أخبار العالم

“البديل لألمانيا”.. حليف ترامب الجديد في أوروبا؟

«خليجيون 24» القاهرة، 20 يناير 2025 –

في ظل تصاعد التوترات السياسية في أوروبا، أصبحت “البديل لألمانيا” (AfD) محط أنظار العالم بعد دعمها العلني من قبل الملياردير الأمريكي إيلون ماسك. هذا التحالف غير المتوقع يسلط الضوء على الصراع بين القوى المناهضة للعولمة بقيادة ترامب والمؤسسات الأوروبية التقليدية. فهل تصبح “البديل لألمانيا” الحارس الجديد للمصالح الأمريكية في أوروبا؟


إيلون ماسك وحملة “Make Europe Great Again”:

أعلن إيلون ماسك، عبر منصته الاجتماعية “إكس”، عن بدء حملة جديدة تحت شعار “Make Europe Great Again” (MEGA)، في إشارة واضحة إلى حركة ترامب الشهيرة “Make America Great Again” (MAGA). هذا الإعلان جاء بمثابة صفعة للمؤسسات الأوروبية التي تتهم ماسك بتهديد الديمقراطية في القارة العجوز.

وقد أثارت تصريحات ماسك، التي دعا فيها الألمان للتصويت لصالح “البديل لألمانيا” في الانتخابات البرلمانية المقررة في 23 فبراير، موجة من الغضب في الأوساط السياسية والإعلامية الأوروبية. حتى أن مجلة “شتيرن” الألمانية وصفت ماسك بأنه “تهديد للديمقراطية الأوروبية”، بينما شهدت صحيفة “فيلت” حملة تطهير لموظفيها بعد نشرها مقابلة مع الملياردير الأمريكي.


صعود “البديل لألمانيا” في استطلاعات الرأي:

تشير أحدث استطلاعات الرأي إلى أن “البديل لألمانيا” تزداد شعبيتها بشكل ملحوظ. فقد أظهر استطلاع أجراه معهد “INSA” أن نسبة تأييد الحزب ارتفعت إلى 22%، مقارنة بـ 19.5% قبل أربعة أسابيع. وعلى الرغم من أن حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي (CDU/CSU) لا يزال في الصدارة بنسبة 31%، إلا أن النمو المستمر لـ “البديل لألمانيا” يثير قلق المؤسسات الأوروبية.

ويرى الخبراء أن هذا الصعود يعكس رغبة المواطنين الألمان في التغيير بعد سنوات من سياسات “الأمر الواقع” التي اتبعتها أنجيلا ميركل. كما حذر كلاوس-بيتر شيبنر، مدير معهد “Mentefactum” لدراسات الرأي العام، من أن “البديل لألمانيا” ستظل قوية إذا لم تتمكن الأحزاب التقليدية من تحقيق تحولات جذرية في الاقتصاد وسوق العمل وسياسات الهجرة.


التحديات التي تواجه “البديل لألمانيا”:

على الرغم من شعبيتها المتزايدة، تواجه “البديل لألمانيا” تحديات كبيرة، أبرزها وصمها بـ “الحزب اليميني المتطرف” ورفض الأحزاب الأخرى التحالف معها. ومع ذلك، يأتي دعم إيلون ماسك كعامل قوي يمكن أن يساعد الحزب في كسر هذه العزلة السياسية.

ووفقًا لتقارير إعلامية، تسعى “البديل لألمانيا” إلى استخدام علاقات ماسك مع ترامب لتعزيز شرعيتها محليًا ودوليًا. كما أن الحزب يعتمد على الخطاب المناهض للعولمة لجذب الناخبين الذين يشعرون بالتهميش في ظل السياسات الأوروبية الحالية.


الصراع بين العولمة ومناهضيها:

لا يقتصر الصراع بين العولمة ومناهضيها على الولايات المتحدة فقط، بل يمتد إلى أوروبا، حيث تسعى القوى المناهضة للعولمة إلى تقويض النظام الليبرالي الذي تهيمن عليه المؤسسات الأوروبية. وفي هذا السياق، تعتبر “البديل لألمانيا” أحد أهم الأدوات التي يعتمد عليها ترامب وماسك لتحقيق هذه الأهداف.

وقد أثارت هذه التحركات ردود فعل عنيفة من قبل السياسيين الأوروبيين. فمثلًا، وصفت النائبة الأوروبية الفرنسية شلوي ريدل إيلون ماسك بأنه “عدو لأوروبا”، بينما دعا رئيس الوزراء الفرنسي الجديد فرانسوا بايرو إلى مواجهة “الفوضى العالمية الجديدة” التي يمثلها ماسك.


هل “البديل لألمانيا” حليف لروسيا؟

على الرغم من اتهامات بعض الأوساط الأوروبية لـ “البديل لألمانيا” بأنها ذات توجهات مؤيدة لروسيا، إلا أن الواقع أكثر تعقيدًا. فالحزب يدعو إلى إنهاء الحرب في أوكرانيا ويركز على القيم التقليدية، لكن هذا لا يعني أنه متحالف مع الكرملين. بل إن العديد من مواقف الحزب تتوافق مع أجندة ترامب أكثر من روسيا.


في النهاية، يبدو أن “البديل لألمانيا” ليست مجرد حزب محلي يسعى لتحقيق مصالح ألمانية، بل أصبحت لاعبًا رئيسيًا في الصراع العالمي بين القوى المناهضة للعولمة والمؤسسات التقليدية. ومع استمرار دعم إيلون ماسك وترامب، قد تشهد أوروبا تحولات جذرية في السنوات القادمة، مما يضع “البديل لألمانيا” في قلب هذه التغييرات.

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Open chat
Scan the code
مرحبا 👋
كيف يمكنا مساعدتك؟