خبراء يطالبون بتسخير الذكاء الاصطناعي لخدمة المجتمعات العربية مع الحفاظ على الهوية

خبراء يطالبون بتسخير الذكاء الاصطناعي لخدمة المجتمعات العربية مع الحفاظ على الهوية
دبي في 23 أبريل/وام/ ناقش نخبة من القيادات والخبراء، على هامش فعاليات أسبوع دبي للذكاء في مجالات التقنية والإعلام من العالم العربي، تسخير الذكاء الاصطناعي لخدمة المجتمعات العربية مع الحفاظ على الهوية الثقافية واللغوية، مشددين على ضرورة العمل الجماعي لوضع استراتيجيات موحدة تضمن التوظيف العادل والفعال لهذه التقنيات، وتواكب التطورات المتسارعة في العالم الرقمي.
وأكد محمد أمين الرئيس الأول في أوروبا الوسطى والشرقية والشرق الأوسط وأفريقيا في شركة “DEII”، على أهمية حماية الملكية الفكرية والهوية الثقافية في عصر الذكاء الاصطناعي، مضيفا أن التطورات المتسارعة في مجال الذكاء الاصطناعي، تفرض تحديات حقيقية تتعلق بحماية الملكية الفكرية وسلامة المعلومات.
وقال في تصريح لوكالة أنباء الإمارات “وام”، على هامش فعاليات أسبوع دبي للذكاء الاصطناعي،” إن التعامل مع تقنيات تنشئ محتوى جديدا بناء على بيانات تُقدم لها دون مراعاة كافية للحقوق الفكرية أو نسب الأفكار لأصحابها، ما يشكل خطرا، خاصة في ظل انتشار أدوات مثل ChatGPT وغيرها من المنصات المنافسة”.
وحذر من أن الذكاء الاصطناعي قد يقدم إجابات غير دقيقة لكنها تبدو صحيحة، مما قد يضلل المستخدمين وخصوصا الشباب الذين قد لا يمتلكون الخلفية المعرفية الكافية للتحقق من المعلومات.
وشدد على أهمية إدخال المحتوى العربي والإسلامي إلى هذه الأنظمة، وأن نكون مساهمين لا مجرد مستخدمين، وعلينا أن نغرس هويتنا الثقافية والدينية في الذكاء الاصطناعي لضمان تمثيلنا العادل فيه.
ونوه بالدور الريادي لدولة الإمارات في هذا المجال التي تعتبر الدولة الأنشط في المنطقة في تطوير أطر تنظيمية توازن بين الابتكار وحماية القيم رغم غياب تشريعات دولية واضحة حتى الآن.
وقال أحمد الزرعوني خبير الذكاء الاصطناعي في دولة الإمارات، إن الإمارات تمضي بخطى واثقة في استباق المستقبل بفضل رؤيتها الطموحة وتفوقها المستمر في مختلف المجالات التقنية، إذ أثبتت أنها في صدارة الدول التي وظفت الذكاء الاصطناعي التوليدي في الخدمات الحكومية بشكل فعلي وواقعي ومجرب ولم يعد الأمر مجرد شعارات بل تجربة ملموسة تبدأ من تطبيقات الهواتف الذكية مرورا بالمواقع الحكومية وصولًا إلى استخدامات الذكاء الاصطناعي في تقديم الخدمات اليومية للمواطنين والمقيمين.
وأشار إلى أن العديد من الوزارات والجهات الحكومية مثل وزارة الموارد البشرية والتوطين وزارة الصحة ووقاية المجتمع ووزارة التربية والتعليم، أظهرت أداء متقدما في دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي، ضمن منظوماتها، ما أسهم في تبسيط الإجراءات وتقديم خدمات أكثر تكاملًا وكفاءة.
وأضاف أن الذكاء الاصطناعي التوليدي، بات أداة تمكينية تفتح آفاقا جديدة للشباب الإماراتي والعربي، ليثبت حضوره محليا وعالميا، حيث يمكن لأي فرد اليوم إنشاء محتوى بصري أو إعلامي متكامل من النصوص إلى الصور والفيديو دون الحاجة إلى مهارات تقنية متخصصة مما يخلق وظائف وفرص عمل جديدة غير مسبوقة، مؤكدا على أهمية مواكبة هذا التحول واستثماره في تطوير الكفاءات البشرية نحو آفاق مستقبلية غير محدودة، لافتا إلى أن دولة الإمارات لا تكتفي بمتابعة التقدم بل تصنعه وتنافس نفسها لتكون دائمًا في المقدمة مستفيدة من رؤيتها الاستباقية وقدرتها على التكيّف السريع مع متغيرات العصر الرقمي.
وأكدت خلود العميان الرئيس التنفيذي ورئيس التحرير في “فوربس الشرق الأوسط”، أن المجلة من أوائل المؤسسات الإعلامية التي بادرت باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي، بهدف تسريع وتطوير العمل الصحفي دون المساس بجوهر المحتوى العربي الأصيل.
وأشارت إلى أن “فوربس الشرق الأوسط”، تسعى لصناعة محتوى يحمل هوية عربية واضحة عبر تسخير أحدث أدوات الذكاء الاصطناعي لسد الفجوة التقنية في التعامل مع اللغة العربية التي طالما كانت مهمشة في أنظمة الذكاء الاصطناعي التقليدية.
وأضافت أن المجلة تؤمن بضرورة الحفاظ على اللمسة الإنسانية في جميع مراحل الإنتاج الإعلامي،والتعاون بين المؤسسات الإعلامية لتطوير أدوات تدعم الصوت والصورة واللغة العربية بأصالة وتمّيز بما يضمن حضورا عربيا مؤثرا في المشهد الإعلامي العالمي.
وقالت لبنى فواز، رئيسة التحرير في “CNBC عربية”، إن الديمقراطية التكنولوجية، يضمن وصول أدوات الذكاء الاصطناعي إلى دول العالم وخاصة العربي بشكل عادل وبنفس الكفاءة المتاحة في الدول المتقدمة، وضرورة إدخال بيانات عربية موثوقة ومدققة في أنظمة الذكاء الاصطناعي، لضمان إنتاج محتوى دقيق يعكس اللغة والثقافة العربية بعيدًا عن الشائعات في المحتوى المتداول عبر وسائل التواصل الاجتماعي، داعية إلى استراتيجية عربية موحدة لمواكبة التطورات السريعة في هذا المجال الحيوي.
للمزيد : تابع خليجيون 24 ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر
مصدر المعلومات والصور : wam