس أنجلوس».

من جانبه أكد الأردني زيد مصطفى أن التزامه بالتدريب والمشاركة في البطولات الدولية والمعسكرات التدريبية ومن ضمنها معسكر نادي الفجيرة للفنون القتالية كان من أسباب حصوله على الميدالية الفضية في بطولة باريس.

وقال: «لحظة الفوز بالميدالية الفضية كانت سعيدة بالنسبة لي ولبلادي ولكل الدول العربية، وأود أن أشكر مدربي فارس العساف على جهوده المضنية طوال فترة الإعداد، وكذلك نادي الفجيرة للفنون القتالية على دعمه لي خلال فترة إقامتي في المعسكر».

وعن استعداداته قبل المشاركة في أولمبياد باريس، قال إنه احتاج إلى أربع سنوات من التدريب والمشاركات الدولية التي قادته في النهاية إلى التأهل للمنافسات والحصول على الميدالية الأولمبية.

أبو شاويش: إعداد الأبطال العرب جزء من استراتيجية النادي

أعرب مدير نادي الفجيرة للفنون القتالية نادر أبو شاويش عن سعادته بالدور الذي لعبه النادي للاعبين الحائزين على الميداليات في أولمبياد باريس، من خلال استضافته للمعسكر الدولي الذي نظم خلاله بطولة الفجيرة الدولية.

وأكد لـ«الإمارات اليوم» أن «الدور الذي يلعبه النادي في إعداد الأبطال العرب يندرج ضمن استراتيجية النادي ليكون محطة أساسية لأبطال العالم، كما أنه يوفر فرصة ثمينة لأبناء الإمارات للاحتكاك بأبطال العالم وتمكينهم من خوض تجارب قوية»، مشيراً إلى أن «النادي يسعى من خلال برنامجه الذي يقدمه للاعبين إلى المساهمة في تحقيق حلم الفوز بالميداليات الملونة في البطولات الأولمبية المقبلة».