معارض الكتاب بالمملكة تعزز المكانة الثقافية السعودية وتفسح المجال أمام التجارب الأدبية بالداخل والخارج
أصبحت صناعة النشر والمعرفة والإبداع بشكل متزايد مساهماً رئيسياً في تعزيز مكانة القطاع الثقافي ورفع مساهمته في دعم الاقتصاد العالمي.
على مستوى المملكة، وبفضل الاهتمام والدعم المستمرين ومع استمرار القطاع الثقافي، أصبحت معارض الكتاب المتنوعة التي تنظمها هيئة الآداب والنشر والترجمة تمثل قيمة اقتصادية وتنموية كبيرة، إضافة إلى دورها المهم والحيوي. في نشر المعرفة والعلوم، وتعزيز الوعي الثقافي والفكري، وترسيخ أهمية القراءة في المجتمع.
ومع التطورات الكبيرة التي تشهدها معارض الكتاب في المملكة عاماً بعد عام، سواء المحلية أو الدولية، خاصة مع تزايد أعداد الزوار سنوياً، حيث وصلت إلى 2.2 مليون زائر العام الماضي، مقارنة بـ 1.8 مليون زائر في العام 2022، فإن ذلك يؤكد نجاح استراتيجية وزارة الثقافة وجهود الهيئة الرامية إلى توعية سكان المملكة بأهمية القراء ودورهم في تحسين نوعية الحياة.
في ظل سعي المملكة لتنويع مصادر اقتصادها بما يتماشى مع رؤية المملكة 2030، بدأت الأهمية الاقتصادية لمعارض الكتاب تظهر كجزء فعال من منظومة القطاع الثقافي الوطني. لدورها في تعزيز مساهمة الاقتصاد الثقافي والمعرفي في دعم الاقتصاد السعودي.
معارض الكتاب التي تنظمها هيئة الأدب والنشر والترجمة، ضمن مبادرة “معارض الكتب”، الاستراتيجية التي أطلقتها الهيئة، في إطار الاستراتيجية الثقافية الوطنية، تلعب دوراً كبيراً في ترسيخ ريادة قطاع النشر السعودي في الوطن العربي، حيث تعمل الهيئة على رفع جودة المنتج المعرفي المحلي من خلال مبادرات متعددة تهدف إلى تمكين المؤلفين السعوديين ودور النشر المحلية، وتزويدهم بمختلف وسائل الدعم للنهوض بعملهم وقدرتهم التنافسية. ومنتجاتهم الأدبية والفكرية المتنوعة.
كما تشمل الأهمية الاقتصادية لمعارض الكتاب السعودية جذب جمهور واسع من محبي الثقافة ومحبي الكتاب، وذلك بفضل سعي الهيئة لضمان مشاركة أبرز دور النشر المحلية والعربية والعالمية في هذه المعارض، وتوظيف أحدث التقنيات. تعمل حلول الذكاء الاصطناعي الحديثة على تحسين تجربة الزوار والمشاركين، فضلاً عن نجاح المعارض السعودية في تحقيق معدلات مبيعات تعتبر من الأعلى في الوطن العربي، مما يجعلها منصة جاذبة لكبار الناشرين في المنطقة والعالم تعزيز مبيعات كتبهم.
كما تساهم معارض الكتاب في دعم القطاعات الاقتصادية الأخرى، حيث تعمل على إنعاش قطاعات الضيافة والفنادق والأغذية والمشروبات والنقل وغيرها. معرض الرياض الدولي للكتاب، الذي يزوره سنوياً نحو مليون شخص، يرفع نسبة الإشغال في فنادق الرياض خلال فترة تنظيمه إلى مستويات كبيرة. كما تعمل على تفعيل وسائل المواصلات المختلفة، وزيادة نسبة حجز القاعات التي تقام بها فعاليات المعرض، وإحداث طفرة ملموسة في عمل المطابع ودور النشر والصناعة. ورقة بالتزامن مع مواعيد تنظيمها.
ويمتد النشاط الاقتصادي لمعارض الكتاب إلى قطاع السياحة والترفيه، حيث يتم تنظيم زيارات للمشاركين من خارج المملكة، تشمل زيارات للمعالم الأثرية والتاريخية والطبيعية، والمشاريع الاقتصادية والثقافية في الرياض، ومشاهدة المواقع السياحية. وتحديد الفرص الاستثمارية الواعدة في المملكة، مما يساهم في الترويج السياحي للمملكة خارجياً، وإنعاش قطاع السياحة الذي تعول عليه الحكومة السعودية ليكون مصدراً مهماً لتنويع مصادر الاقتصاد.
لأن معرض الرياض الدولي للكتاب يعد من أكبر وأهم المعارض. وتشهد معارض الكتاب في الوطن العربي مشاركة واسعة من دور النشر والهيئات والمؤسسات الثقافية من جميع أنحاء العالم، مما يعزز ريادة المملكة في صناعة النشر والكتاب. وشهدت نسخة المعرض هذا العام، التي اختتم أعمالها مؤخرا، مشاركة أكثر من 2000 دار ووكالة نشر من المملكة والمنطقة والعالم، وإنشاء مجال أعمال متخصص بمشاركة وكالات أدبية محلية وعالمية. إدارة أعمال المؤلفين وعقودهم، والمطابع التي تشارك لأول مرة في معارض الكتاب المحلية لتقديم خدماتها للناشرين. مما ساهم في بناء علاقات عمل جديدة بين الأطراف المعنية بصناعة النشر في المملكة والعالم.
يُشار إلى أن هيئة الأدب والنشر والترجمة تحرص باستمرار على ضمان توفير نسخ سنوية متجددة من معارض الكتاب التي تنظمها، بما يواكب التطورات. عالم الثقافة وصناعة النشر، مما يجعله أهم المحافل الثقافية لأبرز رواد الأدب والفكر والثقافة والإبداع في الوطن العربي، ومساهماً متواصلاً في دعم اقتصاد الثقافة والإبداع السعودي والعربي.
للمزيد : تابع خليجيون 24 ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر