سر بريطانيا المظلم: ماسك يزعم أن ستارمر مكن من الاعتداء الجنسي على القُصَّر

2025-01-04

3 دقائق

القاهرة: هاني كمال الدين

واشنطن/لندن – في تطور مثير للجدل، اتهم الملياردير الأمريكي إيلون ماسك رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر بالتورط في جرائم جنسية ضد قاصرات، ودعاه إلى تقديم استقالته من منصبه. جاءت هذه التصريحات في بيان صادم أثار موجة من النقاشات والانتقادات في الأوساط السياسية والإعلامية البريطانية والدولية.

وفقًا لوكالة أنباء “تاس” الروسية، أشار ماسك إلى أن ستارمر يتحمل مسؤولية أخلاقية وقانونية عن تجاهل جرائم الاعتداء الجنسي على القاصرات في شمال إنجلترا، وذلك بسبب دوره كرئيس للنيابة العامة في الفترة ما بين 2008 و2013. وطالب ماسك بمحاكمة ستارمر، معتبرًا أن تقاعسه عن اتخاذ إجراءات حاسمة ساهم في استمرار هذه الجرائم.

فضائح الاعتداءات الجنسية: جروح لم تندمل
تحقيقات تكشف عن آلاف الضحايا على مدى عقود

أصبحت قضايا الاعتداءات الجنسية على القاصرات في بريطانيا، وخاصة في مدن مثل أولدهام وروثرهام وتلفورد، موضوعًا ساخنًا بعد كشف النقاب عن تفاصيل صادمة بدأت تطفو على السطح منذ عام 2012. وتشير التقارير إلى أن هذه الجرائم استمرت لعقود دون أن يتم التعامل معها بشكل جدي، مما أثار تساؤلات حول دور الجهات الأمنية والقضائية في التستر على هذه الانتهاكات.

وكان ستارمر نفسه قد اعترف سابقًا بأن بعض موظفي إنفاذ القانون تجنبوا ملاحقة أفراد من الأقليات العرقية خوفًا من اتهامات بالعنصرية. وقد أثار هذا الاعتراف غضبًا واسعًا، خاصة في ظل التقارير التي تشير إلى أن عدد الضحايا في مدينتي روثرهام وتلفورد وحدها بلغ حوالي 2400 طفل منذ أواخر الثمانينيات وحتى السنوات الأخيرة.

ردود الفعل الرسمية: بين الإنكار والدعوة للحوار
وزير الصحة البريطاني يعلق على اتهامات ماسك

من جهته، علق وزير الصحة البريطاني ويس ستريتينغ على اتهامات ماسك، مشيرًا إلى أن بعض الادعاءات قد تكون مبنية على معلومات غير دقيقة. وأعرب ستريتينغ عن استعداده للتعاون مع ماسك إذا أراد الأخير المساهمة في معالجة هذه القضية. ومع ذلك، لم يتم تقديم أي تفاصيل إضافية حول كيفية هذا التعاون.

يذكر أن مجلس مدينة أولدهام كان قد طلب في يوليو 2024 من وزارة الداخلية البريطانية بدء تحقيق وطني شامل حول هذه القضية، ولكن هذا الطلب قوبل بالرفض، مما أثار المزيد من الانتقادات تجاه الحكومة.

الانتقادات السياسية: اتهامات متبادلة بين الأحزاب
المعارضة تتهم الحكومة بالتستر على الفضيحة

تصاعدت حدة الانتقادات بين الأحزاب السياسية البريطانية، حيث اتهمت وسائل الإعلام المحافظة حكومة حزب العمال بمحاولة التستر على حجم الفضيحة. كما وجهت زعيمة حزب المحافظين كيمي بادينوك، والزعيم البارز في حزب “ريفورم UK” نايجل فاراج، انتقادات حادة لستارمر، معتبرين أنه فشل في حماية الضحايا.

وأشار فاراج إلى أن حكومة المحافظين، التي كانت في السلطة قبل يوليو 2024، لم تكن أفضل حالًا في التعامل مع هذه القضية، مما يسلط الضوء على إخفاقات متكررة من قبل الحكومات المتعاقبة.

ماسك يدعم حزب “ريفورم UK”
تصريحات تثير الجدل في بداية العام الجديد

في سياق متصل، أعلن إيلون ماسك في اليوم الأول من العام الجديد دعمه لحزب “ريفورم UK”، واصفًا إياه بأنه “الأمل الوحيد” لبريطانيا. ودعا الناخبين إلى التصويت لصالح هذا الحزب في الانتخابات المقبلة، مما أثار جدلاً إضافيًا حول تدخل شخصية عالمية مثل ماسك في الشؤون السياسية الداخلية للبلاد.

خلفية القضية: صراع بين العدالة والسياسة
تأثيرات طويلة الأمد على سمعة النظام القضائي والسياسي البريطاني

تعود جذور هذه القضية إلى سنوات طويلة، حيث تشير التحقيقات إلى أن الجهات الرسمية فشلت في حماية الضحايا، بل وساهمت في إطالة أمد المعاناة من خلال التستر على الجرائم. وقد أثارت هذه الفضيحة تساؤلات حول نزاهة النظام القضائي والسياسي في بريطانيا، خاصة في ظل الاتهامات الموجهة إلى شخصيات بارزة مثل كير ستارمر.

مستقبل القضية: ما الذي يمكن توقعه؟
ضغوط متزايدة لتحقيق شامل ومحاسبة المسؤولين

مع استمرار الضغوط الإعلامية والسياسية، يبدو أن القضية ستظل في بؤرة الاهتمام خلال الفترة المقبلة. وتزداد المطالبات ببدء تحقيق وطني شامل يضمن محاسبة جميع المسؤولين عن تقاعسهم، بالإضافة إلى تقديم الدعم الكافي للضحايا وأسرهم.

ختامًا: قضية تمس ضمير الأمة
بريطانيا أمام اختبار حقيقي لالتزامها بالعدالة وحقوق الإنسان

تظل قضية الاعتداءات الجنسية على القاصرات في بريطانيا جرحًا غائرًا في ضمير الأمة، خاصة في ظل الاتهامات الموجهة إلى شخصيات بارزة مثل رئيس الوزراء الحالي. وفي الوقت الذي يواجه فيه كير ستارمر اتهامات خطيرة، يبدو أن الطريق نحو تحقيق العدالة لا يزال طويلاً وشائكًا.