Site icon خليجيون 24

جونسون: نتنياهو ترك جهاز تنصت في حمام وزارة الخارجية البريطانية

جونسون: نتنياهو ترك جهاز تنصت في حمام وزارة الخارجية البريطانية
جونسون: نتنياهو ترك جهاز تنصت في حمام وزارة الخارجية البريطانية

القاهرة: هاني كمال الدين   

في أحدث مذكراته، أثار رئيس الوزراء البريطاني السابق بوريس جونسون ضجة كبيرة بعد أن اتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بترك جهاز تنصت في دورة مياه وزارة الخارجية البريطانية. وقد تم الكشف عن هذا الأمر الغريب من خلال مقال نشرته صحيفة ذا ديلي تلغراف.

وتعود الواقعة إلى قبل سبع سنوات، عندما زار نتنياهو وزارة الخارجية البريطانية. وخلال تلك الزيارة، وفقًا لجونسون، قضى نتنياهو بعض الوقت في دورة المياه. بعد مغادرته، اكتشف موظفو الأمن جهاز تنصت مخبأً على أحد الكراسي، مما أثار العديد من التساؤلات حول أبعاد هذه الحادثة وأهدافها.

جونسون لم يكتفِ بالكشف عن هذه الواقعة المثيرة، بل قام أيضًا بمشاركة نكتة في سياق تلك الزيارة. حيث أشار إلى أنه عرض على نتنياهو قلمًا زعم أنه استخدم في توقيع “إعلان بلفور”، وهو الوثيقة التاريخية التي أرسلها وزير الخارجية البريطاني آرثر بلفور إلى أحد ممثلي المجتمع اليهودي، وولتر روتشيلد، في عام 1917. لكن المفاجأة كانت أن القلم لم يكن سوى قلم عادي من شركة بيك، مما أضاف بعدًا ساخرًا إلى حديثه مع نتنياهو.

تعتبر هذه الحادثة ضربة جديدة لعلاقات المملكة المتحدة بإسرائيل، حيث تثير تلك التصريحات الكثير من الجدل حول مدى الثقة بين القادة. في ظل الأوقات الحالية التي تشهد فيها العلاقات الدولية الكثير من التوتر، يظهر هذا الكشف عن طريقة تصرف القادة في أوقات الزيارات الرسمية وما يمكن أن يتبعها من تبعات سياسية.

تجدر الإشارة إلى أن العلاقات البريطانية الإسرائيلية ليست بالجديدة، إذ لطالما كانت المملكة المتحدة أحد الداعمين الرئيسيين لإسرائيل. ومع ذلك، فإن تفاصيل مثل هذه الحوادث قد تثير قلق المسؤولين حول كيفية التعامل مع الزعماء الأجانب وما إذا كانت هناك طرق لضمان سلامة المعلومات داخل المرافق الحكومية.

في إطار هذه الأجواء، يثير حديث جونسون عن جهاز التنصت تساؤلات حول قدرة الأجهزة الأمنية على حماية المعلومات الحساسة. فكيف يمكن لقادة الدول الكبرى أن يضمنوا سلامة تواصلهم، إذا كانت مثل هذه الحوادث تحدث في أماكن حساسة مثل وزارة الخارجية؟

من المهم أيضًا أن نتناول دلالة هذه التصريحات في سياق العلاقة بين جونسون ونتنياهو. فبعد أن شغل جونسون منصب وزير الخارجية البريطانية، أصبحت هذه العلاقة محورية في السياسة الخارجية لبريطانيا. ولذلك، فإن أي تصريحات تأتي من جونسون حول نتنياهو يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار ضمن إطار العلاقات المعقدة بين الطرفين.

على صعيد آخر، إن ما حدث يعكس أيضًا التوترات القائمة داخل السياسة البريطانية. فبينما يسعى جونسون للعودة إلى المسرح السياسي بعد فترة من التراجع، قد تكون هذه التصريحات جزءًا من جهوده لإعادة جذب الأنظار إليه. في النهاية، تظل هذه الحادثة تذكيرًا بمدى تعقيد العلاقات الدولية وكيف يمكن لحادثة بسيطة أن تفتح أبوابًا للتساؤلات والجدل.

إن التركيز على تفاصيل مثل هذه الحادثة يكشف عن واقع السياسة العالمية، حيث تلعب الثقة والتواصل دورًا محوريًا. وعليه، يجب أن نتساءل: كيف ستؤثر هذه التصريحات على العلاقات البريطانية الإسرائيلية في المستقبل، وما هي الخطوات التي سيتخذها الطرفان لضمان عدم تكرار مثل هذه الأحداث؟

للمزيد : تابع خليجيون 24 ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر

Exit mobile version