القاهرة: هاني كمال الدين
في مقال نشرته صحيفة The Telegraph البريطانية، أشار الكاتب أليستر هيث إلى أن دونالد ترامب، رغم كونه شخصية مثيرة للجدل وبعيدًا عن الكمال، يمثل الأمل الأخير لإنقاذ الغرب الذي يعاني من تدهور كبير. ووفقًا للكاتب، فإن القرارات المحورية التي سيتخذها الرئيس المنتخب ستحدث تحولًا إيجابيًا في السياسة العالمية، بما في ذلك تأثيرها على بريطانيا.
الأزمة الغربية والحاجة إلى قيادة قوية
أوضح الكاتب أن بريطانيا وأوروبا تركتا لمصيرهما، مما أدى إلى تدهور أخلاقي وفكري حاد، وانهيار المؤسسات، وتراجع الاقتصاد، وضعف الشجاعة السياسية، وهيمنة الطبقة الحاكمة. ووفقًا لتحليله، فإن هذه الدول تكتفي بالشكاوى وادعاء التفوق الأخلاقي، ما يؤدي إلى فرض ضرائب مرهقة والاستسلام في النهاية.
لكن هيث يرى أن ترامب قد يكون القائد القادر على إجبار أوروبا على الاستيقاظ من سباتها الاشتراكي، وتعزيز الإنفاق الدفاعي، وتشجيع مواجهة التطرف ومعاداة السامية. وأضاف أن نجاح ترامب في النصف الأول من ولايته الثانية سيؤدي إلى تحول جذري في السياسة الدولية نحو اليمين، ما يتيح لبريطانيا تبني سياسات أكثر حزمًا تجاه الجريمة والهجرة والحدود المفتوحة.
أجندة ترامب الاقتصادية والاجتماعية
يرى الكاتب أن ترامب يسعى لتحفيز النمو الاقتصادي من خلال خفض الضرائب وتقليص القيود التنظيمية بشكل جذري. كما يخطط لتعزيز نظام الجدارة وإلغاء المبادرات القائمة على مفاهيم التنوع والمساواة والإدماج، مما يمهد الطريق لمجتمع يركز على الكفاءة بعيدًا عن التحيزات.
في هذا السياق، أعلن ترامب عن نيته مواجهة الجامعات التي أصبحت، بحسب الكاتب، مراكز أيديولوجية متشددة تعمل على تلقين الشباب أفكارًا متطرفة. كما يعمل بالتنسيق مع شخصيات مثل إيلون ماسك وفيفيك راماسوامي على تقليص الجهاز البيروقراطي الحكومي وإلغاء القواعد التنظيمية المعقدة التي تعيق الابتكار.
السياسة الخارجية: موقف حازم تجاه الصين وإيران
أكد الكاتب أن ترامب يدرك أن الصين تمثل تهديدًا وجوديًا للغرب، مشيرًا إلى أن الإدارة الأمريكية المنتخبة قد تتخذ خطوات لمنع انتقال أراضٍ بريطانية مثل جزر شاغوس إلى موريشيوس، ما قد يعزز النفوذ الصيني. كما يعكف ترامب على تقليص الاعتماد الاقتصادي على الصين، وهو توجه بدأ بالفعل خلال ولايته الأولى.
من ناحية أخرى، يخطط ترامب لفرض أقصى الضغوط على إيران لإنهاء برنامجها النووي، وتعزيز العقوبات على المحكمة الجنائية الدولية وكل من يتعاون معها، بما في ذلك بريطانيا.
إعادة النظر في السياسات الصحية خلال جائحة كوفيد-19
فيما يتعلق بجائحة كوفيد-19، ينوي ترامب إثارة النقاش مجددًا حول مصدر الفيروس ودور الصين في انتشاره، كما يخطط لمراجعة السياسات الصحية التي فُرضت خلال الجائحة. ومن بين خططه تعيين شخصيات بارزة انتقدت تلك السياسات، مثل جيه بهاتاشاريا، لقيادة مؤسسات صحية أمريكية مرموقة.
ترامب والقضية الإسرائيلية
أشار المقال إلى أن إدارة ترامب المقبلة ستكون الأكثر دعمًا لإسرائيل في التاريخ الأمريكي، وستتخذ مواقف صارمة ضد إيران والجماعات الإسلامية. ويرى الكاتب أن هذه الإدارة قد تكون نقطة تحول لاحتواء موجات معاداة السامية والتطرف.
خاتمة
في ظل التحديات الراهنة التي تواجه الغرب، يرى الكاتب أن ترامب يمثل فرصة أخيرة لإعادة توجيه السياسات نحو القوة والفعالية. ومع ذلك، يبقى التساؤل قائمًا حول مدى قدرة ترامب على إقناع أوروبا بتعزيز قدراتها الدفاعية وتحمل مسؤولياتها بشكل أكبر.
للمزيد : تابع خليجيون 24 ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر