الشائعات الخطر الأكبر.. والوعى سلاح المواجهة
ويتحمل الإعلام مسؤولية تفنيد الشائعات بالتعاون مع مؤسسات الدولة التي تسعى عبر صفحاتها الرسمية إلى توضيح حقيقة الأمور. لكن رغم كل هذه الجهود، إلا أن الشائعات انتشرت كالنار في الهشيم في بيئة خصبة تساعدها على التكاثر عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
في ظل الأجواء المتوترة التي تسود المنطقة، يحاول البعض الاصطياد في المياه العكرة من خلال نشر الشائعات، إلا أن المواطنين الواعين لعبوا الآن دورا مهما في القضاء على هذه الأخبار الكاذبة من خلال سرعة تداول الحقيقة لعرقلة مساعي… الحيرة وإشعال الفتنة والوقوف صفاً واحداً في مواجهة التحديات.
أكد خبراء الإعلام وعلماء الاجتماع أن الشائعات تؤدي إلى تفكك العلاقات الاجتماعية، وإضعاف علاقة الدولة بمواطنيها، وبين الأفراد بشكل عام.
كما يساهم انتشار الشائعات في زيادة التوتر وزعزعة الاستقرار وفقدان الثقة بالدولة، مما يؤدي إلى تشويه الإنجازات المحققة على الأرض. الواقع.
تفعيل القانون
وفي هذا السياق، أكدت الدكتورة نجوى كامل أستاذ الصحافة بكلية الإعلام جامعة القاهرة، ضرورة تفعيل القانون ضد مروجي الشائعات وبكل حزم، وأشارت إلى أن الشائعات تخرج عمدا مما قد يؤثر على الأمن القومي، و ولم يعد الأمر مقتصراً على الشائعات المتعلقة بالمشاهير، بل هناك شائعات تمس الأمن القومي سواء سياسياً أو اجتماعياً.
وأضاف أستاذ الصحافة أن هناك الآن لجان متخصصة في خلق هذه الشائعات، ومن خلال الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا يتم منحها درجة من المصداقية.
حرب المعلومات< /p>
ومن جانبه قال الدكتور محمود خليل، أستاذ الإعلام بكلية الإعلام جامعة القاهرة، إن الشائعات يتم محاربتها بالمعلومات الحقيقية والصحيحة، وهذا هو البديل الوحيد لمقاومتها، فالشائعات تزدهر إذا عمت حالة من الفوضى. يسود. التعتيم الإعلامي واختفت المعلومات. . لافتا إلى أنه لا يرى على الساحة شائعات قيمة تتعلق بالصراع الإقليمي الناشئ حاليا بين إسرائيل ومحور المقاومة.
وأضاف أن الشائعة تنتشر بين الناس كالنار في الهشيم، وأن وسائل التواصل الاجتماعي ساهمت في انتشار الشائعات، وهذا أمر طبيعي. في كل دول العالم وليس في مصر فقط حيث تلعب مواقع التواصل الاجتماعي دور كبير في نشر الشائعات والأخبار الكاذبة والمزيفة.
وأوضح: الشائعات الاقتصادية مثل «أسعار» الذهب سترتفع خلال الفترة المقبلة. وينتج عنها إقبال غير طبيعي من الجمهور على شراء الذهب قبل ارتفاع سعره، وتشكل هذه الشائعات أداة حقيقية للتخريب في المجتمع والواقع الاقتصادي، لأنها تزيد من تعقيد المشاكل الاقتصادية.
الصفحات الرسمية
ومن جانبه يرى الدكتور طه نجم، رئيس قسم الإعلام بكلية الآداب جامعة الإسكندرية، أن أفضل طريقة لمواجهة الشائعات هو وجود صفحات رسمية للدولة لمواجهة هذه الشائعات والرد عليها وتصحيحها . وتابع: يجب مواجهة الشائعات بنفس الطريقة والمصدر الذي تأتي منه، فهي في الغالب من مواقع التواصل الاجتماعي.
وأضاف: يعجبني كثيراً ما تفعله بعض الدول الشقيقة في الخليج، حيث يتم الرد على أي شائعة تخرج من خلال الصفحة الرسمية للدولة عبر تويتر، أي أن الرد يتم بنفس الطريقة التي خرجت بها الشائعة منها، حتى لو كانت إشاعة بسيطة، وهذا أفضل رد على الشائعات في ظل تراجع مشاهدة القنوات مقارنة بوسائل التواصل الاجتماعي التي أصبحت واقعا نعيشه.
وأشار إلى أن هناك الكثير من الشائعات التي تنتشر بسرعة، وتتطلب الرد السريع عليها. من مصادر موثوقة. ولذلك يجب على الحكومة تخصيص صفحات رسمية لجميع الجهات في مختلف القطاعات في الدولة للرد على الشائعات، لأننا مجتمع كبير ونعيش وسط أزمات المنطقة المحيطة بنا. . وأشار إلى أنه صحيح أن صفحة مجلس الوزراء ترد على الشائعات، ولكن ليس في كل الأوقات، وليس على كل شائعة.
وتابع أن هذه الصفحات من شأنها القضاء على أي شائعة في بدايتها قبل أن تنتشر، مشددا على ضرورة عدم تجاهل الشائعات. مهما كانت صغيرة أو كبيرة، وبسبب الخطر الذي تمثله، فإن جميع المشاكل تبدأ من شائعات بسيطة ثم تكبر.
أنواع الشائعات
ومن ناحية أخرى، أوضحت الدكتورة هالة منصور أستاذ العلوم لقاء جامعة بنها، أن هناك نوعين من الشائعات: النوع الأول هو الشائعات العشوائية، والتي تتبعها حالة من الثرثرة وعدم فهم بعض الأمور، وهي نتيجة للتكهنات والترويج لفكرة معينة.
أما النوع الثاني فهو الشائعات المنظمة التي تقودها جماعة. ومن الكتائب يحاولون نشر أفكار معينة لأغراض سياسية واجتماعية، ويعتبر كلا النوعين ضارين بالمجتمع.
ولفت منصور إلى أن هناك أنواع من البيئات، منها تلك الداعمة للشائعات، والبيئة التي تقاومها. البيئة الداعمة هي البيئة التي تنعدم فيها الثقة، حيث يصدق المواطن أي شيء بسبب ضعف مصادر المعلومات وغياب سبل الوصول إليها.
بينما تعتمد البيئة المقاومة على وجود المصادر الرسمية. التحقق من صحة المعلومات، بالإضافة إلى الشفافية ونشر الوعي الديني والاجتماعي والثقافي.
وشددت الدكتورة هالة منصور على أهمية المشاركة المجتمعية وتحمل المسؤولية، داعية إلى تقنين استخدام وسائل الإعلام ومتابعة الألوية الإلكترونية التي تنشر الشائعات.
وأشارت إلى أن الشائعات تؤثر على اقتصاد الدول، إذ من الممكن أن تتسبب في تراجعات حادة في أسواق الأسهم.
الآثار الخطيرة
وأوضح الدكتور عزة فتحي، أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، أن الشائعات في بعض الأحيان تكون مبنية على حقائق ولو بنسبة 20%، وهو ما يتطلب الشفافية والوضوح لمواجهة الأزمات. كما وضعت الدكتورة عزة معايير لمواجهة ظاهرة الشائعات، بدءاً بالتعليم في سن مبكرة، حيث يعتبر التعليم كالنقش على الحجر، ويجب تعليم الطلاب كيفية التفكير النقدي وتمكينهم من التمييز بين الحقائق والشائعات.
ودعا فتحي إلى ضرورة تدريس المواطنة الرقمية، وتقنين استخدام التكنولوجيا بحكمة ومسؤولية، لضمان القدرة على مواجهة الشائعات بالشكل المناسب. فعال.
للمزيد : تابع خليجيون 24 ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر