أفغانستان وكازاخستان تتفقان على خارطة طريق لزيادة التجارة إلى 3 مليارات دولار
القاهرة: هاني كمال الدين
في خطوة جديدة تعكس تطور العلاقات الاقتصادية بين أفغانستان وكازاخستان، استقبل نائب رئيس الوزراء الأفغاني للشؤون الاقتصادية، الملا عبد الغني برادر، وفدًا رفيع المستوى من كازاخستان برئاسة نائب رئيس الوزراء سيرك جومانغرين، وذلك لبحث آفاق التعاون المشترك وسبل تطوير العلاقات في مختلف القطاعات الحيوية.
وخلال الاجتماع، الذي جرى في العاصمة كابول، استعرض الجانبان أوجه الشراكة القائمة، وبحثا سبل توسيع التعاون في مجالات الاقتصاد، والتجارة، والاستثمار، والبنية التحتية، وفق ما نقلته وكالة أنباء “باختر” عن المكتب الإعلامي لنائب رئيس الوزراء الأفغاني.
وأكد برادر أن العلاقات بين أفغانستان وكازاخستان تتسم بروابط تاريخية وثقافية قوية، ساهمت في تعزيز العلاقات التجارية وتوسيع الفرص الاستثمارية بين البلدين، مشيرًا إلى أن العلاقات الاقتصادية بين الطرفين شهدت تطورًا ملحوظًا منذ تولي “الإمارة الإسلامية” زمام الحكم، وتزداد متانة يومًا بعد يوم.
وكشف المسؤول الأفغاني عن توقيع مشروع خارطة طريق لرفع حجم التبادل التجاري بين كابول وأستانا إلى ثلاثة مليارات دولار، مشددًا على أن تنفيذ هذه الخارطة سيؤدي إلى تحولات إيجابية في قطاعات عدة، منها التجارة والزراعة والتعدين والنقل والسكك الحديدية والصناعة، فضلًا عن زيادة الاستثمارات في المجالات المرتبطة بها.
وأضاف برادر أن الحكومة الأفغانية ترحب بالاستثمارات الكازاخية في قطاع التعدين، ومستعدة لتوقيع اتفاقيات في مجالات حفظ المنتجات الزراعية، والحجر الصحي، وتربية المواشي.
كما شدد على أهمية بناء علاقات مصرفية فاعلة بين البلدين، والتعاون في مجالات استكشاف وتطوير حقول النفط في أفغانستان، معلنًا بدء العمل على إنشاء شركة تشغيلية من شأنها تسهيل حركة الاستيراد والتصدير عبر شبكة السكك الحديدية، التي ستربط قريبًا أفغانستان بكازاخستان بشكل مباشر.
وفي إطار تعزيز التكامل الإقليمي، أوضح نائب رئيس الوزراء أن أفغانستان سلمت رسميًا إلى الجانب الكازاخي مشروع اتفاق بشأن إنشاء مركز رباعي مشترك يضم كلًا من أفغانستان، وإيران، وكازاخستان، وتركمانستان، يهدف إلى تعزيز التعاون الصناعي والتجاري والنقل بين الدول الأربع.
ولم تغب قضايا الربط الجوي عن طاولة النقاش، حيث دعا برادر إلى افتتاح رحلات جوية مباشرة بين كابول وأستانا، وتسهيل إصدار التأشيرات لرجال الأعمال الأفغان، بالإضافة إلى دعم مشاركة أفغانستان في المنتدى الاقتصادي الإقليمي الجاري إنشاؤه بالتعاون مع دول الجوار.
من جانبه، أكد نائب رئيس الوزراء الكازاخي سيرك جومانغرين دعم بلاده لاستقرار وازدهار أفغانستان، مشيرًا إلى أن كازاخستان تلاحظ تقدمًا ملموسًا في مختلف المجالات داخل أفغانستان، وهو ما انعكس إيجابيًا على حجم التبادل التجاري وتعزيز العلاقات الثنائية.
وفي بادرة تعكس جدية كازاخستان في التعاون، أعلن جومانغرين عن تخصيص 500 مليون دولار لتمويل المرحلة الأولى من مشروع سكة حديد “تورغوندي – هرات – سبين بولدك”، إلى جانب إنشاء شركة لوجستية ونقل في ولاية هرات لتسهيل تنفيذ المشروع.
وأضاف أن كازاخستان تعمل أيضًا على مد خط إنترنت إلى أفغانستان بتكلفة منخفضة، ضمن مشروع طموح لتوسيع البنية التحتية الرقمية في المنطقة.
وفيما يخص مجالات الاستثمار، أوضح جومانغرين أن وفودًا فنية كازاخية وصلت بالفعل إلى كابول لاستكشاف فرص الاستثمار في مجالات التعدين والنفط والغاز، مؤكدًا اهتمام المستثمرين الكازاخيين بتوسيع أعمالهم في هذه القطاعات الحيوية.
كما أشار إلى أن بلاده شرعت في إصدار تأشيرات لرجال الأعمال الأفغان، وافتتحت خطوط طيران مباشرة، وفعّلت التعاون المصرفي، ووسعت حجم التبادل التجاري، فضلًا عن إبداء الاستعداد لتعزيز التعاون في مجالي الصحة والتعليم.
وفي ختام اللقاء، أعرب الملا برادر عن ترحيب “الإمارة الإسلامية” بالاستثمارات الكازاخية، مؤكدًا التزام كابول الكامل بتوفير بيئة مناسبة للتعاون الثنائي في مختلف المجالات، ومشيدًا بالخطوات التي اتخذتها كازاخستان لدعم مشاريع التنمية في أفغانستان.
للمزيد : تابع خليجيون 24 ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر
