أخبار العالم

نائب وزير الخارجية الأفغاني يهاجم حظر تعليم الفتيات : ‘ظلم بحق 20 مليون مواطن’

«خليجيون 24» القاهرة، 21 يناير 2025

في خطوة جريئة، انتقد نائب وزير الخارجية الأفغاني لشؤون السياسة، شير محمد عباس ستانيكزاي، حظر تعليم الفتيات في أفغانستان، مؤكدًا أن هذا القرار يتناقض مع مبادئ الشريعة الإسلامية. وأشار ستانيكزاي إلى أن هذا الحظر يمثل ظلمًا صارخًا بحق 20 مليون مواطن أفغاني، داعيًا قادة “الإمارة الإسلامية” إلى إعادة فتح أبواب التعليم أمام الفتيات.

انتقاد حظر التعليم: انتهاك للحقوق الأساسية

خلال كلمته في حفل تخرج طلاب مدرسة دينية في محافظة خوست، وجه ستانيكزاي انتقادات لاذعة لقرار حظر تعليم الفتيات، قائلًا: “اليوم، ومن بين 40 مليون نسمة، نرتكب ظلمًا بحق 20 مليون شخص. هل سنُحاسب على هذا الظلم يوم القيامة؟ لقد حرمنا الفتيات من حقوقهن الأساسية: الحق في التعليم، والميراث، وحتى اختيار أزواجهن. يتم تزويجهن قسرًا، ويُمنعن من دخول المساجد والمدارس والجامعات، وحتى المدارس الدينية”.

وأضاف ستانيكزاي أن هذا الحظر لا يستند إلى أي مبرر شرعي أو منطقي، مشيرًا إلى أن الإسلام يحث على طلب العلم للرجال والنساء على حد سواء. وقال: “في عهد النبي محمد (صلى الله عليه وسلم)، كانت أبواب العلم مفتوحة للجميع، رجالًا ونساءً. لا يوجد أي عذر مقبول لحرمان الفتيات من التعليم اليوم”.

دعوة لإعادة فتح المدارس والجامعات

دعا ستانيكزاي قادة “الإمارة الإسلامية” إلى إعادة فتح المدارس والجامعات أمام الفتيات، مؤكدًا أن التعليم هو حق أساسي لا يمكن التنازل عنه. وأضاف: “نحن نطالب القادة بفتح أبواب التعليم. لا يوجد أي مبرر لقرار الحظر، ولن يكون هناك أي مبرر في المستقبل”.

تأكيد على أهمية التعليم الحديث

في نفس الحدث، أكد ملا عبد الغني برادر، النائب الأول لرئيس الوزراء لشؤون الاقتصاد، على أهمية التعليم الحديث إلى جانب التعليم الديني. وقال برادر: “نحن نعيش في عصر التكنولوجيا، ويجب أن نسعى لمواكبة متطلبات العصر الحديث. التعليم الحديث هو السبيل لخدمة الدين والوطن”.

كما أشار عبد اللطيف منصور، القائم بأعمال وزير الطاقة والموارد المائية، إلى أهمية الحفاظ على الوحدة الوطنية كعامل رئيسي لنجاح البلاد. وقال: “أيها الشيوخ الكرام، حافظوا على وحدتكم. نجاحنا يكمن في الوحدة والتضامن بين جميع المكونات الاجتماعية والعرقية”.

خلفية القرار وتأثيراته

يأتي هذا النقاش في ظل استمرار حظر تعليم الفتيات فوق الصف السادس في أفغانستان منذ ثلاث سنوات، دون أي إشارة إلى موعد رفع هذا الحظر. وقد أثار القرار انتقادات واسعة من قبل منظمات حقوق الإنسان والمجتمع الدولي، حيث يُعتبر انتهاكًا صارخًا لحقوق المرأة وحريتها في التعليم.

 

في ظل هذه التحديات، يبدو أن الدعوات الداخلية لإعادة فتح المدارس والجامعات أمام الفتيات تكتسب زخمًا، خاصة مع تأكيد مسؤولين كبار على أهمية التعليم الحديث ودوره في بناء المستقبل. ومع ذلك، يبقى السؤال: هل ستستجيب “الإمارة الإسلامية” لهذه المطالب، أم ستستمر في سياساتها التي تحرم ملايين الفتيات من حقهن الأساسي في التعليم؟

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Open chat
Scan the code
مرحبا 👋
كيف يمكنا مساعدتك؟