أبوظبي للخلايا الجذعية يجري أول عملية تجميد للمبيض في الدولة لطفلة
نجح مركز أبوظبي للخلايا الجذعية في إجراء أول عملية تجميد مبيض في دولة الإمارات لطفلة تبلغ من العمر 7 سنوات مصابة بسرطان الدم الليمفاوي الحاد، وذلك بالتعاون مع عيادات “آرت” لعلاج الإخصاب.
واجهت الطفلة المريضة التي تعاني من نوع من سرطان الدم رحلة صعبة بعد محاولة علاجها بالعلاج الكيميائي والعلاجات التقليدية، واستقرت حالتها لاحقا بفضل العلاج الموجه للخلايا السرطانية.
قرر أطباء أمراض الدم لدى الأطفال في مركز أبوظبي للخلايا الجذعية إجراء عملية زرع نخاع العظم لها، وتبرع شقيقها المتطابق جزئيًا.
وقام فريق من الأطباء المتخصصين في مركز أبوظبي للخلايا الجذعية بتوجيه عملية تجميد أنسجة مبيض الطفلة بشكل استباقي بموافقة عائلتها وبالتعاون مع عيادات الخصوبة ART، وذلك بسبب المخاطر المستقبلية المحتملة على الخصوبة بسبب الجرعة العالية من العلاج الكيميائي والإشعاع لكامل الجسم المطلوبة قبل عملية زراعة نخاع العظم.
خلال العملية الجراحية، تم إزالة مبيضي الطفلة الصغيرة ونقلهما إلى عيادة “ART” للخصوبة في أبو ظبي للعلاج والحفظ بالتبريد.
تتضمن هذه التقنية المتقدمة تقطيع أنسجة المبيض إلى شرائح رقيقة ثم معالجتها لحماية الخلايا من التلف أثناء عملية التجميد.
وبعد ذلك، تم تبريد الأنسجة ببطء وتخزينها في درجات حرارة منخفضة للغاية في النيتروجين السائل، عند حوالي -196 درجة مئوية (-320.8 درجة فهرنهايت)، بهدف الحفاظ عليها لمدة لا تقل عن 20 عامًا، مع إمكانية إعادة زرعها في المستقبل لزيادة خصوبة المريضة وتعزيز قدرتها على الإنجاب.
ويعد تجميد أنسجة المبيض من التقنيات الحديثة عالمياً، والتي توفر إمكانيات واعدة قد تحقق نتائج تنعكس في الحفاظ على الخصوبة مستقبلاً، في حال تأثر المبيض بالعلاج الكيميائي أو الإشعاعي.
وقال الدكتور راشد عبيد السويدي المدير التنفيذي لقطاع القوى العاملة الصحية في دائرة الصحة أبوظبي: “استطاعت أبوظبي تحقيق إنجازات مهمة تسهم في تعزيز صحة وسلامة أفراد المجتمع في الإمارة وحول العالم”.
وأضاف أن “هذه الإنجازات تأتي بفضل الاستراتيجيات الطموحة لمنظومتها الصحية وبنيتها التحتية المتطورة وقواها العاملة ذات الخبرة والكفاءة”.
وقالت الدكتورة ميسون الكرم، المدير الطبي في مركز أبوظبي للخلايا الجذعية: “يمثل هذا الإنجاز تقدماً كبيراً في علاج أورام الأطفال والحفاظ على الخصوبة، ويتماشى مع رؤيتنا في أن نكون رائدين في تقديم رعاية شاملة ومتمركزة حول المريض لمرضى زراعة نخاع العظم ضمن برنامج زراعة نخاع العظم في أبوظبي”.
وأضافت أن «تجميد المبيض في مثل هذه الحالة يوفر حلولاً بديلة لمريضات السرطان سواء قبل البلوغ أو بعده، حيث قد تؤثر علاجاتهن على الخصوبة والقدرة على الإنجاب في المستقبل، وكذلك الذكور بعد البلوغ، في حين تستمر الدراسات العلمية في تأكيد إمكانية تطبيق حلول مناسبة للأطفال الذكور قبل البلوغ».
تم دمج الحفاظ على المبيض في خطة العلاج الشاملة للمريضة، والتي تضمنت العلاج الكيميائي المكثف والعلاج الإشعاعي قبل عملية زرع نخاع العظم، والتي كانت ضرورية لعلاج سرطان الدم لديها. بعد ثلاثة أشهر من عملية الزرع، كانت المريضة في حالة هدوء، وتم الحفاظ على خياراتها للإنجاب في المستقبل.
ويسلط هذا الإنجاز الضوء على الدور المحوري الذي يلعبه مركز أبوظبي للخلايا الجذعية في تطوير قدرات الرعاية الصحية على المستوى الإقليمي، وخاصة في مجال أبحاث وتطبيقات علاجات الخلايا في مختلف المجالات الطبية، بما في ذلك علم الأورام وأمراض الدم والصحة الإنجابية.
وقال الدكتور هومان فاطمي، المدير الطبي لمجموعة عيادات آرت للخصوبة: “إن تعاوننا مع مركز أبوظبي للخلايا الجذعية بشأن خطة علاج الطفل يوضح أهمية الجمع بين الخبرة من مختلف التخصصات الطبية لتحقيق أفضل النتائج للمرضى”.
للمزيد : تابع خليجيون 24 ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر