اختفاء اقتصادي صيني بارز بعد انتقاده لسياسة شي جينبينغ
القاهرة: هاني كمال الدين
في حادثة أثارت قلق المجتمع الأكاديمي والمهتمين بالشأن الصيني، أُفيد بأن الاقتصادي الصيني الشهير، تشو هينغبان، قد اختفى عن الأنظار بعد انتقاده لسياسة الرئيس الصيني، شي جينبينغ، في محادثة خاصة على تطبيق المراسلة “وي شات”. وفقًا لتقرير نشره “وول ستريت جورنال”، فقد غاب تشو عن الظهور العام منذ شهر أبريل من العام 2024.
تشو، الذي كان يشغل منصب نائب مدير المركز الوطني للدراسات الاجتماعية (CASS)، طُرد من منصبه واعتُقل في وقت سابق من هذا العام، وذلك بعد أن وجه انتقادات لاذعة لسياسات الرئيس شي الاقتصادية خلال محادثة مغلقة. يشير هذا التطور إلى الأجواء المتوترة التي تحيط بالنقاشات السياسية والاقتصادية في الصين، خاصةً في ظل النظام الصيني الذي يميل إلى قمع أي آراء معارضة.
عُرف تشو بكونه واحدًا من أبرز الاقتصاديين في البلاد، حيث عمل لأكثر من عشرين عامًا في CASS، وهو مركز تحليلي تابع للحكومة الصينية. بالإضافة إلى ذلك، شغل من 2013 إلى 2015 منصب المدير المستقل في الشركة الوطنية للأدوية، مجموعة China Meheco. هذه الخلفية الواسعة تعكس أهمية دوره في تشكيل السياسات الاقتصادية في الصين.
منذ اعتقاله، لم يُشاهد تشو في أي مناسبة عامة، ولم تصدر أي تصريحات رسمية من السلطات حول مصيره. تُعتبر CASS مؤسسة بحثية مرموقة في الصين، ويعكس هذا الاختفاء القسري المناخ العام الذي يعاني منه العديد من الأكاديميين والمفكرين في البلاد، والذين قد يواجهون عواقب وخيمة نتيجة لآرائهم النقدية.
حتى الآن، لم يتضح الوضع القانوني لتشو، إذ لم يتمكن الصحفيون من الحصول على إجابات واضحة عبر البريد الإلكتروني، بينما لم تفتح عائلته أو جيرانه باب شقته للصحفيين. كما أن المكتب الإعلامي لمجلس الدولة الصيني لم يعلق على هذه القضية، مما يزيد من الغموض المحيط بمصير هذا الاقتصادي البارز.
تجدر الإشارة إلى أن هذا الحادث يأتي في وقت تعاني فيه الصين من تحديات اقتصادية كبيرة، بما في ذلك تباطؤ النمو وارتفاع مستويات الدين. يُعزى هذا الوضع إلى العديد من السياسات التي اتبعتها الحكومة، والتي تعرضت للنقد من قبل بعض الخبراء الاقتصاديين.
في ظل هذه الظروف، يبقى السؤال مطروحًا: ما هي العواقب التي قد تنجم عن هذه الحادثة بالنسبة للمجتمع الأكاديمي في الصين؟ وكيف ستؤثر على قدرة المفكرين والاقتصاديين على التعبير عن آرائهم بحرية؟ يظل الأمر غامضًا، لكن المؤشرات تدل على أن الصين تدخل مرحلة جديدة من القمع الفكري، حيث يبدو أن الأصوات المعارضة أصبحت تواجه مخاطر أكبر من أي وقت مضى.
إذا استمر الوضع على هذا المنوال، قد يؤدي ذلك إلى تقليص حدة النقاشات حول السياسات الاقتصادية، مما يؤثر سلبًا على قدرة البلاد على التعامل مع التحديات الاقتصادية المعقدة التي تواجهها. إن دور الأكاديميين والخبراء في صياغة السياسات يُعتبر حيويًا في أي دولة، ولذا فإن اختفاء تشو هينغبان يطرح تساؤلات جدية حول مستقبل الحوار المفتوح في الصين.
بشكل عام، تعكس هذه الأحداث التوترات المتزايدة بين الحكومة الصينية وأولئك الذين يعبرون عن آراء تتعارض مع الموقف الرسمي. ومع استمرار اختفاء الشخصيات البارزة مثل تشو، تتزايد المخاوف بشأن حرية التعبير وحقوق الإنسان في البلاد، مما يجعل المجتمع الدولي يراقب الوضع بقلق.
للمزيد : تابع خليجيون 24 ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر