إلغاء تعديل جاكسون-فانيك: هل تكون آسيا الوسطى الوجهة الجديدة للاستثمارات الأمريكية؟

«خليجيون 24» القاهرة، 20 يناير 2025 –
تدرس الولايات المتحدة إلغاء تعديل جاكسون-فانيك الذي يفرض قيودًا تجارية على دول آسيا الوسطى، بما في ذلك كازاخستان وأوزبكستان. هذه الخطوة تأتي في إطار جهود واشنطن لتعزيز علاقاتها مع المنطقة دون تكبد تكاليف باهظة. يُعتبر هذا القرار محوريًا، حيث يمكن أن يعيد تشكيل المشهد الجيوسياسي في آسيا الوسطى، ويُفتح آفاقًا جديدة للتعاون الاقتصادي والتجاري.
خلفية تاريخية عن تعديل جاكسون-فانيك
تم إقرار تعديل جاكسون-فانيك في عام 1974 كجزء من قانون التجارة الأمريكية، بهدف الضغط على الاتحاد السوفيتي لتحسين أوضاع حقوق الإنسان، وخاصة فيما يتعلق بالهجرة اليهودية. بعد تفكك الاتحاد السوفيتي، ورثت دول الكومنولث المستقلة هذا التعديل، وظلت بعض الدول، بما في ذلك كازاخستان وأوزبكستان، خاضعة لقيودها التجارية.
جهود الإلغاء: لماذا الآن؟
خلال جلسات استماع في مجلس الشيوخ الأمريكي، دعا عدد من أعضاء الكونغرس، بمن فيهم السيناتور ستيف دينز وجاري بيترز، إلى إلغاء تعديل جاكسون-فانيك بالنسبة لكازاخستان وأوزبكستان. يعتبرون هذه الخطوة ضرورية لتطبيع العلاقات مع دول آسيا الوسطى، خاصة في ظل الأهمية الاستراتيجية المتزايدة للمنطقة بعد انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان.
ردود الفعل السياسية
موقف السيناتور مارك روبيو
أعرب السيناتور مارك روبيو، المرشح لمنصب وزير الخارجية في إدارة ترامب، عن شكوكه حول فعالية التعديل كأداة ضغط. وقال: “البعض يرى في التعديل وسيلة للحصول على تنازلات في مجال حقوق الإنسان أو الحد من التعاون مع روسيا، لكنني أعتبره إجراءً قديمًا وغير ذي جدوى”.
موقف السيناتور ستيف دينز
من جهته، وصف السيناتور ستيف دينز آسيا الوسطى بأنها “منطقة مُهمَلة تستحق المزيد من الاهتمام”. وأكد على أهمية تعزيز التعاون عبر مبادرة “C5+1″، والتي تجمع دول آسيا الوسطى الخمس مع الولايات المتحدة.
الآثار الاقتصادية المحتملة
على كازاخستان وأوزبكستان
يعتبر إلغاء تعديل جاكسون-فانيك خطوة مهمة لكلا البلدين. بالنسبة لكازاخستان، التي انضمت مؤخرًا إلى منظمة التجارة العالمية، يمكن أن يؤدي الإلغاء إلى جذب المزيد من الاستثمارات الأمريكية وتقليل الاعتماد على الصين وروسيا. أما أوزبكستان، فستستفيد من فتح أسواق جديدة لصادراتها، خاصة في قطاع الطاقة.
على الولايات المتحدة
بالنسبة للولايات المتحدة، يمثل الإلغاء فرصة لتعزيز نفوذها في منطقة آسيا الوسطى الغنية بالموارد الطبيعية، دون الحاجة إلى استثمارات مالية ضخمة. كما يمكن أن يساعد في تعزيز الأمن الإقليمي، خاصة في ظل التحديات الأمنية في أفغانستان.
ردود الفعل الإقليمية والدولية
موقف روسيا
من غير المتوقع أن يؤثر إلغاء التعديل بشكل كبير على علاقات كازاخستان وأوزبكستان مع روسيا، خاصة في ظل القيود المفروضة على التعاون التقني بسبب العقوبات الغربية.
موقف الصين
قد تستفيد الصين من إلغاء التعديل، حيث يمكن أن تزيد من استثماراتها التكنولوجية في المنطقة، خاصة في ظل افتقار دول آسيا الوسطى لقطاع تكنولوجي متطور.
التحديات والمخاطر
رغم المكاسب المحتملة، فإن إلغاء تعديل جاكسون-فانيك قد يواجه معارضة من بعض الأطراف داخل الولايات المتحدة، خاصة من أولئك الذين يرون في التعديل أداة للضغط في مجال حقوق الإنسان. بالإضافة إلى ذلك، قد تفرض واشنطن شروطًا سياسية على كازاخستان وأوزبكستان، مثل زيادة الضغط على روسيا في إطار العقوبات الدولية.
- للمزيد : تابع خليجيون 24 ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر