الصين تسعى للحد من تآكل علاقاتها مع أميركا
على مدى العقد الماضي، تصاعدت التوترات بين الصين والولايات المتحدة إلى الحد الذي يتحدث فيه الكثيرون الآن عن “حرب باردة جديدة” بين بكين وواشنطن. وقد انجرف صناع السياسات الأميركيون إلى هذه الديناميكية، واصفين الصين بأنها “منافس استراتيجي” و”تهديد لأميركا”. لفهم كيف تفكر النخب الصينية في العلاقات الصينية الأميركية، تحدثت الدبلوماسي مع يو جي، زميلة بارزة في برنامج آسيا والمحيط الهادئ في تشاتام هاوس. في هذه المقابلة، تحدثت عن العدسة التي ينظر من خلالها الاستراتيجيون الصينيون إلى العلاقة بين بلادهم والولايات المتحدة، بما في ذلك القضايا الساخنة مثل تايوان والحرب في أوكرانيا، وتوقعاتها للعلاقات الصينية الأميركية قبل وبعد الانتخابات الأميركية في نوفمبر/تشرين الثاني 2024. مقتطفات من المقابلة:
■ يعتقد أغلب الاستراتيجيين الصينيين أن التدهور في العلاقات الصينية الأميركية أصبح الآن أكثر ديمومة، فما هو هدف بكين في التعامل مع الولايات المتحدة؟ لقد أكدت إدارة بايدن مرارا وتكرارا على الحاجة إلى “حواجز” وإدارة الصراع بين الجانبين، فهل هذا ما تسعى إليه الصين أيضا؟
■■ تسعى الصين إلى الحد من تآكل العلاقات بينها وبين أميركا، مما يعيق الاقتصاد المحلي. وتتمثل الاستراتيجية العامة لبكين في تقليص الضرر الناجم عن المزاعم التي تروج لها واشنطن بأن الصين تشكل تهديداً اقتصادياً وسياسياً لبقية العالم، وخاصة في أجزاء كبيرة من الجنوب العالمي. ومن شأن مثل هذه الخطوة أن تساعد الصين على زيادة مرونتها الاقتصادية وتطوير تكنولوجيتها.
أما بالنسبة لـ “حواجز الحماية”، فقد رفضتها النخب السياسية الصينية بشدة. وتعني “حواجز الحماية” أن دولة واحدة تضع القواعد وتتبعها دول أخرى، وبكين لا تريد أن تصبح مجرد تابعة. بل إنها تطالب بقدر كبير من القول في تحديد القواعد.
■ هناك تشاؤم بين الخبراء الصينيين بشأن “إعادة التوحيد السلمي” بين الصين وتايوان، ويزعم العديد من الخبراء أن الحكومة التايوانية لن توافق على التوحيد مع البر الرئيسي في غياب القوة. فهل هناك أي أمل في هذا الصدد بعد أن تبنى الحزب الديمقراطي التقدمي في تايوان، الذي أعيد انتخابه لرئاسة البلاد ثلاث مرات متتالية، أجندة الاستقلال؟
■■ تسعى بكين إلى ردع المؤيدين للاستقلال في تايوان، حيث أدلى الرئيس الصيني شي جين بينج ومساعدوه بتعليقات رسمية في مناسبات مختلفة، وخاصة بعد زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي آنذاك نانسي بيلوسي لتايبيه. ويعكس هذا اعتقاد شي بأن هناك تدهورًا خطيرًا في العلاقات الصينية الأمريكية، وفي هذا الصدد، يستخدم القادة الصينيون ووسائل الإعلام الرسمية لغة مشفرة، مثل “القوى الخارجية”، لانتقاد التدخل الأمريكي في تايوان في ظل إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب والرئيس الحالي جو بايدن.
ورغم عدم حدوث أي تغييرات رسمية في سياسة الصين تجاه تايوان، فإن النخب السياسية الصينية والعلماء المؤثرين يرون أن الوضع الحالي محفوف بالمخاطر مع حكومة الحزب الديمقراطي التقدمي المؤيدة للاستقلال في تايوان، وهو ما قد يؤدي إلى المزيد من الضغوط الصينية لمواجهة الحكومة التايوانية وتبادل حاد للاتهامات مع الرئيس الأميركي المقبل.
■ بعد حرب روسيا على أوكرانيا، هناك شعور قوي بين المحللين الأوروبيين بأن الصين “خسرت” أوروبا بدعمها لروسيا. فهل يتفق الاستراتيجيون الصينيون مع هذه الفكرة؟ وإذا كان الأمر كذلك، فما مدى أهمية هذا العامل للمصالح الوطنية الصينية؟
■■ لقد ناقش المجتمع الاستراتيجي الصيني بشكل مكثف التحديات الثلاثة المتعلقة بحرب أوكرانيا، وقد أثار هذا الموضوع أسئلة أثبتت صعوبة الإجابة عليها، بما في ذلك: إلى أي مدى يمكن للصين دعم روسيا والحفاظ على علاقات مستقرة مع كل من الولايات المتحدة وأوروبا دون مواجهة عقوبات ثانوية من الغرب. عن مجلة “دبلومات”
للمزيد : تابع خليجيون 24 ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر