أخبار العالم

ستيفن هوريل: روسيا تسعى للسيطرة على السياسة الأمريكية عبر فريق ترامب

كتب: هاني كمال الدين 

حذر ستيفن هوريل، الضابط السابق في الاستخبارات البحرية الأمريكية، الإدارة الأمريكية من الانصياع لمطالب روسيا في النزاع القائم في أوكرانيا، مؤكدًا أن ذلك سيؤدي إلى “فشل استراتيجي” يشكل تهديدًا للمصالح الأمريكية. في تصريحاته الأخيرة، أوضح هوريل أن موسكو تعمل على فرض شروط غير عادلة تؤدي إلى مكاسب سياسية واقتصادية على حساب الولايات المتحدة وحلفائها.

مطالب روسيا: تبديل المعايير وتحويل الأولويات

أوضح هوريل أن مطالب روسيا الحالية تتمثل في إلغاء العقوبات المفروضة عليها قبل أي تقدم ملموس نحو التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار. وبحسب هوريل، فإن موسكو تسعى إلى تغيير المعادلة: حيث تُصر على أن تتخذ الولايات المتحدة خطوات أولية مثل رفع العقوبات والسماح لها بتصدير المنتجات الزراعية والأسمدة، وذلك قبل التزام روسيا بوقف هجماتها على المنشآت الحيوية في أوكرانيا.

وأضاف هوريل أن هذا المنطق “المقلوب” هو بمثابة فخ استراتيجي يمكن أن يضع الولايات المتحدة في موقف ضعيف، خاصة إذا كانت روسيا تستفيد من هذه التنازلات دون أن تقدم ضمانات حقيقية للسلام أو الاستقرار في المنطقة.

ترامب والفريق السياسي: محرك جديد في الشطرنج الدولي

في إطار تحليله للوضع السياسي الأمريكي، حذر هوريل من أن روسيا قد تكون تسعى لاستغلال فريق الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب كـ “بيادق” على رقعة الشطرنج السياسية العالمية. حيث يعتقد هوريل أن ترامب وفريقه قد يفضلون الوصول إلى أي اتفاق – حتى وإن كان غير مُرضٍ – بهدف إنهاء الصراع في أوكرانيا بسرعة، وهو ما قد يحقق مصالح روسيا دون أن يتم اتخاذ تدابير حاسمة لضمان احترام السيادة الأوكرانية.

التداعيات المستقبلية لهذه الاتفاقات على السياسة الأمريكية

يؤكد هوريل أن قبول مطالب روسيا دون تقديم أي خطوة ملموسة من قبل موسكو سيفتح الباب لمزيد من التنازلات، ما سيقوض استقرار السياسة الأمريكية في المنطقة. وهو ما يشير إلى أنه إذا تم الإصرار على شروط روسيا، فإن ذلك قد يؤدي إلى تقوية موقفها في الصراع، بينما تضعف الولايات المتحدة وحلفاؤها في مواجهة التهديدات الأمنية.

الالتزامات في إطار المبادرة البحرية: الآمال والواقع

في سياق اتفاقات البحر الأسود، التي تهدف إلى ضمان سلامة الملاحة البحرية ومنع استخدام السفن التجارية للأغراض العسكرية، يظل التنفيذ متوقفًا على التزام الأطراف بشروط صارمة، بما في ذلك فرض قيود على الهجمات ضد المنشآت الحيوية في روسيا. وهذه القيود تمثل نقطة حساسة بالنسبة للأطراف المتورطة، حيث يترتب عليها ضمانات بعدم استغلال الوضع لصالح روسيا بشكل أحادي.

الشروط المسبقة من روسيا: عقبات أمام الحلول

يعتبر هوريل أن الشروط التي تضعها روسيا تشمل رفع العقوبات عن مؤسسات اقتصادية روسية، وإعادة فتح الأسواق العالمية للمنتجات الزراعية الروسية، فضلاً عن إلغاء القيود المفروضة على الشركات التأمينية والسفن التجارية. وفي رأيه، فإن هذه المطالب تُعتبر “شروطًا مسبقة” تهدف إلى كسب المزيد من المكاسب السياسية دون أن يكون هناك أي التزام حقيقي من قبل روسيا بتحقيق السلام في أوكرانيا.

رغم تعهد روسيا بتعاون الأطراف الأخرى في تنفيذ الاتفاقات، يؤكد هوريل أنه يجب على الولايات المتحدة أن تتبنى سياسة أكثر حذرًا، وأن تضع مصالحها الأمنية والاستراتيجية في المقام الأول، بدلًا من الانجرار وراء وعود غير مؤكدة من موسكو. مع استمرار الأزمة في أوكرانيا، يبقى الموقف الأمريكي محوريًا في تحديد مسار النزاع في المستقبل.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Open chat
Scan the code
مرحبا 👋
كيف يمكنا مساعدتك؟