أخبار العالم

مسؤولة أممية تدعو إلى إعفاء الدول النامية من التعريفات الجمركية الأمريكية الجديدة

مسؤولة أممية تدعو إلى إعفاء الدول النامية من التعريفات الجمركية الأمريكية الجديدة     

جاء ذلك في حوار أجرته أخبار الأمم المتحدة مع السيدة غرينسبان في ظل القلق المتزايد لدى الأمم المتحدة بشأن تأثير حالة عدم اليقين الحالية على الاقتصادات النامية الأكثر ضعفا.

والتعريفات هي ضريبة على الواردات القادمة إلى بلد ما، وتُفرض عادة على المُصدرين كنسبة مئوية من القيمة وهي تكلفة إضافية يتم نقلها في أغلب الأحيان إلى المستهلك.

وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، قد ذكر في تصريحات صحفية أن “الحروب التجارية سلبية للغاية، ولا أحد يفوز فيها”، محذرا من أن تأثير ذلك على الدول الضعيفة قد يكون “مدمرا”.

دعت رئيسة الأونكتاد الولايات المتحدة إلى إعادة النظر في استراتيجيتها، مشيرةً إلى أن الدول الـ 44 الأقل نموا في العالم تساهم بأقل من 2% من العجز التجاري الأمريكي، وأن زيادة التعريفات ستزيد من تفاقم أزمتها الحالية في الديون.

وتحدثت عن السبل التي تدعم بها الأونكتاد الدول النامية، داعية إلى تعزيز العلاقات التجارية الإقليمية، التي يمكن أن تقوي موقفها في المفاوضات التجارية الدولية.

فيما يلي نص الحوار مع ريبيكا غرينسبان الأمينة العامة لمؤتمر الأمم المتحدة المعني بالتجارة والتنمية (الأونكتاد).

أخبار الأمم المتحدة: أكبر اقتصادين في العالم، الولايات المتحدة والصين، منخرطان في عملية فرض أو التهديد بفرض تعريفات تجارية ضخمة ضد بعضهما البعض. ما مدى القلق الذي ينبغي أن نشعر به جميعا؟

ريبيكا غرينسبان: عندما يفرض الاقتصادان العالميان الرئيسيان تعريفات جمركية، سيؤثر ذلك على الجميع، وليس فقط الاقتصادات المنخرطة في الحرب الجمركية. إننا بالفعل في واقع جديد من النمو المنخفض والديون المرتفعة، ونحن قلقون من أن الاقتصاد العالمي سيتباطأ.

نركز الانتباه على ما يمكن أن يحدث للدول الأضعف، مثل الدول الأقل نموا، والدول الجزرية النامية الصغيرة. ما يحدث لهذه الدول هو ما يثير قلقنا حقا.

أخبار الأمم المتحدة: يقول بعض الخبراء إن هذا قد يمثل نهاية للنظام المالي الدولي الذي أعقب الحرب العالمية. هل هذه المخاوف مبررة؟

ريبيكا غرينسبان: لا نزال لا نعرف أين سينتهي بنا الأمر. أحد الأمور التي نقوم بها هو محاولة إعطاء الجمهور صورة حقيقية عما يحدث فعليا، وعما يزال مجرد حديث.

أهم نقطة هي مشكلة عدم اليقين. إذا عرفنا الموقف النهائي، سنتكيف وستكون لدينا استراتيجيات وسنرى كيف يمكننا التعايش مع القرارات المُتخذة. ولكن إذا طالت فترة عدم اليقين، حيث تتغير الأمور طوال الوقت، فهذا ضار لأننا لا نعرف ماذا نفعل.

الاستثمار مشلول لأن المديرين التنفيذيين يقررون الانتظار والترقب، مما يعني أن الاستثمار لن يعود بالمستوى الذي يحتاجه العالم.

دعوتنا الأولى هي اتخاذ قرارات عقلانية حتى نتمكن من التخطيط ووضع استراتيجيات والتكيف مع التغيير، لكننا لا نعرف ما الذي سيشمله هذا التغيير.

أخبار الأمم المتحدة: تحدثت عن إعفاء الدول الفقيرة من زيادات التعريفات التي فرضتها الإدارة الأمريكية. هل تُسمع مخاوفك؟

ريبيكا غرينسبان: لم أرَ أي شخص يقوم بالتحليل الذي قمنا به، نظرا لأن هذه الدول لا تساهم فعليا في العجز التجاري الأمريكي. معظم الصادرات التي ترسلها هذه الدول إلى الولايات المتحدة هي سلع أساسية، والعديد منها مستثنى من التعريفات بموجب القواعد الجديدة.

هذه السلع الأساسية لا تنافس الولايات المتحدة، بل تُساعد في عمليات الإنتاج. النقطة التي أود توضيحها هي أن هناك عددا من الدول التي لا تساهم فعليا في العجز، ولا تُعتبر مهمة من حيث الإيرادات (التي يمكن للولايات المتحدة جمعها من التعريفات) وليست تهديدا للأمن القومي للولايات المتحدة.

لذا، ربما يمكننا تجنب بدء اتفاقيات ثنائية جديدة ومفاوضات وتجنيبهم ألم التعريفات.

عاملات في مصنع ملابس في فيتنام

أخبار الأمم المتحدة: ما النصيحة التي يمكن تقديمها لعامل تصنيع في دولة نامية مثل فيتنام أو مدغشقر؟

ريبيكا غرينسبان: من الصعب القول، لأن بعض الدول تتلقى تعريفات أعلى من غيرها، وبالتالي لا يمكن معرفة التأثير التنافسي.

مدغشقر مثال جيد لما نتحدث عنه، لأن التصدير الرئيسي للبلاد إلى الولايات المتحدة هو الفانيليا. ومساهمتها في العجز التجاري الأمريكي صغيرة جدا، لذا لا معنى لمعاقبة دولة مثل هذه.

أخبار الأمم المتحدة: ما الدور الذي تلعبه الأونكتاد في دعم الدول النامية؟

ريبيكا غرينسبان: نحن نحلل التجارة والاستثمار والتمويل والتكنولوجيا من منظور التنمية، مما يعني أننا نساعد الدول على الاستفادة من فرص التجارة.

نحن غير مشاركين في المفاوضات التجارية – التي تُجرى في منظمة التجارة العالمية – ولكننا نساعد الدول النامية في الحصول على صفقة أفضل في التجارة وتحسين أداء اقتصاداتها عالميا.

أخبار الأمم المتحدة: دعوت إلى زيادة التجارة بين الدول النامية داخل الكتل الإقليمية حيث يمكن أن يكون لها تأثير أكبر في المفاوضات مع الدول الأغنى. هل يمكن أن يكون ذلك مفيدا في مثل الوضع الحالي؟

ريبيكا غرينسبان: لدى أفريقيا فرصة كبيرة مع منطقة التجارة الحرة الأفريقية. وفقا لأرقامنا، يمكن أن تضيف هذه الفرصة حوالي 3 تريليونات دولار إلى الاقتصاد الأفريقي. إنها فرصة ضخمة، وإذا استطاعوا تسريع الوتيرة، يمكنهم الاستفادة من سوق أكبر واقتصادات أكبر.

تحتاج الدول الأفريقية إلى تنويع اقتصاداتها لأنها لن تتمكن من توفير الخدمات والدخل الذي يستحقه سكانها إذا استمرت في الاعتماد على السلع الأساسية (مثل تصدير المواد الخام).

هناك أيضا تعميق للعلاقات التجارية في جنوب شرق آسيا مع رابطة أمم جنوب شرق آسيا (آسيان)، وفي أجزاء من أمريكا اللاتينية. يمكن أن تكون هذه الشراكات مهمة جدا، لا سيما في هذا الوقت بالذات.

للمزيد : تابع خليجيون 24 ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر

مصدر المعلومات والصور : un


اكتشاف المزيد من خليجيون 24

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Open chat
Scan the code
مرحبا...
كيف يمكنا مساعدتك؟