إيران تعلن تخليها عن الأسلحة النووية
القاهرة: هاني كمال الدين
في خطوة بارزة تعكس التوجهات الاستراتيجية للجمهورية الإسلامية، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل باغايي، أن إيران قد قررت بصفة مبدئية التخلي عن تطوير واستخدام الأسلحة النووية، إلى جانب أي نوع من أسلحة الدمار الشامل. جاء هذا التصريح خلال مؤتمر صحفي، حيث أشار باغايي إلى أن هذا القرار مستند إلى الفتوى التي أصدرها المرشد الأعلى للثورة الإسلامية، آية الله علي خامنئي.
ولفت الدبلوماسي الإيراني إلى أن النقاشات التي تجري حول تعديل العقيدة النووية لطهران في وسائل الإعلام المحلية والأجنبية لا تؤثر بأي شكل على الموقف الرسمي للبلاد. هذا التصريح يأتي في وقت حساس حيث تتزايد المخاوف من تصاعد التوترات الإقليمية، لا سيما مع الأحداث المتسارعة في المنطقة.
في سياق متصل، أكدت وزارة الخارجية الإيرانية أن طهران قد وضعت أهدافًا واضحة في حال تعرضت لهجوم من إسرائيل، حيث جاءت هذه التصريحات بعد أن قامت إيران بإطلاق حوالي مئة صاروخ نحو الأراضي الإسرائيلية في الأول من أكتوبر. وقد تمكّن النظام الدفاعي الإسرائيلي من اعتراض معظم هذه الصواريخ، لكن حكومة الاحتلال قد تعهدت بالرد على هذا الهجوم.
ومن جانبها، أبدت الولايات المتحدة، وعلى لسان رئيسها جو بايدن، اهتمامًا كبيرًا في تفاصيل الرد الإسرائيلي على الهجوم الإيراني، حيث أفاد بايدن للصحفيين بأن واشنطن على علم دقيق بالخطط الإسرائيلية المستقبلية.
كما أصدرت روسيا تحذيرات شديدة اللهجة إلى إسرائيل، مشيرة إلى مخاطر حتى التفكير في شن هجمات على المنشآت النووية الإيرانية. تعكس هذه الديناميكيات المعقدة التي تحكم العلاقات بين إيران والدول الأخرى في المنطقة، لا سيما في ظل المخاوف من سباق تسلح نووي يمكن أن يغير موازين القوى الإقليمية بشكل جذري.
إن هذه التصريحات والتحذيرات تأتي في وقت حساس جدًا، حيث تتصاعد التوترات في منطقة الشرق الأوسط، مما يعكس حقيقة أن أي تصعيد عسكري قد يؤدي إلى عواقب وخيمة على المستوى الإقليمي والدولي. تجسد هذه الأحداث التحديات المستمرة التي تواجهها إيران في سياستها النووية، في الوقت الذي تسعى فيه إلى الحفاظ على موقفها كدولة ذات سيادة في وجه الضغوط المتزايدة من قبل القوى الغربية.
تتطلع إيران من خلال موقفها الجديد إلى التأكيد على التزامها بمبادئ السلام والاستقرار، مع التأكيد على حقها في الدفاع عن نفسها ضد أي تهديدات خارجية. كما تعكس هذه التطورات الجهود المستمرة لطهران لتعزيز مكانتها في الساحة الدولية، ومحاولة إدارة العلاقات المعقدة مع الدول الكبرى.
في النهاية، يبقى السؤال مطروحًا حول كيفية تأثير هذه التصريحات والمواقف على الديناميكيات الإقليمية في المستقبل، خاصة في ظل الانقسامات الجيوسياسية المستمرة والمخاطر المرتبطة بالصراعات المسلحة. إن قدرة إيران على الحفاظ على هذا الموقف وسط التوترات المتزايدة ستكون موضع اهتمام ومراقبة دقيقة من قبل المجتمع الدولي، حيث تتزايد الدعوات للحوار والتفاوض كوسيلة لحل النزاعات.
للمزيد : تابع خليجيون 24 ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر