الخشية من الله تؤدي إلى إصلاح المجتمعات والمساهمة في تحقيق نهضتها
ألقى خطبة الجمعة بالجامع الأزهر اليوم فضيلة الدكتور إبراهيم الهدهد رئيس جامعة الأزهر الأسبق، ودار موضوعها حول "صفات المؤمن الحقيقي".
قال سماحة الدكتور إبراهيم الهدهد: إن كمال خوف الله – عز وجل – هو أول صفة يتصف بها عباد الله المؤمنين، وهو من أعلى المراتب التي يرتقي إليها العبد في رحلته إلى الله – عز وجل -، ودليل هذا الخوف يظهر في سلوك المؤمن في كل شيء في حياته، لأن خوف الله يقتضي حفظ العرض وحفظ المال، وعدم امتهان كرامة الإنسان في أي مجال من مجالاتها، فيتجنب صاحبه تجاوز حدود الله – عز وجل -، والخوف هو الذي يجعل الناس يعيشون في سلام ووئام فيما بينهم.
وأكد الهدهد أن المحافظة على الصلاة دليل على خوف الله -عز وجل- لأن الصلاة شعار الإسلام وجوهر الإيمان، وعلامة المسلمين، وهي وسيلة التواصل بين العبد وربه، وتطهير وتهذيب النفس، وهي فرصة للتوبة والاستغفار، وبصلاحها يصلح كل عمل، وعلى كل مسلم يريد أن يتحقق في قلبه معاني الخوف أن يحافظ على هذه الصلة الوثيقة التي جعلها الله بينه وبين عباده، ليقتربوا منه -عز وجل- فهي لغة الخاشعين، ووسيلة المتقين، وهي النور الذي ينير العبر والرحمة التي تطهر النفوس.
وأوضح الهدهد أن بناء أي مجتمع حضاري قوي يعتمد على الأخلاق الفاضلة التي جاء الإسلام لإرسائها منذ اللحظة الأولى، فالإيمان القوي والخوف من الله يخلق صاحبه للعمل على إصلاح مجتمعه، والمساهمة في تحقيق نهضته، وهذا هو الدافع الذي كان وراء بناء حضارة إسلامية عريقة شهد لها العالم أجمع، بفضل التزام أصحابها بالأخلاق الإسلامية النبيلة التي جاء بها رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم.
وأضاف خطيب المسجد الأزهري، أن الإيمان ليس مجرد اعتقاد، بل هو منهج يتبعه العبد في كل جوانب حياته، فلا بد أن يتبع الإيمان بالأعمال الصالحة، لأن الإيمان كالنور، يزيد بالطاعات وينقص بظلمات المعاصي، فمن عمل الصالحات زاد إيمانه، ومن ادعى الإيمان وانحرفت أخلاقه وأفعاله عن الاتجاه الشرعي، فإن إيمانه ناقص، ولابد أن تتطهر القلوب بالطاعات، ولابد أن يمتثل العبد أوامر الله في تنمية هذا الكون، ونفع كل من حوله.
للمزيد : تابع خليجيون 24 ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر