العمليات العسكرية الإسرائيلية تفاقم محنة 400 ألف شخص شمال غزة، والمدنيون يناشدون وقف الحرب
العمليات العسكرية الإسرائيلية تفاقم محنة 400 ألف شخص شمال غزة، والمدنيون يناشدون وقف الحرب
وقال نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة فرحان حق، نقلا عن العاملين في المجال الإنساني إن السلطات الإسرائيلية شددت القيود المفروضة على الوصول ووسعت نطاق العمليات العسكرية في الشمال.
وذكر مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية أن نقاط العبور إلى شمال غزة مغلقة إلى حد كبير أمام حركة الإمدادات الإنسانية والتجارية. ولا يسمح عبر نقاط التفتيش داخل غزة إلا بتحرك المدنيين جنوبا. ولا يتم السماح سوى بقدر ضئيل من الحركة الإنسانية إلى الشمال. وحذر المكتب الأممي من أن هذه التطورات تجبر الخدمات الأساسية لبقاء الناس على قيد الحياة على الإغلاق واحدة تلو الأخرى.
وفقا لوكالة الأونـروا، يجري إخلاء سبع مدارس تؤوي النازحين، ولا تعمل سوى بئرين من أصل 8 آبار مياه في مخيم جباليا للاجئين. ويواجه الشمال أيضا نقصا حادا في الخبز والإمدادات الغذائية. وأحرقت الذخائر المتفجرة المخبز الوحيد الذي يدعمه برنامج الغذاء العالمي في مخيم جباليا للاجئين.
أمر إسرائيلي بإخلاء مستشفى كمال عدوان
وقد حاول مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية ومنظمة الصحة العالمية، يوم الأربعاء، الوصول إلى شمال غزة لدعم مستشفى كمال عدوان، بعد أن أمرت السلطات الإسرائيلية بإخلائه على الفور. وبعد أن تلقت المهمة الضوء الأخضر من السلطات الإسرائيلية، اضطر الفريق إلى الوقوف عند نقطة انتظار لعدة ساعات. وتم إلغاء المهمة في نهاية المطاف، وفقا للسيد فرحان حق.
وتستخدم الأونروا المخزونات المحدودة الموجودة بالفعل في الشمال لتوزيع البسكويت عالي الطاقة المقدم من برنامج الأغذية العالمي على الأطفال في الملاجئ المخصصة وتسليم حزم الخبز للأسر في مناطق معينة. ويقوم شركاء الأمم المتحدة بتوزيع الوجبات الساخنة على الأسر النازحة حديثا، وبعضها يتلقى أيضا خياما. ويتم تسليم المياه باستخدام الشاحنات.
شهادات المرضى والأطباء في مستشفى كمال عدوان
مراسلنا في غزة، زياد طالب أعد تقريرا عن حالة الأطباء والمرضى في مستشفى كمال عدوان في مخيم جباليا.
قال له ابن أحد المصابين بينما كان يساعد والده على التنفس: “كنا نجلس في منزل عمي عندما سمعنا صوت القذائف، خرجنا لنطمئن على أبناء عمومتي وفوجئنا بقذائف تسقط علينا. أصيب والدي بشظايا من القذيفة في وجهه، نحاول تنسيق نقله إلى مستشفى المعمداني في مدينة غزة، ولكن دون جدوى. كما ترون، فهو ينزف، ولا يوجد أكسجين، ولا ممرضات أو أطباء، ولا يوجد لدينا حتى جهاز لقياس نبضه، يجب على العالم أن يرى حالنا”.
“نجلس هنا على رحمة الله”
وتقول سيدة فلسطينية مصابة في عينها، بينما كانت تبكي: “لم تتمكن سيارة الإسعاف من نقلنا إلى المستشفى، فوصلنا هاربين سيرا على الأقدام وحفاة. الآن نجلس هنا على رحمة الله. إصابتي تحتاج إلى طبيب عيون، ولكن لا يوجد طبيب عيون هنا. أنا الآن هنا في المستشفى لعدم وجود مأوى لي. لقد قصفوا الملجأ الذي كنا فيه. هناك جثث في الملجأ. تركناها خلفنا، وتركنا بنات أخي في الشارع يبكين. نناشد العالم أجمع، فنحن نساء وأطفال”.
“نناشد الجميع مساعدتنا على وقف الحرب”
وتقول سيدة فلسطينية أخرى كانت تجلس بجانب طفلها المصاب: “نحن من منطقة بيت لاهيا، وكان هناك قصف عنيف هناك. جاءت سيارات الإسعاف، وذهب زوجي وابني لإخلاء الجرحى. عندما وصلت، وجدت زوجي وشقيقه ملطخين بالدماء، ووجدت ابني بدون وجه. كنت في حالة صدمة وصرخت في سيارات الإسعاف. زوجي مات، وابني مات”.
وتضيف السيدة الفلسطينية بالقول: “هؤلاء الناس أبرياء. نحن لسنا من حماس ولا فتح، ولا ننتمي إلى أي تنظيم. نطلب من العالم أن يوقف الحرب ونأمل أن يقفوا معنا. ابني الوحيد الناجي أحمد، مصاب الآن بجروح مختلفة ناجمة عن الشظايا. أتمنى أن يكون سندي في هذا العالم بعد والده. لا يوجد مكان آمن؛ المدارس مستهدفة، والبيوت مستهدفة، والشوارع مستهدفة، وحتى المستشفيات مستهدفة. لا يوجد مكان آمن. نناشد جميع الدول أن تقف معنا لوقف الحرب. هذه الحرب قتلت أطفالنا ونساءنا ورجالنا وشيوخنا”.
يقول أحد الجرحى: “نحن هنا في مستشفى كمال عدوان منذ أربعة أيام. لا يوجد أطباء، ولا أدوية، ولا طعام. الوضع الذي نعيشه مزرٍ. يدي أصبحت مصابة بالغرغرينا بعد الإصابة. نحن بحاجة إلى أطباء؛ نحتاج إلى مسكنات لتخفيف المعاناة. نناشد أهل الخير أن يقفوا معنا”.
“لا نملك سوى الدعاء والاستغاثة”
“في مستشفى كمال عدوان، تفاجئنا بهذا التوغل”، حسبما تقول إحدى الطبيبات في المستشفى وتضيف: “جاء إلينا عدد كبير من المدنيين الأطفال والنساء وكبار السن المصابين بالصدمة من جراء هذا الأمر. حدث ارتباك بين الناس في المخيم وداخل المستشفى. هرب بعض الأطباء والطاقم الطبي المستشفى خوفا على حياتهم من هذا التوغل المفاجئ. الآن لا يوجد لدينا أطباء ولا كوادر صحية، ولا دواء. الناس هنا مدنيون أبرياء، ليس لديهم أسلحة. نحن الآن نعيش في كرب، ولا نملك سوى الدعاء والاستغاثة”.
للمزيد : تابع خليجيون 24 ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر
مصدر المعلومات والصور : un