أخبار العالم

زيارة وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك إلى دمشق: مصافحة مثيرة للجدل وموقف أوروبي تجاه الانتقال السياسي في سوريا

«خليجيون 24» القاهرة، 5 يناير 2025

في خطوة دبلوماسية لافتة، قامت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك بزيارة إلى دمشق في الثالث من يناير 2025، حيث التقت مع نظيرها الفرنسي جان نويل بارو وقائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع. تركزت هذه الزيارة على بحث ملفات هامة تتعلق بالانتقال السياسي في سوريا، مع الإشارة إلى دعم أوروبا للانتقال السلمي للسلطة في البلاد.

جدل المصافحة
أحد أبرز المواضيع التي أثيرت خلال الزيارة كان الجدل الذي رافق مصافحة بيربوك لمسؤولي الإدارة السورية الجديدة، وخاصة مصافحتها لأحمد الشرع. هذا الحدث جذب انتباه وسائل الإعلام وأثار تساؤلات حول مدى تطور العلاقات الأوروبية مع دمشق في ظل الأوضاع السياسية الحساسة. وقد علقت بيربوك على هذه الواقعة موضحة أن اللقاءات الدبلوماسية قد تشهد أحيانًا مواقف غير متوقعة، مؤكدة أنها لم تكن تتوقع المصافحة التقليدية التي تجري عادة في مثل هذه المواقف الدبلوماسية.

الموقف الأوروبي من الانتقال السلمي
خلال الزيارة، أكدت وزيرة الخارجية الألمانية على ضرورة استمرار الجهود من أجل تحقيق انتقال سياسي سلمي في سوريا. وأوضحت أن رفع العقوبات عن سوريا يتوقف بشكل أساسي على التقدم في العملية السياسية التي تتضمن إشراك جميع الأطراف المعنية في الحوار. كما أكدت على أن ألمانيا وفرنسا تدعمان تحقيق انتقال سلمي للسلطة في سوريا في إطار ديمقراطي شامل، وهو ما يعكس رغبة أوروبا في رؤية استقرار طويل الأمد في المنطقة.

دعم أوروبا للإصلاحات في سوريا
فيما يتعلق بإصلاحات الحكم في سوريا، شددت بيربوك على أن دعم الاتحاد الأوروبي يعتمد على التقدم الواضح في تنفيذ إصلاحات حقيقية داخل البلاد. كما أضافت أن دعم المجتمع الدولي لدمشق يتطلب ضمانات بتحقيق حل سياسي شامل يعكس تطلعات الشعب السوري. ولفتت إلى أن أوروبا لن تكون طرفًا في تمويل مشاريع تعزز من سلطة النظام الحالي أو تدعم هياكله السياسية غير الديموقراطية.

التحديات أمام الحل السياسي في سوريا
على الرغم من التصريحات الإيجابية حول دعم الانتقال السلمي، فإن التحديات التي تواجه الحل السياسي في سوريا تبقى كبيرة. فالتحولات السياسية التي تمر بها سوريا تتطلب توافقًا داخليًا بين جميع الأطراف المعنية، في وقت يعاني فيه الشعب السوري من تداعيات الصراع المستمر. وبالتالي، يبقى دور المجتمع الدولي حاسمًا في تحديد مسار هذا التحول السياسي الذي يطالب به الكثيرون في الداخل السوري.

زيارة أنالينا بيربوك إلى دمشق لم تكن مجرد لقاء دبلوماسي عادي، بل كانت بمثابة فرصة لإعادة تقييم المواقف الأوروبية تجاه سوريا، خاصة فيما يتعلق بعملية الانتقال السياسي. ومن خلال تصريحاتها، أوضحت بيربوك أن دعم أوروبا مرهون بتقدم العملية السياسية والالتزام بإصلاحات حقيقية.

وفي هذا السياق، تعد هذه الزيارة خطوة هامة نحو فهم الموقف الأوروبي من مستقبل سوريا، الذي يتطلب توافقًا بين المجتمع الدولي ونظام الحكم في دمشق لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Open chat
Scan the code
مرحبا 👋
كيف يمكنا مساعدتك؟