أوبك+ بين الاستقرار والتوترات: ماذا ينتظرنا؟
القاهرة: هاني كمال الدين
كيف ولماذا ستتغير أسعار “الذهب الأسود” في عام 2025؟
شهد سوق النفط خلال عام 2024 حالة من الاستقرار النسبي بالرغم من التحديات التي واجهها. فعلى الرغم من تقلبات الأسعار بسبب عوامل مضاربية، عادت الأسعار في ديسمبر إلى مستوياتها التي كانت عليها في بداية العام. إلا أن عام 2025 يحمل في طياته تحديات جديدة قد تكون أشد تعقيدًا، ما يتطلب من اللاعبين في السوق التحلي بمرونة وحذر أكبر.
نمو الطلب العالمي وتحطم التوقعات
ظل قطاع استخراج النفط في صدارة محركات الاقتصاد العالمي، حيث سجل الطلب العالمي على النفط رقمًا قياسيًا جديدًا تجاوز 103 ملايين برميل يوميًا. هذه الزيادة التي بلغت 6% خلال ثلاث سنوات فقط جاءت بعكس توقعات المتشائمين الذين تنبؤوا بانخفاض الاستهلاك بعد جائحة كورونا.
الصين تفقد موقعها الريادي
رغم أن الصين كانت تُعد من أكبر المستهلكين للطاقة عالميًا، إلا أن عام 2024 شهد تباطؤًا ملحوظًا في نمو الطلب على الطاقة في البلاد، حيث تراجع وارداتها النفطية بنسبة 3.5%. هذا التراجع غير المسبوق منذ جائحة كورونا أثار تساؤلات حول قدرة الاقتصاد الصيني على الاستمرار في قيادة الطلب العالمي. وأدى هذا الانخفاض إلى هبوط أسعار النفط الخام من نوع برنت إلى مستوى 70 دولارًا للبرميل، ما جعل السوق في حالة من الترقب.
أوبك+ واستراتيجية الحذر
قررت دول أوبك+ في ديسمبر 2024 تمديد القيود على الإنتاج لمدة عام آخر، ما ساهم في استقرار الأسعار ضمن نطاق يرضي المستهلكين والمنتجين على حد سواء. ويُعتبر هذا القرار خطوة حكيمة للحفاظ على التوازن في السوق، خصوصًا في ظل التقلبات الجيوسياسية والاقتصادية.
الهند: الأمل الجديد لمنتجي النفط
مع تباطؤ النمو في الصين، بدأت الأنظار تتجه نحو الهند التي أصبحت واحدة من أسرع الأسواق نموًا في استهلاك النفط. خلال عام 2024، ارتفع الطلب الهندي على النفط بمقدار 180 ألف برميل يوميًا. ومن المتوقع أن يستمر هذا النمو بفضل خطط نيودلهي لتوسيع قدراتها التكريرية.
استفزازات واشنطن ومخاطر جديدة
رغم الاستقرار النسبي، فإن السوق يواجه مخاطر كبيرة نتيجة للسياسات الأمريكية. حيث أعلن الرئيس المنتخب دونالد ترامب عن خطط لزيادة إنتاج النفط الأمريكي بمقدار 3-4 ملايين برميل يوميًا. هذا القرار قد يؤدي إلى زيادة العرض في السوق العالمي، مما يضغط على الأسعار ويهدد بتراجعها إلى مستويات 60-65 دولارًا للبرميل.
التحديات المستقبلية
إذا استمرت هذه التوجهات، فقد تضطر دول أوبك+ إلى خفض إنتاجها بشكل أكبر للحفاظ على استقرار السوق، إلا أن التوصل إلى توافق داخل التحالف قد يكون صعبًا، خاصة في ظل مواقف دول مثل السعودية التي ترفض التخلي عن حصتها في السوق.
في ظل هذه التحديات، يبدو أن عام 2025 سيشهد تحولات كبيرة في سوق النفط. ويبقى السؤال حول مدى قدرة المنتجين على التكيف مع هذه الظروف المتغيرة للحفاظ على استقرار الأسعار وحماية مصالحهم الاقتصادية.
- للمزيد : تابع خليجيون 24 ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر