سوق كلباء التراثي يتحول إلى متحف مفتوح لاستعادة عراقة المدينة
سوق كلباء التراثي يتحول إلى متحف مفتوح لاستعادة عراقة المدينة
يعد سوق كلباء التراثي، الذي تم افتتاحه تحت رعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، مقصد أهالي وزوار المدينة، وأحد الوجهات السياحية التي يستحضر ذاكرة الماضي، بعد أعمال الترميم والتطوير التي ساهمت في إحيائها، والمنطقة المحيطة بها، تحقيقاً لرؤية صاحب السمو حاكم الشارقة، في تعزيز المكانة الاقتصادية والاجتماعية لمدينة الشارقة كلباء، وتوفير فرص استثمارية حقيقية تدعم رواد الأعمال والأسر المنتجة وتحقق لهم الحياة الكريمة والرفاهية.
أوضح أصحاب المشاريع المواطنين عن فرحتهم وشكرهم وامتنانهم لصاحب السمو حاكم الشارقة على دعمه اللامحدود وتوفيره لهم ما وصفوه بـ”الفرصة الذهبية” لافتتاح هذه المشاريع في موقع حيوي بالمدينة.
وقال علي عبيد العاشق الزعابي صاحب مشروع (قطرات للعود): في السابق قمت بعدد من المحاولات التجارية ولكن لم أوفق فيها أما اليوم فأنا سعيد برؤية هذا المشروع لي في سوق كلباء التراثي يجسد نجاحاً مذهلاً، ويحقق ما كنت أتمناه من خلال الخوض في العمل. مجال التجارة والمشاريع، لما يتمتع به السوق من مقومات النجاح، وموقعه المتميز، والإقبال الكبير عليه من قبل السكان والزوار، حيث يعتبر من أهم معالم المدينة.
وقالت لطيفة محمد البلوشي صاحبة مشروع (البيت الجميل للتجارة العامة): حرصت على أن تكون فكرة مشروعي وطنية، وفي سياق محلي يتماشى مع الطابع التراثي للسوق ، ويلبي احتياجات زواره من خلال المنتجات الوطنية والأزياء التقليدية. وقد شهد المشروع خلال فترة قصيرة من افتتاحه إقبالاً كبيراً. مما يعزز نجاح المشروع ويحقق الدخل المناسب. ولهذا تعجز الكلمات عن شكر والد صاحب السمو حاكم الشارقة على إحسانه الكريم لأبنائه وتلبية كافة احتياجاتهم في مختلف المجالات.
ورأت شيخة الكندي صاحبة مشروع (أزياء المطر) أن مشروعها يلبي الطموحات والتطلعات، حيث يتكون من ملابس وأزياء متنوعة لجميع الأعمار. إن وجود المشروع في سوق كلباء التراثي يعزز فرص النجاح لأن السوق مصمم بأحدث مستوى من الخدمات مما يجعله وجهة رئيسية للمدينة، وحتما سيكون له أثر مفيد على أصحاب المشروع ويزيد معدلات المبيعات.
التراث المحلي
بدوره تحدث سالم الدهماني صاحب مقهى السدو عن مشروعه وسر نجاحه في سوق كلباء التراثي. وقال: «حرصت على اختيار اسم (السدو) للمشروع، فهو جزء من التراث المحلي، ويعني المادة الناتجة عن النسيج التقليدي للحرف المحلية، كما يقدم المشروع القهوة بمختلف أنواعها على … أرقى طراز ولكن بطابع محلي يناسب السوق التراثي، ويحقق الرؤية المطلوبة من خلال إنشاء مشاريع متطورة توفر لأصحابها مصادر دخل تعكس عراقة المدينة وتاريخ هذا السوق.
من جهة أخرى نجح الطفلان محمد وخميس عبدالله الاتفاق في جذب زوار السوق لمشروعهما التجاري (نسايم الغلا للعطور) وتسويق العطور والبخور وغيرها من المنتجات التي تنتجها والدتهما صالحة خميس سعيد شخصياً في المنزل من خلال عرض المنتجات وتقديمها للزوار بحسب «السناء». الإماراتي، من حيث استقبال الزوار بالمداخن المحلية، والترحيب بهم بشكل يعبر عن نبل وأصالة عادات وتقاليد المجتمع الإماراتي.
وقالت والدتهم صالحة خميس: «نحن من الأسر المنتجة، وقد تحقق حلمي وحلم عائلتي بتحويل مشروعنا البسيط إلى مشروع عادي في أهم سوق في المدينة».
تولت هيئة تنفيذ المبادرات وتطوير البنية التحتية في إمارة الشارقة (مبادرات) تصميم وتنفيذ مشروع إحياء سوق كلباء التراثي، الواقع في منطقة القلعة على جانبي طريق الشيخ سعيد بن حمد القاسمي، والذي تعتبر من أقدم مناطق مدينة كلباء.
وتضمن المشروع ترميم السوق القديم والمنازل المجاورة له والمسجد القديم، وتخصيص محلات تجارية متنوعة لخدمة أهالي وزوار مدينة كلباء مثل المطاعم والمقاهي ومحلات العطور والملابس، و آحرون. ويهدف المشروع إلى إحياء قلب المدينة القديم من خلال إخضاعه لعملية تجديد عمراني، مع الحفاظ على النبل والأصالة والتصاميم التراثية والعناصر المعمارية التراثية، ومواد البناء التقليدية، وربط أطفال الجيل الجديد بماضيهم. وتراثهم ومناطق آبائهم وأجدادهم، التي تحمل ذكرياتهم وأفراحهم وأعيادهم، وتذكرهم بجيرانهم وأقاربهم. وتمت إزالة المباني المتهالكة والتعديات والأحياء العشوائية والاستخدامات الصناعية، وإعادة المنطقة للمواطنين والجيل الجديد ليساهموا في إعادة الحياة إلى أقدم مركز للمدينة، ليصبح سوق كلباء التراثي متحفاً مفتوحاً ومتحفاً مفتوحاً. معلم سياحي يتكامل مع قلعة كلباء التراثية، ويساهم في النشاط السياحي والاقتصادي والثقافي لمدينة كلباء.
ترميم المباني
ويتكون السوق التراثي من صفين من المحلات التجارية القديمة بإجمالي 104 محلا تجاريا، يديرها 39 مستثمرا محليا. كما شملت أعمال التطوير لإحياء السوق ترميم المباني القديمة، وتحسين الواجهات، وإعطائها طابعاً تراثياً يتماشى مع الطراز العمراني التقليدي لقلب المدينة القديم، وإضافة ممر تراثي. وأمام جميع المحلات التجارية طرازان مختلفان، مصنوعان من الخشب والجص، وأقواس ذات طابع معماري تراثي، ومواد بناء تقليدية.
كما تم ترميم أحد المساجد التراثية في مدينة كلباء الواقع وسط السوق التراثي، والذي بناه المرحوم حسن بن علي المطروشي عام 1970م، مع الحفاظ على المسجد العتيق داخل قاعة الصلاة الجديدة، ليبقى شاهداً حياً على تاريخ المنطقة. ويعتبر المسجد من المباني الحجرية التي بنيت على أكمل وجه. تم الحفاظ على البحر، والحفاظ على تصميمه الأصلي وعناصره المعمارية المميزة، مع تزويد المسجد بالعزل المائي الحديث والعناصر الكهربائية وتكييف الهواء الحديثة، وتزويده بأماكن الوضوء والحمامات. وتميزت أعمال ترميم السوق باستخدام الأساليب التقليدية والشعبية القديمة، المعتمدة على عناصر البيئة المحلية، مثل الصاروج والجندل والعريش والداعون، لتحاكي الطراز المعماري القديم للمنطقة .
دعم التجار المواطنين
ويدعم السوق التجار المواطنين من خلال تأثيث محلاتهم والممرات المواجهة لها بشكل جزئي، ومنح إعفاءات إيجارية للعام الأول، لتحفيز أنشطة ومشاريع رواد الأعمال الشباب.
وتم تزويد الرواق بالإكسسوارات التراثية ليصبح متحفاً مفتوحاً أمام الزوار، بالإضافة إلى رصف السوق بالكامل أمام الرواق ومحلات تجارية متشابكة بزخارف تراثية. وتم توفير إنارة زخرفية جميلة على الأرصفة، ورفع كفاءة شبكة الطرق الداخلية من خلال تجديد طبقات الإسفلت التي تمر وسط السوق.
ونظراً لإقبال المستأجرين على السوق، تم إنشاء محلات تجارية على الطراز التراثي في الأراضي الفارغة المطلة على الطريق لاستكمال الصورة المعمارية للسوق وتلبية احتياجات الزوار.
الخدمات والمرافق
تم تزويد السوق بعدد من الخدمات والمرافق العامة والصحية، كما تم تطوير البنية التحتية للمنطقة، وتم تعبيد كافة الطرق المحيطة بالسوق، وذلك لتلبية احتياجات الزوار وجذب المزيد من الأنشطة التجارية الجديدة لتحقيق الازدهار الاقتصادي والسياحي. في المنطقة.
وتم تخصيص 473 موقفاً للسيارات تحيط بالسوق من مواقع مختلفة، شوارع أمامية وخلفية، لتسهيل وصول الزوار إلى مناطق التسوق والترفيه المختلفة بالسوق.
يضم السوق 6 مطاعم شعبية بأنواعها المختلفة، 5 مقاهي تقدم أفخر أنواع القهوة العصرية، محلات تورتيلا تقليدية، مطابخ شعبية، مطعم يقدم الأسماك الطازجة، مطاعم شامية وعراقية وهندية وتركية، بالإضافة إلى محلات تجارية متخصصة في تقديم أفخر أنواع الحلويات العمانية، ومحلات تجارية متنوعة. بيع الملابس الشعبية والحديثة والمواد الخام القديمة والعطور والتبغ المصنوع يدوياً وزيوت العود الجاهزة، بالإضافة إلى وجود بقالات متخصصة في تقديم المنتجات الشعبية القديمة والبحرينية والمستوردة، ومحلات صناعة الصابون اليدوي ومساحيق التجميل.
تم تزويد السوق بمضمار مخصص لركوب الخيل للأطفال، ومكان لالتقاط الصور مع الصقور، بالإضافة إلى توفير منطقة ألعاب للأطفال، بالإضافة إلى رفع كفاءة مرور الوادي بالقرب من السوق بتنظيف وتعميق ورصف وتدعيم أجزاء منه بالحجر الطبيعي الذي تم جلبه من جبال كلباء، وتم إزالة أجزاء كثيرة منه. ومن التحديات داخل الوادي رصف جانبي الوادي وتوفير صفين من أشجار النخيل على جانبي الوادي مع تنسيق الحدائق وأماكن الجلوس.
للمزيد : تابع خليجيون 24 ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا على فيسبوك وتويتر