المهاجمون غادروا البلاد.. الكشف عن تفاصيل مقتل رجل أعمال فلسطيني في إسطنبول

ملخص:

• وتشير التحقيقات الأولية إلى أن الجريمة مرتبطة بعصابات إجرامية وديون مستحقة، وربما تكون امتدادا لخلاف قديم.
• وتمكن المشتبه بهم من الفرار من مسرح الجريمة واستخدموا عدة مركبات لتضليل الشرطة.
• وبدأت الشرطة التركية تحقيقات مكثفة في الحادثة، وتمكنت من تحديد هوية المشتبه بهم واعتقال عدد منهم.
• وتظهر تفاصيل القضية وجود شبكة معقدة من العلاقات بين المشتبه بهم.

---

ظهرت تفاصيل جديدة حول عملية الاغتيال التي شهدتها منطقة كاغيتهانة في إسطنبول، حيث نفذ شخص أو أشخاص ملثمون هجوماً مسلحاً على أشخاص يعتقد أنهم فلسطينيون كانوا داخل سيارة متوقفة.

وفي الاعتداء الذي نفذ باستخدام سلاح باريتا مزود بكاتم صوت، قُتل أنس عبد الكريم (30 عاماً) الذي كان يجلس في مقعد السائق، فيما تمكن صديقه فادي م. (31 عاماً) الذي كان يجلس في المقعد الأمامي من الفرار عبر النافذة والتجأ إلى مطعم يبيع الكفتة النيئة، إلا أن المهاجم لحق به وأصابه بجروح خطيرة داخل المطعم.

وأصيب الحارس الشخصي الذي يعمل معهم، وهو عسكري متقاعد يدعى “ع.ك”، في ساقه خلال الحادث.

ووفقا للصحيفة (صباح) جاء المهاجم الملثم أثناء انتظارهما في السيارة، وتحركت شرطة إسطنبول على الفور للتحقيق في الحادث. وذكر “ع.ك” الذي تم أخذ أقواله، أنه بدأ العمل مع أنس عبد الكريم وفادي م. قبل ثلاثة أيام فقط وأنه جندي متقاعد.

وأشارت الصحيفة إلى أن الأشخاص الثلاثة وصلوا من زيتون بورنو إلى كاغيتهانة بالسيارة، وهناك التقوا بفلسطيني يدعى ساز. وبعد 15 دقيقة من انتهاء اللقاء، وبينما كانوا ينتظرون في السيارة في مكان الحادث، اقترب منهم شخص ملثم وأطلق النار على أنس عبد الكريم الذي كان يجلس في مقعد السائق، ما أدى إلى مقتله، ثم أطلق النار على الحارس “ع.ك” الذي كان يجلس في المقعد الخلفي.

اتبعه إلى المطعم

ولم يتوقف المهاجم عند هذا الحد بل لاحق فادي م. الذي هرب عبر النافذة ودخل إلى مطعم كفتة نيئة وأصابه بجروح خطيرة داخل المحل قبل أن يلوذ بالفرار من المكان.

وترك المهاجم سلاحه على الأرض بعد أن تعطل أثناء هروبه، وركب سيارة كانت تنتظره في نهاية الشارع ليبتعد عن مكان الحادث. وخلال تحقيقات الشرطة، تبين أن السيارة التي استخدمها المشتبه به في الهروب مستأجرة، كما عُثر في مكان الحادث على سلاح مزود بكاتم صوت وثمانية أغلفة رصاص فارغة.

وكشفت التحقيقات أن الحادث الذي وقع ليلاً كان استمراراً لاشتباك مسلح وقع في منطقة كاغيثان قبل عامين بين عصابات إجرامية، ويُزعم أن العصابة الإجرامية كانت تطلب رشاوى من رجال الأعمال، وأن العداوة بينهم كانت نتيجة لذلك.

وفيما استمرت التحقيقات في الحادث، كشفت المعلومات أن المشتبه بهم غادروا إلى بلغاريا عند الساعة 01:30 فجراً. وذكرت الشرطة أنها بدأت الإجراءات اللازمة لاعتقال ثلاثة مشتبه بهم على صلة بالحادث.

تغيير ثلاث سيارات

وقال بيان لمصادر أمنية: “خلال العمل الميداني الذي تم، تم مراجعة تسجيلات كاميرات المراقبة في موقع الحادث والمناطق المحيطة به بشكل تفصيلي، وتبين أن أحد المشتبه بهم أطلق النار على الضحايا داخل السيارة، وتم العثور على أداة القتل وثماني طلقات فارغة في موقع الحادث، وتبين أن المشتبه به فر من موقع الحادث سيرًا على الأقدام، ثم ركب سيارة كانت تنتظره بالقرب من الموقع ليبتعد، وتبين أن المشتبه بهم استخدموا ثلاث سيارات مختلفة لإخفاء آثارهم”.

وأضاف البيان: “تم العثور على سيارتين مشبوهتين، وتبين من التحقيقات أن السيارتين مستأجرتان، وخلال التفتيش عثر على سلاح في إحدى السيارتين، وبمجريات التحقيقات اتضح أن المشتبه بهم في الحادث هم (GS، TS، SA، SASO، LEE، HB) وأنهم نفذوا الحادث بسبب ديون مستحقة عليهم، وتم التوصل إلى ذلك من خلال محادثات مع ذويهم”.

وجاء في البيان أيضًا: “بعد الحادث، تبين أن المشتبه بهم GS وTS وS.ASO غادروا البلاد في 19 أغسطس 2024 في الساعة 00:48 (بعد حوالي ساعتين ونصف من الحادث) من ولاية كيركلاريلي. وتستمر عمليات البحث عن المشتبه بهم الآخرين”.

وذكر بيان أمني أن البحث الأرشيفي كشف أن الشخص المدعو “لي” هو من قام بنقل المشتبه بهم وأنه تعرض لمحاولة اغتيال مسلحة في قضاء شيشلي بتاريخ 6 يونيو 2023.

وفي إطار التحقيقات الجارية، تم اعتقال أربعة أشخاص يعتقد أنهم ساعدوا المشتبه بهم في الهروب، وهم “LEE” و”IA” و”AFMM” و”PY”، وتم ضبط سلاحين أثناء عمليات التفتيش.