مفتي الجمهورية يُلقي البيان الختاميَّ للندوة الدولية الأولى لدار الإفتاء ويعلن التوصيات

وقال الدكتور نذير عياد مفتي الجمهورية رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم: نحمد الله تعالى أن وفقنا لإتمام فعاليات الندوة الدولية الأولى “دور الفتوى في تحقيق الأهداف” الأمن الفكري.” والذي نظمته الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم بمناسبة اليوم العالمي للإفتاء، تحت رعاية السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية.
وأضاف أثناء إلقائه الكلمة الختامية للندوة، إن اختيار موضوع الندوة جاء نظرا للأهمية المتزايدة لقضية الأمن الفكري، والدور الكبير والمحوري للفتوى في تحقيق الأمن الفكري. فالفتوى ضمانة لتحقيق ما يقتضيه الفطرة السليمة، وتأمين الوظيفة الأساسية لكل فرد في المجتمع. كما تلعب دورا كبيرا في إرساء أسس الأمن الفكري وحمايته ومواجهة التحديات الكبرى التي تواجهه.
مشيراً إلى أن الندوة شهدت حضوراً مميزاً لكبار المفتين من أعضاء الأمانة العامة. وللدور وهيئات الإفتاء في العالم، ومن الوزراء وممثلي المؤسسات الوطنية الكبرى، ومن علماء وأساتذة الشريعة في مصر والعالم؛ وخاصة مشايخ وعلماء الأزهر الشريف؛ وهو الصرح الذي يقف كمنارة للمعرفة وحارس للأمن الفكري للعالم الإسلامي. كما شهدت الندوة مشاركة مثقفين وإعلاميين وباحثين ومتخصصين في الأمن الفكري والقضايا المرتبطة به.
وأوضح أن الندوة ناقشت في أنشطتها المختلفة، من جلسات علمية وورش عمل وأبحاث مقدمة ومناقشات، قضايا الفتوى وتحقيق الأمن الفكري، مبينا دور الفتاوى في ترسيخ أسسها. وحمايتها من التحديات.
وناقشت الجلسة الأولى من الندوة المثمرة دور الفتوى في إرساء أسس الأمن الفكري، وتناولت الجلسة الثانية حماية الأمن الفكري من حيث التحديات وأساليب الفتوى في المواجهة.
وعلى هامش هذه الجلسات، أقيمت مجموعة من الورش تناولت أولها معالجة الفتاوى العشوائية، وتسليط الضوء على تفعيل دور مؤسسات الإفتاء لمواجهة الفوضى المعاصرة. وركزت الورشة على ظاهرة الفتاوى العشوائية التي تستخدمها الجماعات المتطرفة وغير المتخصصة، خاصة على مواقع التواصل الاجتماعي، بهدف ضبط الفتاوى المعاصرة وفق أصول ثابتة، وتحديد سبل تفعيل دور مؤسسات الفتوى لمواجهة الفوضى المعاصرة في البلاد. الفتاوى، مشدداً على ضرورة قصر الفتوى على مؤسسات الإفتاء والمختصين المؤهلين للإفتاء.
أما الورشة الثانية فقد خصصت لمنهجية الرد العقلاني على الأسئلة الشائكة؛ ووضع “الإلحاد” نموذجاً تطبيقياً لمناقشة موضوعاته؛ هدفت إلى تحليل البنية المفاهيمية لمفهوم الإلحاد، والتعريف به، ودراسة أنماطه ومستوياته، ودراسة طبيعته في العالم العربي، ووضع الاستراتيجيات والحلول لمواجهته.
وأشار مفتي الجمهورية إلى أن الندوة اختتمت في ختامها بمجموعة من التوصيات والقرارات المهمة التي خلصت إليها من خلال مقترحات العلماء والباحثين المشاركين. وجاءت التوصيات على النحو التالي:
أولاً: تدعم الندوة نضال الشعب الفلسطيني، خاصة في غزة، ضد كيان الاحتلال الغاصب، وتثمن جهود الدولة المصرية في مساعيها الكبيرة الرامية إلى تحقيق السلام والأمن في المنطقة.
ثانياً: تدعو الندوة إلى تشجيع ودعم التضامن العالمي لتعزيز حضور القضية الفلسطينية في المحافل الدولية بما يضمن حماية حقوق الشعب الفلسطيني. وتعزيز الشراكات مع المنظمات الحقوقية الدولية لوقف الانتهاكات ضد الفلسطينيين.
ثالثاً: تتابع الندوة عن كثب تطورات الأوضاع في الأراضي السورية الشقيقة، وتدعو الشعب السوري إلى التمسك بالتماسك وعدم التجزئة حفاظاً على الوطن ومقدراته ووحدة أراضيه وأمن حدوده.
رابعاً: تشيد الندوة بدور مصر القيادي في تعزيز السلام والاستقرار الإقليمي من خلال جهودها الدبلوماسية في مختلف القضايا الإقليمية والعالمية، وتقدر المبادرات المصرية في مجال تحسين الحوار بين أتباع الديانات والثقافات المختلفة.
خامساً: تدعو الندوة إلى ضرورة العمل. لجم الكيان الصهيوني والعمل على إيقاف أحلامه الكاذبة التي لن تتحقق والتي في سبيلها لا اعتبار لحرمة الله ولا كرامة للإنسانية ولا اعتبار للأعراف الدولية والإنسانية. مكان.
سادسا: تؤكد الندوة أن ما يفعله الكيان الصهيوني المحتل في الأراضي السورية مستغلا الأحداث التي تجري هناك، هو خروج عن كل عرف، وبعيد عن كل دين، وتدعو الندوة مؤسسات الأمم المتحدة، إن المجتمع الدولي وأصحاب الضمائر يطالبون بضرورة اتخاذ موقف جدي لوقف غطرسة هذا الكيان وردعه عن جرائمه. كما يدعو الأشقاء السوريين إلى التكاتف والتكاتف والتعاون وتحقيق ما يُحاك. بالنسبة لهم.
سابعا: تدعو الندوة إلى الدعم الإيجابي الكامل لقيادتنا السياسية والوقوف خلفها بكل قوة، ودعم مؤسساتنا الوطنية وأجهزتنا الأمنية التي لولا قوتها وتماسكها وتضامنها واستقرارها لنجحت المخططات الخبيثة التي يريدها. أعداء الوطن يدمرون الوطن وشعبه.
ثامناً: تدعو الندوة كافة المسلمين في كل مكان إلى التمسك بالانتماء إلى أوطانهم وحبهم لها، وإدراك الواجب الديني الشرعي المفروض عليهم، وهو تحمل المسؤولية والوعي الكامل بقضايا أوطانهم والظروف الدقيقة التي تمر بها. إن العالم يمر بمرحلة تتحدد فيها مصائر الدول وتتشكل فيها الخريطة السياسية للعالم أجمع ولمنطقتنا العربية ودولنا الإسلامية على وجه الخصوص.
< p>
تاسعا: تشيد الندوة بدور فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر في تعزيز الخطاب الديني المعتدل الذي يدعو إلى التعايش السلمي بين الشعوب وتعزيز الحوار بين الأديان ومد جسور التواصل. مع الثقافات المختلفة.
عاشراً: تؤكد الندوة على ضرورة حماية الأمن الفكري من كافة التحديات التي يواجهها، وأهمية الدور المحوري الذي تلعبه الفتوى في إرساء أسس الأمن الفكري ومواجهة التطرف الديني وغير الديني، وتقدر كافة المخرجات. التي صدرت وعرضت في فعالياتها، وتدعو الباحثين والمتخصصين للاستفادة منها.
حادي عشر: تؤكد الندوة على أهمية مواجهة الفتاوى الشاذة والعشوائية، وبيان أثرها السلبي على الأمن الفكري، ومواصلة العمل على التوعية بمخاطرها وتأثيراتها على الاستقرار. المجتمعات، وضرورة سن قانون يحرم الإفتاء لغير مؤسسات الإفتاء والمتخصصين المؤهلين، مما يحمي الكيان المذهبي والفكري للمجتمع من الأفكار الأجنبية. لذلك، تعزيز التعايش السلمي وحماية القيم الإنسانية المشتركة.
ثاني عشر: تؤكد الندوة على أهمية مواصلة العمل في مجال التأهيل الإفتائي، ومد المزيد من جسور التفاهم والتعاون بين القائمين على صناعة الفتوى. في عالم المؤسسات والهيئات الوطنية؛ مواجهة التحديات الكبرى من أجل نشر القيم الإنسانية وتوعية المجتمعات بمخاطر التطرف الفكري والتحديات الاجتماعية وتعزيز الأمن الفكري.
ثالث عشر: تدعو الندوة إلى تعزيز دور المرأة في إصدار الفتاوى من خلال تأهيلها. المشاركة في قضايا المجتمع، والاستفادة من أدواره المحورية في التعليم والتنشئة الاجتماعية بما يحقق الأمن الفكري والمجتمعي.
رابع عشر: توصي الندوة بضرورة تضمين المناهج التعليمية والتربوية مقررات الأمن الفكري ومناقشة قضاياه وأبعاده المختلفة في المحافل والمؤتمرات العلمية والأكاديمية، وضرورة التوصل إلى مخرجات وتوصيات واقعية تساهم في تحقيق الأمن الفكري.
خامس عشر: تدعو الندوة إلى تعزيز الدور المصري في توجيه الجهود الإعلامية نحو نشر الخطاب المعتدل الذي يعزز الأمن الفكري ويخدم المصالح الوطنية، وضرورة تعزيز التعاون مع المؤسسات الإعلامية لتسليط الضوء على جهود المفتين ومؤسسات الإفتاء في تحقيق المصالح المجتمعية. السلام وحماية الأمن الفكري.
سادس عشر: تثمن الندوة جهود مؤسسات الإفتاء في مكافحة الفكر المتطرف ونشر الوسطية وتعزيز الوحدة الإسلامية ومواجهة الانقسامات الفكرية. والطائفية، ويشدد على ضرورة بذل المزيد من الجهود لتشجيع التفاعل بين المفتين والجمهور لتعزيز الثقة في مؤسسات الفتوى.
سابع عشر: تدعو الندوة إلى تعزيز التعاون مع المؤسسات الإعلامية لتسليط الضوء على جهود المفتين ومؤسسات الإفتاء في تحقيق السلام المجتمعي وحماية الأمن الفكري.
وفي الختام، وجه سماحة المفتي، نيابة عن المجتمعين، الشكر إلى فخامة رئيس الجمهورية الرئيس عبد الفتاح السيسي؛ على رعايته الكريمة للندوة، ولكل من ساهم في نجاح أعمالها، متمنيا لمصر وجميع دول الأمة الإسلامية والعالمية التوفيق والنجاح والاستقرار الدائم.
للمزيد : تابع خليجيون 24 ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر
اكتشاف المزيد من خليجيون 24
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.