حرائق لوس أنجلوس تتمدد..إخلاء إلزامي بهوليوود وبايدن يلغي رحلته لإيطاليا

أمرت السلطات الأمريكية، الخميس، سكان وسط منطقة هوليوود التاريخية بإخلاء منازلهم بعد اندلاع حريق جديد على بعد مئات الأمتار من شارع هوليوود بوليفارد.

وقالت إدارة الإطفاء في لوس أنجلوس: “تهديد فوري للحياة. هذا أمر قانوني بالمغادرة الآن. المنطقة محظورة قانونًا على الجمهور”، وأرفقت هذا الأمر بخريطة تظهر أجزاء من منطقة السينما الشهيرة.

واندلع الحريق مساء الأربعاء في منطقة هوليوود هيلز، التي تقع على بعد بضع مئات من الأمتار فقط من شارع هوليوود الشهير. ودمرت هذه الحرائق الضخمة، التي أججتها الرياح القوية، أكثر من 1500 مبنى في ثاني أكبر مدينة في الولايات المتحدة، وأجبرت أكثر من 100 ألف شخص على إخلاء منازلهم.

يأتي ذلك فيما أعلن البيت الأبيض أن الرئيس جو بايدن ألغى رحلة كان من المقرر أن يقوم بها في الفترة من 9 إلى 12 يناير الجاري، بهدف التركيز على جهود مكافحة الحرائق الهائلة المستعرة حول لوس أنجلوس.

وقالت المتحدثة باسم الرئاسة الأميركية كارين جان بيير إن بايدن، الذي توجه إلى لوس أنجلوس الأربعاء، “قرر إلغاء رحلته المقبلة إلى إيطاليا من أجل التركيز على إدارة جميع جوانب الاستجابة الفيدرالية في الأيام المقبلة”.

وكان الهدف من الرحلة أن تكون ختام فترة ولاية الرئيس الأمريكي وفرصة أخيرة لاستعراض قوة التحالفات الأمريكية قبل أن يغادر منصبه في 20 يناير/كانون الثاني.

تشتعل حرائق هائلة في منطقة لوس أنجلوس، وتملأ الهواء بسحابة كثيفة من الدخان والرماد، وتدفع إلى إصدار تحذيرات بشأن جودة الهواء في منطقة واسعة بجنوب كاليفورنيا. 5 قتلى على الأقل.. وتدمير أكثر من ألف منشأة.

اندلعت ثلاثة حرائق كبيرة يوم الثلاثاء وسط رياح قوية بشكل خطير، مما أسفر عن مقتل خمسة أشخاص على الأقل وتدمير أكثر من ألف مبنى. وطُلب من عشرات الآلاف من الأشخاص إخلاء مناطقهم، حيث كانت الظروف مروعة بالنسبة للكثيرين.

وفي ألتادينا، حيث اندلع أحد الحرائق الكبرى، كان الدخان كثيفاً لدرجة أن أحدهم استخدم مصباحاً يدوياً لرؤية الشارع. وكانت سحابة داكنة تحوم فوق وسط مدينة لوس أنجلوس، بينما انتشرت أجواء الدخان والرماد بعيدًا عن المدينة إلى المجتمعات الشرقية والجنوبية.

أُعلنت حالة الطوارئ، وصدرت أوامر بإجلاء ما لا يقل عن 70 ألف شخص من المنطقة.

وأعلن الرئيس بايدن منطقة الحريق في كاليفورنيا منطقة كوارث. هذا القرار يجعل التمويل الفيدرالي متاحًا للمناطق المتضررة من الحرائق.

ما هي المخاطر؟

يؤدي الدخان الناتج عن الحرائق إلى زيادة الجزيئات الصغيرة في الهواء المعروفة باسم الجسيمات التي يمكن أن تكون ضارة بصحة الناس. الأطفال وكبار السن والأشخاص الذين يعانون من أمراض مثل أمراض القلب والرئة هم الأكثر حساسية لآثاره.

يقول الدكتور بونيت غوبتا، مساعد المدير الطبي لإدارة الإطفاء في لوس أنجلوس، إنه من المعروف أن الدخان الناتج عن الحرائق يسبب نوبات قلبية ويزيد من تفاقم الربو، وأن حرق المنازل يمكن أن يؤدي أيضًا إلى إطلاق السيانيد وثاني أكسيد الكربون.

وأضاف أن المرضى المصابين يظهرون في أقسام الطوارئ بينما المستشفيات ممتلئة بالفعل بسبب موسم الأنفلونزا، وأن بعض المستشفيات قد تواجه أيضًا عمليات إخلاء بسبب الحرائق.

ثلاثة حرائق تمتد من ساحل المحيط الهادئ

يكافح الآلاف من رجال الإطفاء ما لا يقل عن ثلاثة حرائق منفصلة تمتد من ساحل المحيط الهادئ إلى داخل مدينة باسادينا. ووصف أحد هذه الحرائق بأنه الأكثر تدميرا في التاريخ الحديث لمدينة لوس أنجلوس.

وفي سياق متصل، أعلنت سابرينا سينغ المتحدثة باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، أن الوزارة سترسل 10 مروحيات تابعة للبحرية الأميركية للمساعدة في مكافحة الحرائق المشتعلة في كاليفورنيا.

وأوضح سينغ أن الأمر لم يتم الانتهاء منه بعد، لكن المسؤولين يتوقعون أن تكون الوحدة النشطة المجهزة بمروحيات “سي هوك”، المتمركزة في جنوب كاليفورنيا، مجهزة لنقل المياه.

وأضاف سينغ يوم الأربعاء أن الجيش مستعد لتقديم أربع وحدات إضافية من أنظمة مكافحة الحرائق الجوية المحمولة لتسليمها إلى الحرس الوطني في كاليفورنيا، ومن المرجح أن تأتي هذه الوحدات من وحدات الحرس الوطني الأخرى في جميع أنحاء البلاد.