صندوق النقد: تصاعد التوترات في الشرق الأوسط يهدد الاقتصاد
القاهرة: هاني كمال الدين
في الوقت الذي تشتد فيه التوترات في منطقة الشرق الأوسط، حذر صندوق النقد الدولي من أن التصعيد في هذه المنطقة قد يؤدي إلى آثار خطيرة على الاقتصاد المحلي والدولي. فقد صرحت المتحدثة باسم صندوق النقد الدولي، جولي كوزاك، بأن المؤسسة المالية تتابع بقلق بالغ تطورات النزاع المستمر في الشرق الأوسط، معتبرة أن الوضع يتطلب اهتمامًا كبيرًا من كافة الأطراف المعنية.
وقالت كوزاك: “تتزايد فرص تصعيد النزاع في المنطقة، مما يزيد من التهديدات والضبابية الاقتصادية، وقد تترتب على ذلك عواقب اقتصادية كبيرة على مستوى المنطقة بل وعلى مستوى العالم”. هذا التحذير يعكس المخاوف السائدة من أن الأزمات المتزايدة قد تؤثر سلبًا على الاستقرار الاقتصادي في الدول المجاورة، فضلاً عن الاقتصادات العالمية.
كما دعت كوزاك إلى إنهاء النزاعات الحالية ليس فقط في الشرق الأوسط، ولكن في مختلف أنحاء العالم، مشددة على أهمية تحقيق السلام والاستقرار لتحقيق النمو الاقتصادي المستدام.
في سياق متصل، شهدت أسواق المال العالمية تراجعًا ملحوظًا في 3 أكتوبر، متأثرة بارتفاع أسعار النفط الذي جاء نتيجة لتصاعد الصراع في الشرق الأوسط. فقد انخفضت مؤشرات الأسهم الأوروبية والآسيوية بشكل عام، حيث سجل مؤشر منطقة اليورو تراجعًا بنسبة 0.5%، في حين هبط المؤشر العالمي MSCI بنسبة 0.2%. كما فقدت الأسهم في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، باستثناء اليابان، حوالي 1%.
وارتفعت أسعار العقود الآجلة للنفط من نوع برنت وWTI بأكثر من دولار واحد، حيث بلغ سعر برنت 75.27 دولار للبرميل، بينما سجل سعر WTI 71.52 دولار. يُعزى هذا الارتفاع في الأسعار إلى المخاوف المتزايدة من أن النزاع قد يعرقل إمدادات النفط من منطقة تصدير رئيسية.
تشير هذه التطورات إلى أن أي تصعيد إضافي في النزاع قد ينعكس سلبًا على الأسواق العالمية، مما يثير القلق بين المستثمرين حول استقرار الاقتصادات، ويعزز التحديات القائمة أمام انتعاش الاقتصاد العالمي بعد الأزمات الأخيرة. إن الاستقرار في الشرق الأوسط يعتبر عاملًا محوريًا في ضمان استمرارية تدفقات الطاقة والأسواق المالية، وهذا ما يعزز أهمية الحوار والعمل المشترك بين الأطراف المعنية لتحقيق الأمن والسلام في المنطقة.
يبدو أن الأحداث الجارية في الشرق الأوسط لن تؤثر فقط على المنطقة، بل ستتعدى آثارها إلى الاقتصادات العالمية، مما يستدعي اتخاذ خطوات عاجلة لإنهاء النزاعات وتحقيق استقرار دائم. إن استمرار النزاع قد يتسبب في تفاقم الأزمات الاقتصادية، مما يضع المزيد من الضغوط على الحكومات والأسواق المالية حول العالم.
للمزيد : تابع خليجيون 24 ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر