الرئيس السيسي يترأس الجلسة الثانية للدول الثماني النامية لإعادة إعمار غزة

ترأس الرئيس عبد الفتاح السيسي الجلسة الثانية لمؤتمر الدول الثماني للتعاون الاقتصادي والتي خصصت لبحث الكارثة الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة ولبنان. وألقى السيد الرئيس كلمة مصر خلال الجلسة تناولت الأوضاع في فلسطين ولبنان والجهود المصرية لاستعادة الاستقرار في المنطقة. وفيما يلي نص كلمة السيد الرئيس:
بسم الله الرحمن الرحيم
أصحاب السعادة والفخامة..
رؤساء الدول والحكومات ورؤساء الوفود المشاركة؛
سعادة السيد اسياكا عبد القادر إمام..
الأمين العام لمنظمة البلدان النامية الثمانية للتعاون الاقتصادي
السيدات والسادة؛
نجتمع اليوم في ظروف دقيقة للغاية.. تشهد فيها منطقة الشرق الأوسط تهديدات خطيرة.. كما الأحداث الجارية في المنطقة.. خير شاهد على ازدواجية المعايير التي يعيشها العالم.. التفريغ للمبادئ والقيم الإنسانية معناها.. وتهميش قواعد القانون الدولي.
إذ أن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة مستمرة منذ أكثر من عام… وامتدت إلى لبنان الشقيق. .. وسوريا الشقيقة تشهد أيضاً انتهاكاً صارخاً لسيادتها.. على خلفية استيلاء إسرائيل مؤخراً على المزيد من الأراضي السورية.. وشن هجمات على الأراضي. سورية… وإعلانها الأحادي إلغاء اتفاقية فض الاشتباك عام 1974.
مصر تدين بأشد العبارات هذه الممارسات.. وتؤكد دعمها الكامل لوحدة واستقرار سوريا وسيادتها وسلامة أراضيها.. كما تؤكد مصر دعمها للجميع.. جهد يساهم في نجاح العملية السياسية الشاملة في سوريا.. بمشاركة الشعب السوري بكافة مكوناته وشرائحه.. ومن دون إملاءات أو تدخلات. خارجي.
أصحاب السعادة،
ما حدث منذ أكتوبر 2023 تجاوز كل الحدود والقواعد الدولية والإنسانية.. تجاوز عدد القتلى الفلسطينيين “45” ألف شهيد غالبيتهم من النساء والأطفال… وأكثر من “107” أصيبوا. الآلاف أغلبهم أيضا نساء وأطفال.. وبلغ عدد النازحين “1.9” مليون نسمة.. وامتدت الانتهاكات الإسرائيلية لتشمل الموظفين الدوليين.. الذين قضوا أثناء تأدية عملهم… وأكثر من "70%" ومن البنية التحتية في غزة، سجلت معدلات الفقر والبطالة والجوع أيضاً أرقاماً كارثية… تتراوح بين "80%" إلى “100%”، مع توقع أن يعاني “90%” أكثر. ويعاني سكان قطاع غزة من نقص حاد في الغذاء.
كما امتدت الانتهاكات لتشمل سكان الضفة الغربية والقدس الشرقية… الذين يعانون من توسع الاستيطان… وعنف المستوطنين… والاقتحامات العسكرية لمدن الضفة الغربية.
مصر تؤكد مجددا على مركزية دور الأونروا.. في تقديم الدعم اللازم للشعب الفلسطيني.. كما نؤكد أن حق العودة للشعب الفلسطيني لن يتم مصادرته. وفي هذا السياق، لا يسعني إلا أن أؤكد على ضرورة التوصل إلى وقف فوري ومستدام لإطلاق النار في غزة، ورفع العقبات الإسرائيلية أمام وصول المساعدات الإنسانية، وبالتالي تمهيد الطريق لترتيبات ما بعد الحرب. وأذكر ذلك في السياق، وهو أن النجاح لن يكتب لأي رؤية «لليوم التالي». وفي قطاع غزة.. إذا لم تتحقق هذه الرؤية فستقام الدولة الفلسطينية ذات الأرض المستمرة.. على خطوط الرابع من يونيو 1967.. وعاصمتها “القدس الشرقية”… أنا نؤكد رفض مصر لأي سيناريوهات.. تستهدف تصفية القضية الفلسطينية..
سواء بالتهجير… أو بفصل غزة عن الضفة الغربية والقدس.
السيدات والسادة، أيها الحضور الكريم،
وامتدت نيران الحرب الإسرائيلية إلى لبنان الشقيق… حيث أدى العدوان الإسرائيلي إلى استشهاد أكثر من أون "4000" شخص… بينهم نساء وأطفال… ومن هم فوق 16″ ألف جريح… وما يقارب 1.2% نازح. مليون شخص. ومنذ وقوع العدوان حرصت مصر على تقديم كافة سبل الدعم الممكنة للشعب الفلسطيني. كما أقامت مصر جسرا جويا مباشرا بين القاهرة وبيروت، نجحت خلاله في إيصال “92” طنا من الإمدادات الطبية والإغاثية.
ومع ترحيب مصر بالإعلان عن دخول اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان حيز التنفيذ، فإننا نؤكد أهمية تضافر الجهود الدولية لحشد التمويل اللازم لإعادة إعمار لبنان، خاصة أن التقديرات الدولية تشير إلى أن لبنان يحتاج إلى نحو “5” مليارات الدولارات، على الأقل لإعادة الإعمار.
وفي نفس السياق تؤكد مصر على أهمية التنفيذ الكامل وغير الانتقائي لقرار مجلس الأمن رقم “1701”.. وتمكين الجيش. الحكومة اللبنانية التي بسطت سيطرتها على كامل الأراضي اللبنانية.. كما تؤكد مصر التزامها الكامل بدعم الأشقاء اللبنانيين.. لاستكمال الاستحقاقات الدستورية.. بانتخاب رئيس للجمهورية.. في إطار السيادة الوطنية اللبنانية والتوافق الداخلي.
أصحاب السعادة، السيدات والسادة،
وفي الختام أود أن أؤكد أن مصر… لن تدخر جهدا. في دعم شعوب أمتها العربية والإسلامية.. للحفاظ على سيادتها وسلامة أراضيها.. وستواصل مصر جهودها الحثيثة لخفض التصعيد في المنطقة.. واستعادة الأمن والاستقرار والسلام.. في من أجل المضي قدماً على طريق التنمية والتقدم.. وبناء مستقبل أفضل لشعبنا.
شكرًا لك..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
للمزيد : تابع خليجيون 24 ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر
اكتشاف المزيد من خليجيون 24
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.