أخبار العالم

غارات إسرائيل تشعل جبهة حلب وتحرّك فصائل إدلب

غارات إسرائيل تشعل جبهة حلب وتحرّك فصائل إدلب

القاهرة: هاني كمال الدين  

شهدت سوريا تطورات عسكرية خطيرة تزامنت مع استقرار نسبي في لبنان. حيث أعلنت الفصائل المسلحة المسيطرة على محافظة إدلب، التي تُعد أكبر معقل للمعارضة السورية، عن هجوم واسع النطاق. يأتي ذلك بعد أربع سنوات من الهدوء النسبي الذي تحقق بفضل اتفاقيات روسية-تركية. ومع ذلك، يرى مراقبون أن هذه الجماعات استغلت ما وصفوه بضعف “حزب الله” اللبناني، الذي تراجعت قدراته بفعل الضربات الإسرائيلية المستمرة التي استهدفته في لبنان وسوريا على حد سواء.

الهجوم الذي قادته فصائل إدلب استهدف مناطق في ريف حلب. وقاد العمليات غرفة عمليات مشتركة للفصائل، التي تشمل “هيئة تحرير الشام”، أكبر قوة عسكرية في إدلب. وصرحت الأخيرة أن الهدف من “الضربة الاستباقية” هو صد الجيش العربي السوري وحلفائه من الميليشيات الإيرانية.

الهجوم تزامن مع دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في لبنان. وخلال أول عشر ساعات من العمليات، تقدمت الفصائل المسلحة حتى مسافة 6 كيلومترات من مركز محافظة حلب.

وبحسب وكالة “الأناضول” التركية، تمكن المسلحون بحلول 28 نوفمبر من السيطرة على 32 بلدة ومساحة إجمالية بلغت 245 كيلومتراً مربعاً، بعد طرد قوات الجيش العربي السوري.

من جهة أخرى، أفادت مصادر صحيفة “الوطن” المقربة من دمشق أن الجيش السوري، بدعم من القوات الجوية الروسية، ينجح في التصدي للهجمات، مؤكدة أن الجماعات المسلحة تتكبد خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات، رغم مزاعمها بالسيطرة على مواقع عسكرية.

يُذكر أن خط المواجهة جنوب غرب حلب شهد استقراراً منذ وقف إطلاق النار عام 2020، الذي تحقق بوساطة روسية-تركية. إلا أن الجماعات المسلحة في إدلب زعمت أن تصاعد هجمات الجيش السوري وحلفائه دفعها للتحرك. ويرى مراقبون أن تلك الفصائل تحاول استغلال حالة الارتباك الإقليمي نتيجة الغارات الإسرائيلية على المنطقة لتوسيع نفوذها.

تجدر الإشارة إلى أن محافظة حلب تعرضت منذ بداية الحرب في قطاع غزة لسلسلة من الغارات الإسرائيلية، التي قالت إسرائيل إنها تستهدف مواقع لـ”حزب الله” وممرات عبور أسلحة إيرانية. وشملت الهجمات أحياناً مواقع للجيش السوري.

وفي سياق مرتبط، أوضحت المتحدثة باسم الجيش الإسرائيلي، أنا أوكولوفا، أن إسرائيل ستواصل عملياتها العسكرية في سوريا لمنع تهريب الأسلحة الإيرانية إلى لبنان. وأضافت: “هدفنا هو حماية الإسرائيليين وضمان عودة آمنة لسكان الشمال إلى منازلهم”.

ويرى خبراء أن العملية العسكرية في إدلب استندت إلى عوامل عدة. فبحسب الباحث أنطون مرداسوف من المجلس الروسي للشؤون الدولية، كانت الفصائل تخطط لهذه العملية منذ فترة طويلة، لكنها اختارت توقيتاً يتماشى مع الظروف الإقليمية الراهنة.

أحد هذه العوامل يتعلق بتركيا، التي استاءت من رفض دمشق توقيع اتفاقيات سلام معها. وتشير التقارير إلى أن أنقرة وفرت مؤخراً ذخائر استخدمتها الفصائل في هذا الهجوم.

أما العامل الآخر فهو ضعف “حزب الله” نتيجة التطورات في لبنان. إذ أن عدداً من المناطق التي سيطرت عليها المعارضة في حلب كانت تحت سيطرة الحزب سابقاً. ويبدو أن الفصائل استغلت هذا التراجع لتحقق تقدماً ميدانياً.

في الختام، يتضح أن الفصائل المسلحة في إدلب تسعى لتعظيم مكاسبها في ظل التوترات الإقليمية، مستفيدة من حالة الفوضى الناجمة عن الضربات الإسرائيلية والمشهد السياسي المعقد في المنطقة.

للمزيد : تابع خليجيون 24 ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من خليجيون 24

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading

Open chat
Scan the code
مرحباً هل يمكننا مساعدتك؟