قاعة الشيخ زايد.. إطلالة على التاريخ بعيون المستقبل
ويحتوي الأرشيف والمكتبة الوطنية على كنوز من الوثائق والمخطوطات والمقتنيات التي تحكي تاريخ دولة الإمارات والمنطقة، وتكشف الكثير من المعلومات والحقائق التاريخية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية للزوار. كما يضم الأرشيف والمكتبة الوطنية قاعات متخصصة تقدم للجمهور رحلات عبر فترات تاريخية مختلفة، وأبرزها “قاعة الشيخ زايد” التي تعرض مجموعة متميزة من المواد الوثائقية والمعروضات التفاعلية التي ترسخ إرث الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، وتعكس مسيرة التنمية في دولة الإمارات العربية المتحدة. وهي قاعة مجهزة بخدمة الجولة الافتراضية لإتاحة الفرصة لشريحة واسعة من الجمهور لتجربة متحف مبتكر يحتضن الماضي ويوثق الحاضر ويستشرف المستقبل، ويوظف لهذا الغرض أحدث التقنيات وطرق العرض المبتكرة ليحصل الزوار على جرعة من المعرفة التي تعزز الانتماء للوطن والولاء لقيادته الحكيمة، وترسيخ الهوية الوطنية في نفوس الأجيال.
قصة وطن
وتبدو القاعة وكأنها متحف يروي قصة أمة، حيث يعلو المدخل لوحة جدارية كبيرة مصنوعة من الحديد الأسود المثقب، تصور قصر الوطن وقصر الحصن وقلعة الجاهلي ومسجد البدية، ليجد الزائر نفسه أمام شاشات كبيرة تعرض صوراً مهمة من ذاكرة الوطن، وقصة ماضي الإمارات وتراثها، وتسجل محطات مهمة في حاضرها المتطور بسرعة، كما تستشرف جوانب من مستقبل الإمارات باستخدام أساليب ووسائل حديثة وتقليدية. ومن يتأمل مقتنيات القاعة الغنية يجد أن بعض أجزائها تحمل طابعاً تاريخياً متخصصاً، حيث تبدأ بالمهن التقليدية، حيث يطلع الزائر على أهم وأبرز مهنتين تاريخيتين في الإمارات: صيد السمك والغوص بحثاً عن اللؤلؤ، وفي هذا الركن قارب صيد، وصورة لصياد يجهز شباكه، وصوت أمواج البحر والطيور، وقطع أثرية مثل قشور اللؤلؤ، ومغرفة اللؤلؤ، ونماذج من حبات اللؤلؤ.
وتعرض القاعة عصوراً تاريخية مختلفة بدءاً من عصور ما قبل التاريخ وحتى العصر الإسلامي، ويحتوي هذا القسم على قطع أثرية من العصر البرونزي، وتعرض شاشة كبيرة فيلماً وثائقياً مدته دقيقة ونصف عن بعض المواقع الأثرية في الإمارات، مع التعليق المصاحب على محتوى الفيلم باستخدام تقنية “الدش”، ثم ينتقل الزائر إلى التاريخ الحديث ويتابع عصور الوجود البرتغالي، ثم الهولندي، ثم البريطاني، مع وثائق تاريخية تتعلق بكل من العصور المذكورة على شاشات مثبتة على الجدران وبعض القطع الأثرية ونموذج للسفن لكل مرحلة. كما تعرض القاعة مجموعة من الكتب النادرة لزائريها، وهي: “وصف شبه الجزيرة العربية”، و”الوثائق العربية عن التاريخ البرتغالي”، و”رحلة يان هاوجن فان لينشوتن”، و”شبه الجزيرة العربية مهد الإسلام”، و”تاريخ الهند”، حيث يمكن للزائر استعراض محتوى كل من هذه الكتب وقراءتها على شاشات صغيرة.
عصر الاتحاد
وتحتل حقبة الاتحاد مساحة بارزة في القاعة، حيث يضم هذا القسم وثائق تاريخية أصلية، وفيلماً مدته 150 ثانية يغطي مراحل مهمة في فترة التحضير لقيام الاتحاد وإعلانه، وقلماً للشيخ زايد رحمه الله، والآلة الكاتبة التي كتب عليها دستور الإمارات. وتحتل صور الآباء المؤسسين، وأبرزها صورة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مكانة بارزة في القاعة، تقديراً لجهودهم في بناء صرح الاتحاد بطاقة وعزيمة، وتأكيداً على أهمية نهجهم ورؤاهم في تشكيل الحاضر. وسيجد الزائر في القاعة كتاباً تفاعلياً بعنوان «زايد الباني والمؤسس 1936-2002»، يمكن تقليب صفحاته إلكترونياً، وبلمس الصور يمكن الوصول إلى المعلومات التاريخية وقراءة التعليق الخاص بكل صورة. وتتيح القاعة للزوار الاطلاع على أبرز ستة إنجازات بعد قيام الاتحاد على مجموعة من الشاشات الجدارية الكبيرة الممتدة لأكثر من ستة أمتار، متصلة بدائرة واسعة بما يكفي ليقف الزائر عليها، بحيث تمتلئ الشاشة التي تواجهه بصورة إنجاز مع معلومات وافية ومختصرة عنه. وبهذا الشكل استطاعت دار الأرشيف والمكتبة الوطنية أن تبتكر ما يوفر للزائرين المتعة والفائدة، حيث تجذب هذه الطريقة المبتكرة الزوار الذين ينبهرون بأسلوب العرض، والذين تجتذبهم المعلومة فيقفون لقراءتها والاستفادة منها. ومن أبرز ما يعرض على هذه الشاشات معلومات عن المدارس والجامعات والمتاحف والمريخ وغيرها. كما تعرض القاعة عدداً من الأوسمة والجوائز التي نالها المؤسس والباني الشيخ زايد طيب الله ثراه، من قادة العالم والهيئات العلمية والأهلية والدولية. وامتد عطائه الإنساني إلى كل الأمم والمجتمعات دون استثناء، بغض النظر عن ألوانها وأعراقها ومعتقداتها، فضلاً عن دوره الكبير في نهضة دولة الإمارات العربية المتحدة، ومساهمته في بناء التنمية والسلام العالمي.
وتتمحور القاعة حول ركن مخصص للإمارات السبع، ولكل إمارة شاشة خاصة بها تتيح للزوار مشاهدة واستماع معلومات تاريخية وسياحية عنها وعن أبرز معالمها عبر سماعة خاصة. وتتميز أبوظبي باعتبارها الإمارة الأكبر مساحة بشاشة تفاعلية كبيرة، تظهر عليها خريطتها مع ستة أيقونات لأهم معالمها وهي قصر الحصن، المريجب، حصن الجاهلي، حصن المويجعي، المربع، ومسجد الشيخ زايد. وبوضع الأيقونة على الخريطة تتحول المعلومات إلى أحد المعالم الستة، ويمكن للزوار الاستماع إلى مقاطع فيديو تعريفية عن أبوظبي، ومشاهدة فيلم خاص مدته دقيقة ونصف الدقيقة يعرف بها تاريخياً وسياحياً.
مقتنيات تاريخية
وفي قسم الأرشيف والمكتبة الوطني، تعرض القاعة أقدم كاميرات التلفزيون وتقنيات حفظ الميكروفيلم وأهم المقابلات التاريخية الشفهية التي أجراها قسم التاريخ الشفهي لتوثيق تاريخ الإمارات المكتوب واستكماله بالتاريخ المستمد من ذاكرة الرواة من كبار المواطنين. كما تعرض القاعة أهم الدروع التذكارية والطوابع البريدية والعملات المعدنية للأرشيف والمكتبة الوطني وأهم المعارض والمؤتمرات التي نظمتها وأهم الزيارات والشخصيات البارزة التي استقبلتها الأرشيف والمكتبة الوطني وأبرزها زيارات المؤسس والباني الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه الذي أولى أهمية كبيرة لهذا الصرح الوطني. وتعرض القاعة على ثلاث شاشات كبيرة ثلاث أيقونات تعرّف الأجيال بالتراث الإماراتي وهي “النهمة” وهو نوع من الغناء يصاحب العمل على متن السفينة وهو فن كان يقتصر على البحر والبحارة، و”المهاوة” وهي أغاني المهد التي كانت الأم تهدهد بها مولودها حديث الولادة؛ و”العيالة” وهو فن شعبي إماراتي أصيل يتضمن الغناء الجماعي وفق إيقاع محدد، ويؤدي المشاركون حركات معينة.
• قاعة مجهزة بخدمة الجولة الافتراضية لتوفير الفرصة لشريحة واسعة من الجمهور لتجربة متحف مبتكر يحتضن الماضي ويوثق الحاضر وينظر إلى المستقبل.
• تعرض القاعة للزوار أهم الدروع التذكارية والطوابع البريدية والعملات المعدنية، وعلى ثلاث شاشات كبيرة ثلاثة أيقونات تعرف الأجيال بالتراث الإماراتي.
للمزيد : تابع خليجيون 24 ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر