هل تؤثر المنصات الرقمية على مستقبل الشاشة الفضية؟
تزايدت أهمية المنصات الرقمية في مجتمعنا بشكل ملحوظ خلال الفترة الماضية، وأصبحت منافسا قويا للقنوات التلفزيونية، خاصة بين الشباب، وذلك لسهولة الوصول إليها سواء عبر الهواتف المحمولة، أو شاشات التلفزيون الحديثة، أو أجهزة الكمبيوتر، حيث تقدم محتوى متنوعًا سواء دراما أو أفلامًا أو برامج وغيرها، خاليًا من أي إعلانات، مما يسبب إزعاجًا لمشاهدي التلفزيون، مما يجعل العديد من منتجي الأعمال البرنامجية والفنية يتنافسون لعرض أعمالهم على هذه المنصات.
وشددت الإعلامية سهير شلبي، على أن كل وسيلة إعلامية الآن لها جمهورها حسب العمر والتصنيفات الاجتماعية والثقافية، على عكس الماضي، عندما كان التليفزيون يجمع الجمهور المصري والعربي أيضًا، مضيفة: “المنصات الرقمية استطاعت أن تحقق النجاح في وقت قياسي، خاصة بين الشباب، نظرا لأنهم يتفوقون في ظل عدم وجود إعلانات فيها، مما يؤدي إلى شعور المشاهد بالملل والامتناع عن المشاهدة، مشيرا إلى أن نسبة الترفيه على المنصات أكبر، وبالتالي جذب الجمهور. جمهور التلفزيون، لكنه لا يستطيع جذبه بشكل كامل، لأن شاشة التلفزيون أيضاً لا تزال لها مشاهديها وتألقها وتميزها.
أعربت الإعلامية هبة الأباصيري عن رفضها لنظرية إلغاء المنصات الرقمية على شاشات التليفزيون، لافتة إلى استحالة حدوث ذلك لأن الإعلاميين لا غنى عنهما، فكلاهما له جمهوره الخاص، موضحة أن أي بيت مصري لديه مشاهد يشاهد المنصات وآخر يشاهد التلفاز، لذا فهو شيء مكمل ولا يمكن لأحدهما أن يلغي الآخر، فكلاهما عنصران ضروريان لمتعة الجمهور.
وقالت المذيعة الإذاعية جيهان عبد الله: «تبقى الشاشة لها جمهورها، ولا تستطيع المنصات الرقمية أن تسحب مشاهديها منها، وإذا حدث فهو عدد قليل مقارنة بالعدد الأكبر من مشاهدي التلفزيون». وأشارت إلى أن المنصات خيار مهم ومتاح للجمهور لمن يرغب في استخدامها، مضيفة: «ربما مع مرور الوقت وتغير الأجيال ستزيد النسب». إن رؤية المنصات على قدم المساواة مع الشاشة، خاصة وأن العالم كله يتجه نحو الإنترنت والوسائط الرقمية، هو أمر منطقي أن يحدث في المستقبل.
أكد الدكتور سامي عبد العزيز عميد كلية الإعلام بجامعة القاهرة الأسبق، أنه لا يوجد وسيلة إعلامية تقتل وسيلة إعلامية أخرى، بل هناك وسيلة إعلامية تتحدى وسائل الإعلام الأخرى لجذب المشاهدين مضيفاً: «الجيل الحالي يختلف عن الأجيال السابقة، حيث أنهم أكثر ميلاً للتكنولوجيا من الشاشة، وبالتالي فإن قدرة المنصات الرقمية على جذب الجيل الجديد تعد مشكلة». طبيعي، وذلك لسهولة الوصول إليه عبر الهاتف أو الكمبيوتر، وانتشاره الواسع. وكشف أنه يتوقع زيادة انتشار وانتشار المنصات الرقمية خلال الفترة المقبلة، مثل منصة Watch IT، نظراً لسهولة الوصول إليها وتنوع محتواها، فضلاً عن كونها تتيح للمشاهد مشاهدة المزيد التحكم بتوقيت ومكان المشاهدة والاستمتاع في أي وقت، بالإضافة إلى تجنب الإعلانات التي تملأ شاشات التلفاز. مشيرًا إلى أن هناك خطورة في المنصات الرقمية الغربية التي يتعرض لها المجتمع المصري، مثل منصة نتفليكس، وما تحتويه من إبداع في القدرة على إيقاع هذا الجيل في فخ القيم الثقافية المخالفة لقيمنا الثقافية. المجتمع، فهي منصات تؤثر على قيمنا من خلال عرض أشياء لا تناسب عاداتنا وتقاليدنا.
وأوضحت الدكتورة ثريا البدوي، عميد كلية الإعلام جامعة القاهرة، أن الكثير من الجمهور اتجه نحو المنصات الرقمية أكثر من الشاشة الفضية، خاصة بعد انخفاض رسوم الاشتراك في هذه المنصات مثل Watch IT وShahid. ورسوم الإنترنت مع إمكانية التحكم للمشاهد في المشاهدة وغياب الإعلانات. وأضاف البدوي: «هناك ما يسمى بشراهة المشاهدة، وهو ما يجعل الجمهور يستمتع بمشاهدة المسلسلات والمسرحيات والأفلام السينمائية والوثائقية والبرامج وغيرها التي تحتويها هذه المنصات الرقمية»، مؤكداً أن المستقبل ملك للمنصات الرقمية و هذا الأمر في العالم أجمع، إذ أصبح واقعًا أساسيًا وافتراضيًا نعيشه جميعًا ونستمتع به، نشاهده في أي مكان دون قيود.
للمزيد : تابع خليجيون 24 ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر