احذر: الكافيين قد يجعل المسكنات أقل فعالية
القاهرة: مي كمال الدين
يعتمد الكثيرون على المسكنات للتخفيف من الآلام اليومية، سواء كانت ناتجة عن التعب أو التوتر أو غيرها من الأسباب. إلا أن دمج هذه الأدوية مع مشروبات تحتوي على الكافيين، مثل القهوة أو الشاي، قد يؤدي إلى نتائج عكسية، بما في ذلك ظهور آلام الرأس الناتجة عن تأثيرات الانسحاب. فقد حذر الدكتور فايز أحمد، وهو طبيب أعصاب بارز يعمل في مستشفى شرق يوركشاير بالمملكة المتحدة، من خطورة تناول المسكنات جنبًا إلى جنب مع الكافيين، مشيرًا إلى أن هذا المزج قد يسبب نوعًا خاصًا من الصداع يسمى “صداع الانسحاب”، والذي يحدث عند توقف تأثير الدواء.
وذكر الدكتور أحمد في حديثه مع صحيفة “ديلي ميل” البريطانية أن الكثير من الأشخاص يعتمدون على مسكنات تُباع بدون وصفة طبية مثل الباراسيتامول أو الإيبوبروفين للتخلص من آلام الرأس، وأن هذه الأدوية فعالة في التخفيف من معظم أنواع الصداع. ولكن ما يجهله العديد هو أن تناول هذه الأدوية مع مشروبات تحتوي على الكافيين يزيد من احتمالية الإصابة بصداع الانسحاب.
تعتبر آلام الرأس الناتجة عن الإفراط في تناول المسكنات ظاهرة متزايدة، وفقًا للطبيب، حيث تتجلى عادةً في شكل صداع مستمر قد يظهر يوميًا ويزداد سوءًا في ساعات الصباح. يوضح الدكتور أحمد أن أولئك الذين يتناولون المسكنات بانتظام، أي بمعدل مرتين إلى ثلاث مرات في الأسبوع أو أكثر من عشرة أيام في الشهر، يكونون أكثر عرضة لهذه الحالة. وبالرغم من أن جميع أنواع المسكنات قد تسبب هذا التأثير الجانبي، فإن الأدوية التي تحتوي على مادة الكودايين تتطلب حذرًا خاصًا عند استخدامها، لما لها من تأثيرات أكبر في هذه الحالات.
وتكمن المشكلة في أن صداع الانسحاب يصبح أكثر حدة عند التوقف عن تناول المسكنات، مما يجعل السيطرة عليه أكثر صعوبة. فالأشخاص الذين يعتمدون على المسكنات يوميًا لمواجهة الصداع يجدون أنفسهم في حلقة مفرغة، حيث يسبب التوقف عن تناول هذه الأدوية تفاقم الأعراض بدلاً من تخفيفها. ويزيد هذا الأمر من تعقيد العلاج، حيث لا يمكن استبدال الأدوية المستخدمة بأدوية أخرى دون ظهور نفس التأثيرات الانسحابية.
من المهم إذًا أن يدرك الناس مخاطر الإفراط في استخدام المسكنات، وخاصة عند تناولها مع الكافيين. فعلى الرغم من أن هذه الأدوية قد تبدو الحل الأسرع لتخفيف الألم، إلا أن استخدامها بشكل غير صحيح يمكن أن يؤدي إلى مشكلات أكثر خطورة على المدى الطويل. ينصح الأطباء بتوخي الحذر والتوجه إلى المختصين في حال استمرار الصداع لفترات طويلة أو في حال الحاجة إلى استخدام المسكنات بشكل مستمر، حتى يتمكنوا من تقديم الإرشادات اللازمة والعلاج المناسب.
يعد صداع الانسحاب أحد التحديات الطبية التي تواجه الأطباء والمرضى على حد سواء، خاصة وأنه يتفاقم مع الوقت ويصعب التخلص منه بمجرد توقف العلاج. ويؤكد الدكتور أحمد أن الوقاية من هذه الحالات تكمن في الاستخدام المسؤول للأدوية والابتعاد عن العادات التي قد تؤدي إلى تفاقم المشكلة، مثل دمج المسكنات مع مشروبات تحتوي على الكافيين أو الإفراط في تناول الأدوية دون الحاجة الحقيقية لذلك.
للمزيد : تابع خليجيون 24 ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر