غوتيريش: التعددية تتعرض لهجوم غير مسبوق والصراعات تتفاقم عالميا

غوتيريش: التعددية تتعرض لهجوم غير مسبوق والصراعات تتفاقم عالميا
جاء هذا في كلمته في جامعة لوفن في بلجيكا حيث منحت جامعتا لوفن ولوفين الكاثوليكيتان شهادة الدكتوراة الفخرية للأمم المتحدة، وذلك في الذكرى الـ 600 لتأسيس جامعة لوفن.
وشدد الأمين العام على أهمية التجديد الذي يعد “القوة الدافعة لميثاق المستقبل”، مضيفا أن “التعددية ينبغي أن تكون هي محرك هذا التجديد”.
وعدَّد أربعة مجالات يمكن من خلالها التغلب على تهديدات اليوم من خلال الوقوف صفا واحدا وصياغة حلول مشتركة، أولها: “يجب أن نجد حلولا مشتركة للسلام في عالمنا المجزأ”، مضيفا أن “السلام شحيح في جميع أنحاء العالم”.
وضرب أمثلة بعدد من الصراعات بما فيها غزة، حيث قال إنه منذ الهجمات الإرهابية المروعة التي شنتها حماس في 7 تشرين الأول/أكتوبر، أطلقت العمليات العسكرية الإسرائيلية التي تلت ذلك العنان لمستوٍ غير مسبوق من الموت والدمار.
وأضاف أنه يشعر بالغضب إزاء الهجمات الإسرائيلية على غزة هذا الأسبوع، والتي أودت بحياة المئات.
وجدد التعبير عن الحزن العميق والصدمة البالغة عندما علم بمقتل أحد موظفي الأمم المتحدة وإصابة خمسة آخرين عندما تعرضت دارا ضيافة تابعتان للأمم المتحدة في دير البلح للقصف، مضيفا أنه من المروع أن يُقتل خمسة آخرون من موظفي وكالة الأونروا هذا الأسبوع، ليصل عدد القتلى من موظفي الأمم المتحدة إلى 284.
وقال غوتيريش: “أتاح وقف إطلاق النار أخيرا قدرا من الارتياح لتخفيف المعاناة المروعة للفلسطينيين في غزة، والارتياح للعائلات الإسرائيلية التي رحبت أخيرا بالرهائن العائدين إلى ديارهم بعد أكثر من عام من المعاناة واليأس. لقد تحطم كل ذلك الآن. التصعيد ليس هو الحل. لا يوجد حل عسكري لهذا الصراع”.
ودعا بشدة إلى استعادة وقف إطلاق النار، وإعادة إدخال المساعدات الإنسانية دون عوائق، وإطلاق سراح الرهائن المتبقين فورا ودون قيد أو شرط.
وقال إنه “بالإضافة إلى إنهاء هذه الحرب الرهيبة، يتعين علينا إرساء أسس السلام الدائم من خلال خطوات فورية لا رجعة فيها نحو حل الدولتين حيث تعيش إسرائيل وفلسطين جنبا إلى جنب في سلام وأمن، بما يتماشى مع القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، والقدس عاصمة لكلا الدولتين”.
حلول مشتركة
وتحدث أمين عام الأمم المتحدة عن الصراع في السودان، قائلا: “يجتاح البلاد سفك الدماء والنزوح والمجاعة”.
وشدد على أنه يتعين على الأطراف المتحاربة اتخاذ إجراءات فورية لحماية المدنيين، ودعم حقوق الإنسان، ووقف الأعمال العدائية، وإحلال السلام، وأنه يجب السماح لآليات رصد حقوق الإنسان والتحقيق المحلية والدولية بتوثيق ما يحدث على أرض الواقع.
وأشار إلى أن “المُثل الأوروبية تعد تذكيرا قويا بمسؤوليتنا المشتركة تجاه أكثر شعوب العالم ضعفا، ودليلا على أن الانعزالية وهم، وليست حلا أبدا”.
وأوضح غوتيريش أنه يمكن التغلب على التهديدات التي تواجه التعددية من خلال إيجاد حلول مشتركة للحد من أوجه عدم المساواة وضمان العدالة المالية للجميع.
وأشار إلى ما تضمنه مـيثاق المستقبل من دعوة لتحفيز اقتصادي شامل لمساعدة الدول على الاستثمار في أهداف التنمية المستدامة.
أما ثالث المجالات التي دعا للتركيز عليها فهو تعزيز التعددية في المستقبل من خلال إيجاد حلول مشتركة للعمل المناخي قبل فوات الأوان، مشددا على أن “التضامن المناخي التزام أخلاقي، ومسألة بقاء لنا جميعا”.
وقال غوتيريش: “رابعا وأخيرا، يمكننا التغلب على التهديدات التي تواجه التعددية من خلال ضمان دعم التكنولوجيا لحقوق الإنسان وكرامته للجميع”.
وأكد أنه يتعين على البشر دائما الاحتفاظ بالسيطرة، مسترشدين بالقانون الدولي وحقوق الإنسان والمبادئ الأخلاقية، “ويجب أن تخدم التكنولوجيا البشرية، وليس العكس”.
وأشار إلى أن كل جيل يواجه لحظات حاسمة، ومع ذلك، “لم يمتلك أيٌّ من الأجيال أدواتنا ومعرفتنا ووعينا العالمي”.
وحث الحاضرين في الاحتفال على أن يكونوا في الصفوف الأمامية من أجل الكرامة الإنسانية، ورفض اللامبالاة واختيار الأمل، ومواجهة الظلم، والدفاع عن الحقيقة.
وأثناء قبوله الدكتوراة الفخرية قال الأمين العام: “يشرفني أن أقبلها نيابة عن الأمم المتحدة، مُتذكرا نساء ورجالا من الأمم المتحدة في جميع أنحاء العالم. ستجدونهم يعملون في كل مكان وعلى مدار الساعة”.
للمزيد : تابع خليجيون 24 ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر
مصدر المعلومات والصور : un