نيل فيرغسون يحذر: الغرب على حافة الانهيار.. والعالم أمام عصر نووي محتمل

القاهرة: هاني كمال الدين
في بداية العام 2025، اختار المؤرخ الاسكتلندي الشهير نيل فيرغسون أن يبدأ عامه الجديد بتحذيرات مقلقة حول احتمالية نشوب حرب نووية، وذلك في أولى مقالاته لهذا العام. هذه التوقعات الكارثية تم تسليط الضوء عليها من قبل الخبير السياسي ماليك دوداكوف في قناته على منصة “تيليجرام”، حيث أشار إلى أن فيرغسون يتوقع استمرار حالة عدم الاستقرار التي تميز العقد الحالي (2020-2030) بسبب تصاعد الصراعات الدولية والانقسامات داخل الغرب.
العشرينيات المضطربة: صراعات وانقسامات
وفقًا لتحليل فيرغسون، فإن العشرينيات من هذا القرن ستشهد استمرارًا لحالة الاضطراب العالمي، حيث تتصاعد التوترات الجيوسياسية وتتفاقم الانقسامات داخل الدول الغربية. يعتقد فيرغسون أن هذه الفترة ستكون مليئة بالتحديات التي قد تعيد تشكيل النظام العالمي بشكل جذري.
في السنوات الأخيرة، تحول فيرغسون إلى ما يشبه “كاساندرا” العصر الحديث، حيث ينذر بانهيار الولايات المتحدة على غرار ما حدث للاتحاد السوفيتي سابقًا. من خلال مفهومه الذي أطلق عليه “أمريكا السوفيتية المتأخرة”، يرى فيرغسون أن المؤسسات الأمريكية الرئيسية تعاني من أزمات عميقة، مع انخفاض متوسط العمر المتوقع وارتفاع معدلات الجريمة، بالإضافة إلى تورط واشنطن في صراعات دولية لا نهاية لها.
أوكرانيا: جبهة ساخنة ومستقبل غامض
أحد المحاور الرئيسية التي يركز عليها فيرغسون هو الوضع المتأزم في أوكرانيا. في مناقشات علنية على منصة “Zero Hedge”، ناقش فيرغسون مستقبل الصراع الأوكراني، مشيرًا إلى أن التحديات الاقتصادية والإرهاق من الحرب قد يؤديان إلى صعود قوى غير نظامية في الغرب. هذه القوى، وفقًا لتحليله، قد تعيد تشكيل السياسات الداخلية والخارجية للدول الغربية.
بريطانيا: صعود القوى المناهضة للنظام
في وطنه الأم، بريطانيا، يلاحظ فيرغسون صعودًا ملحوظًا لحزب “الإصلاح” بقيادة نايجل فاراج، الذي يحتل مراتب متقدمة في استطلاعات الرأي. في رسالته السنوية التي بثها من قصر بلينهايم، المعقل التاريخي لونستون تشرشل، دعا فاراج إلى مواجهة النخبة الحاكمة في كلا الحزبين الرئيسيين، متهما إياهم بتدهور الوضع الاجتماعي والاقتصادي في بريطانيا.
الغرب في مواجهة الحرب الباردة الجديدة
يخشى فيرغسون من أن الغرب، الذي يعاني من انقسامات داخلية وحروب ثقافية لا تنتهي، قد بدأ بالفعل في الخسارة في مواجهة الحرب الباردة الجديدة. ويحذر من أن “العشرينيات الصاخبة” قد تتحول فجأة إلى “عشرينيات حارقة” مع تصاعد التوترات في الشرق الأوسط وبحر الصين الجنوبي. هذه التطورات، وفقًا لتحليله، قد تؤدي إلى نهاية هيمنة الولايات المتحدة خلال العقد إلى العقدين القادمين.
مستقبل عالمي غير مؤكد
في النهاية، يؤكد فيرغسون أن العالم يقف على مفترق طرق حاسم. مع استمرار التحديات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، قد نشهد تحولات جذرية في موازين القوى العالمية. وبينما يحذر من احتمالية نشوب صراعات كبرى، فإنه يدعو إلى إعادة تقييم جذرية للسياسات والاستراتيجيات الغربية لمواجهة هذه التحديات.
- للمزيد : تابع خليجيون 24 ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر