اليوم .. سماء الإمارات تشهد طلوع نجم “سهيل”
قال مركز الفلك الدولي، عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي “إكس”، “تويتر” سابقاً، إن سماء الإمارات ستشهد طلوع نجم سهيل اليوم 24 أغسطس 2024، ويبدأ مع ظهوره والعد التنازلي لتساوي ساعات الليل والنهار واعتدال درجات الحرارة في الدولة.
ويعتبر ظهور نجم سهيل بداية نهاية الحر الشديد، واعتدال درجات الحرارة التي ستستمر بالانخفاض تدريجيا حتى يتساوى الليل والنهار، حوالي الثاني من أكتوبر.
وبعد حوالي 45 يوماً، سيصبح الليل مساوياً للنهار، أي حوالي الثاني من أكتوبر/تشرين الأول، حيث تصل أجواء الاعتدال تدريجياً.
اهتم أهل شبه الجزيرة العربية منذ القدم بطالع النجوم والنظر إليها ومعرفة مواقعها، لارتباطها بحياتهم اليومية في الليل والنهار، ومن خلالها يعرفون بداية فصول السنة، وأوقات المطر، وأوقات البرد والحر، ومن خلال حساب النجوم يعرف أهل القرى والمزارعين متى يحرثون أراضيهم، ومتى يزرعون استعداداً للمطر، ويعرف أهل الأرض مواسم الرعي والسفر، ويعرف أهل البحر مواسم الصيد البحري والسفر.
ويستقبل العرب ظهوره، وهو إشارة إلى انتهاء فصل الصيف، وبداية انخفاض درجات الحرارة المرتفعة، وبداية تحسن الطقس، وبداية الموسم الزراعي.
مع طلوع نجم سهيل يبدأ موسم الصفرة أو “الصفري” كما ينطق محلياً، وفي بداية طلوعه هناك 40 يوماً لا يكون الطقس خلالها مستقراً في الحرارة أو معتدلاً، ثم يستقر الطقس المعتدل بدءاً من منتصف أكتوبر حيث يبدأ موسم الوسم، أما الشتاء فيبدأ بعد طلوع سهيل بحوالي 100 يوم.
النجم سهيل الذي يعتبر طلوعه فأل خير عند العرب، يبشر بانتهاء الصيف والحر الشديد وقدوم الربيع والمطر، وهو من ألمع نجوم السماء، وسهيل عند العرب هو “البشارة اليمنية”، ولهم له عدة أسماء، فيسمونه نجم اليمن، ويسمونه أيضاً سهيل اليمني، وسبب ارتباطه باليمن أنه يطلع من الجنوب ويظهر مقابل القطب الشمالي، فيشير إلى الجنوب، أما القطب الجنوبي نفسه فلا يظهر في سماء الإمارات، وعلى كل حال لا يوجد نجم محدد يدل على اتجاه نجم الجنوب كما هو الحال في القطب الشمالي.
ويستمر نجم سهيل في الظهور فوق الأفق أثناء الليل من نهاية أغسطس إلى نهاية أبريل في وسط شبه الجزيرة العربية، ويظهر عند الفجر خلال شهري سبتمبر وأكتوبر، وعند منتصف الليل خلال شهري ديسمبر ويناير، وفي بداية الليل خلال شهري مارس وأبريل.
ويظل نجم “سهيل” فوق الأفق بالنسبة للمناطق الوسطى من شبه الجزيرة العربية لمدة تقارب ثمانية أشهر ونصف الشهر، لمدة تقارب سبع ساعات يومياً، وقد تكون هذه الساعات أثناء النهار، فلا يشاهد على الإطلاق، وذلك من بداية شهر مايو إلى منتصف أغسطس.
ومع طلوع “نجم سهيل” يبدأ التقويم الخليجي المعروف باسم “الدُر”، وهو تقويم يقسم السنة ببساطة إلى أربعة أقسام، كل قسم يتكون من مائة يوم: “مئة صفري” أو الخريف، و”مئة شتاء”، و”مئة صيف” أو الربيع، ثم “القيظ” وهو وقت الحر الشديد، ويكمل العام 65 يوماً، وكل عشرة أيام منه تسمى “در”.
ورغم اختلاف تحديد بداية التقويم، إلا أنك قد تلاحظ تغيرات طبيعية تشير إلى بداية فصل الصيف، لكنها عادة ما تكون بين 15 و20 أغسطس. أما يوم 20 فهو فارق بسيط لا يقلل من فعالية التقويم وتوافقه مع ظروف الطقس والبحر ومواعيد الزراعة والحصاد.
ومع ظهور نجم سهيل تبدأ علامات بداية الأجواء المعتدلة وتنخفض درجات الحرارة ويبدأ المنخفض الهندي الموسمي بالضعف والتراجع جنوباً، ومع طلوع سهيل تهب رياح “كوس” وهي رياح جنوبية شرقية عالية الرطوبة تعمل على تشكل السحب المنخفضة على امتداد المنحدرات الشرقية لجبال الحجر في عمان والإمارات وقد يصاحبها رذاذ يسمى “سحب كوس”.
وتنشط رياح “الروايح” أو “الرياح الصيفية” وتؤثر على المناطق المحيطة بجبال الحجر في الإمارات وسلطنة عمان، ويمتد تأثيرها إلى المناطق الجبلية الوسطى في الإمارات من مدينة الذيد إلى مدينة العين، مسببة عواصف محلية ورياح هابطة قوية مصحوبة بسحب ركامية وعواصف رعدية غزيرة، كما تنشط رياح “حبايب سهيل” اللطيفة التي تعمل على اعتدال الطقس.
خلال الفترة الممتدة من طلوع سهيل حتى الاعتدال الخريفي في 23 سبتمبر/أيلول، قد تحدث موجات حارة شديدة الحرارة مشبعة بالرطوبة، ويسميها العرب “الواكة”، وأشهرها “واكة سهيل”، كما يطلق عليها عند المزارعين في الخليج “حرة الدبس”، حيث يتم استخلاص الدبس من التمر، وتسمى أيضا “حرة المصاطب”.
“المسطاح” هو المكان الذي يتم فيه تجفيف التمور لتصبح تمراً، وفي نفس الفترة تبدأ هبوب رياح “حبايب سهيل” وهي رياح نشطة رطبة تعمل على خفض درجات الحرارة المرتفعة وتلطيف الجو.
يبدأ موسم الزراعة الأول، ويبدأ موسم الزراعة الخريفي، حيث يتم زراعة كافة أنواع البذور في مشاتل محمية من أشعة الشمس الحارة والرياح الجافة، ابتداءً من منتصف أغسطس كزراعة مبكرة، وخلال النصف الثاني من سبتمبر يتم نقل الشتلات إلى الأرض الدائمة، وزراعة الشتلات والأشجار المختلفة، ويأتي وقت حصاد العديد من أنواع أشجار النخيل، وجمع التمور وتخزينها، وصناعة الدبس.
إن ظهور نجم سهيل يعني بدء موسم جني التمور، فيعلم البدو أن ظهور سهيل يعني خروجهم من المقيظ وخروجهم إلى الصحراء حيث يميل الطقس إلى الاعتدال، فيأخذون نصيبهم من التمور ويرحلون إلى الصحراء.
وفي التراث الثقافي العربي يعتبر سهيل كوكب الفرح الذي يرحب بقدومه، ويقول العرب: أفرح من سهيل ظهوره.
حيث يكون نجم الشعرى (ألمع نجم في السماء) ونجم سهيل بن سعيد (ثاني ألمع نجم في السماء) متعامدين على بعضهما البعض فوق الأفق الجنوبي عند الفجر في منتصف شهر أكتوبر، ويكون الطقس معتدلاً ويقل الطلب على المياه.
قالت العرب عنه: إذا طلع سهيل طاب الليل، وحرمت القيلولة، وحل الويل على الفرخ، ورفعت المكاييل.
ويقول عامة الناس: إذا طلع سهيل أحسست بالتمر في الليل.
للمزيد : تابع خليجيون 24 ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر