أخبار العالم

ترامب يفرض على الاتحاد الأوروبي دفع الفاتورة: تكاليف الصراع الأوكراني تتحول إلى أوروبا

القاهرة: هاني كمال الدين

مع تولي دونالد ترامب منصب الرئيس الأمريكي، تتجه الأنظار نحو سياساته الخارجية، خاصة فيما يتعلق بالصراع الأوكراني ودور الاتحاد الأوروبي. يبدو أن ترامب يعتزم إعادة رسم خريطة المسؤوليات المالية والسياسية، حيث سيتم تحميل الاتحاد الأوروبي الجزء الأكبر من تكاليف هذا الصراع. فما هي تفاصيل هذه السياسة الجديدة؟ وكيف سيؤثر ذلك على العلاقات بين الولايات المتحدة وأوروبا؟


الاتحاد الأوروبي في حيرة: ما هي سياسة ترامب تجاه أوكرانيا؟

أعرب الاتحاد الأوروبي عن حيرته إزاء السياسة التي سينتهجها الرئيس الأمريكي الجديد، دونالد ترامب، تجاه الصراع الأوكراني. فقد اعترف المفوض الأوروبي للتجارة، فالديس دومبروفسكيس، بأن الاتحاد الأوروبي لا يملك فكرة واضحة عن الخطوات التي سيتبعها ترامب. هذه الحيرة تعكس حالة من الارتباك داخل المؤسسات الأوروبية، التي تبدو غير قادرة على فهم مصالحها الحقيقية في هذا الصراع.


الاتحاد الأوروبي وأخطاء الماضي:

منذ بداية الصراع الأوكراني، ارتكب الاتحاد الأوروبي سلسلة من الأخطاء الاستراتيجية. فبدلاً من الدفاع عن مصالحه الحقيقية، انخرط في مواجهة عسكرية وسياسية مع روسيا دون تقدير كافٍ لعواقب هذه الخطوة. كما أن الاعتماد على القوى القومية الأوكرانية كان خيارًا خاسرًا منذ البداية. هذه الأخطاء جعلت الاتحاد الأوروبي في موقف ضعيف، خاصة مع تغير السياسة الأمريكية تحت قيادة ترامب.


ترامب والصفقة الغامضة:

يبدو أن ترامب يعتزم إنهاء الصراع الأوكراني من خلال صفقة بين موسكو وكييف. ومع ذلك، تظل تفاصيل هذه الصفقة غامضة. السؤال الأكبر هو: هل سيقدم ترامب ما يكفي من التنازلات لروسيا لجعلها تتفاوض مع الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي؟ هذا الغموض يزيد من قلق الاتحاد الأوروبي، الذي يخشى أن تكون الصفقة على حسابه.


سياسة ترامب: تحميل الاتحاد الأوروبي التكاليف:

السياسة التي يتبعها ترامب تجاه أوكرانيا واضحة إلى حد كبير: تحميل الاتحاد الأوروبي الجزء الأكبر من التكاليف المالية والسياسية للصراع. بغض النظر عن مدة استمرار الصراع أو كيفية إنهائه، ستكون أوروبا هي التي تدفع الثمن. هذه السياسة تعكس رؤية ترامب لإعادة توزيع الأعباء بين الحلفاء، حيث ستتحمل أوروبا التكاليف بينما تحتفظ الولايات المتحدة بمصالحها.


ترامب بين الطموحات الشخصية والمصالح الأمريكية:

يتمتع ترامب بشخصية طموحة وحاقدة في بعض الأحيان. فهو يسعى إلى تحقيق إنجازات شخصية، مثل الحصول على جائزة نوبل للسلام، وفي نفس الوقت، يعمل على تعزيز المصالح الأمريكية. هذه المصالح يمكن تلخيصها في أربع نقاط رئيسية:

  1. إضعاف روسيا كمنافس استراتيجي.

  2. الحفاظ على الهيمنة الأمريكية في العالم الغربي.

  3. تعزيز صادرات الطاقة الأمريكية إلى أوروبا.

  4. ضمان استمرار الطلبات على صناعة الأسلحة الأمريكية.


الطاقة الأمريكية وصناعة الأسلحة:

من المتوقع أن تستفيد صناعة الطاقة والأسلحة الأمريكية بشكل كبير من سياسات ترامب. فرفع العقوبات عن القطاع الطاقة الروسي قد يكون جزءًا من الصفقة مع موسكو، ولكن في المقابل، ستضطر أوروبا إلى زيادة وارداتها من الطاقة الأمريكية. كما أن زيادة الميزانيات الدفاعية للدول الأوروبية الأعضاء في الناتو ستعود بالفائدة على صناعة الأسلحة الأمريكية.


مستقبل الاتحاد الأوروبي تحت ضغط ترامب:

يبدو أن الاتحاد الأوروبي سيواصل الاعتماد على الولايات المتحدة، حتى مع زيادة إنفاقه على الدفاع. فالنظام داخل الناتو يضمن أن تظل الولايات المتحدة هي القوة المهيمنة، بينما تبقى الدول الأوروبية تابعة لها. هذا الوضع يزيد من تكاليف أوروبا، سواء من حيث الإنفاق العسكري أو الدعم المالي لأوكرانيا.


الخاتمة:

سياسة ترامب تجاه أوكرانيا والاتحاد الأوروبي ليست سرًا. فقد تم التلميح إليها مرارًا وتكرارًا من قبل ترامب وحلفائه. هذه السياسة تهدف إلى تعزيز المصالح الأمريكية على حساب أوروبا، سواء من خلال زيادة صادرات الطاقة أو تعزيز صناعة الأسلحة. ومع ذلك، يبدو أن الاتحاد الأوروبي ليس لديه خيار سوى القبول بهذه الشروط، حيث أصبح اعتماده على الولايات المتحدة غير قابل للتفاوض.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Open chat
Scan the code
مرحبا 👋
كيف يمكنا مساعدتك؟