دهس ومخدرات.. تفاصيل الحكم على ابن عبد العزيز مخيون

القاهرة: هاني كمال الدين
في تطور لافت في الوسط الفني المصري، تصدّر اسم الفنان القدير عبد العزيز مخيون محركات البحث خلال الساعات الماضية بعد صدور حكم قضائي بحق نجله “صلاح الدين”، في قضية أثارت الكثير من الجدل والرأي العام، خصوصاً أنها ارتبطت بحادث مأساوي أودى بحياة شاب وأدى إلى إصابة اثنين آخرين، جراء حادث دهس وقع في مدخل قرية القناوية التابعة لمركز دمنهور على الطريق الزراعي السريع.
تفاصيل الواقعة تعود إلى ما قبل عدة أشهر، حين تسبب صلاح الدين نجل الفنان عبد العزيز مخيون في حادث مروري مروع أثناء قيادته إحدى المركبات، وتبين لاحقًا أنه كان تحت تأثير مواد مخدرة بحسب نتائج التحاليل التي أُجريت له عقب وقوع الحادث. وأسفر الحادث عن وفاة شاب عشريني على الفور، بينما نُقل مصابان آخران إلى المستشفى في حالة حرجة، ما دفع جهات التحقيق إلى التحرك فوراً وبدء إجراءات المحاكمة بعد إحالة المتهم إلى النيابة العامة.
خلال جلسات المحاكمة التي عقدتها محكمة جنايات دمنهور، قدم فريق الدفاع عن نجل الفنان عبد العزيز مخيون دفوعًا قانونية تتضمن التشكيك في سلامة الإجراءات المتبعة أثناء أخذ عينات البول والدم، معتبرين أن هناك بطلانًا شاب العملية من حيث طريقة التعامل مع المتهم في موقع الحادث وظروف التحاليل. كما سعى فريق الدفاع إلى استغلال ما اعتبروه “خللاً إجرائيًا” لصالح تخفيف العقوبة، إلا أن المحكمة كانت واضحة في موقفها، خاصة بعد الاطلاع على حيثيات القضية وتقرير الطب الشرعي الذي أكد وجود آثار لمواد مخدرة في جسد المتهم لحظة وقوع الحادث.
وفي محاولة لاحتواء الأزمة وتقليل الأثر الاجتماعي والقانوني، عقدت جلسة صلح بين الفنان عبد العزيز مخيون وأسرة الشاب المتوفى، حيث حضر مخيون شخصيًا مرتديًا الجلباب المصري التقليدي، وقدم الدية الشرعية لعائلة الضحية، كما أعرب عن حزنه الشديد لما حدث، مؤكدًا أن الحادث وقع قضاءً وقدرًا، وطلب من أهل الفقيد العفو عن نجله.
ورغم نجاح مساعي الصلح والرضا بين الطرفين، فإن المحكمة أكدت أن هذا الصلح لا يُسقط العقوبة الجنائية المفروضة بحكم القانون، وأصدرت حكمها بإدانة صلاح الدين مخيون بالسجن لمدة ستة أشهر مع الشغل، بالإضافة إلى غرامة مالية قدرها عشرة آلاف جنيه، الأمر الذي أعاد القضية إلى الواجهة وفتح باب النقاش حول مدى مسؤولية أبناء الشخصيات العامة أمام القانون، ومدى تأثير الصلح العرفي على سير العدالة في القضايا الجنائية ذات الطابع المجتمعي.
وقد أثار الحكم ردود فعل واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث انقسم المتابعون بين من تعاطف مع الفنان عبد العزيز مخيون باعتباره والدًا مفجوعًا في مصير ابنه، وبين من رأى أن تطبيق العدالة هو الحل الأمثل دون النظر إلى الاعتبارات الشخصية، خصوصاً أن الواقعة أزهقت روحًا بريئة، وكان لا بد من موقف حازم من القضاء، وهو ما تحقق بالحكم النهائي الصادر عن المحكمة المختصة.
وفي الوقت الذي فضل فيه عبد العزيز مخيون التزام الصمت بعد جلسة النطق بالحكم، اكتفى عدد من المقربين منه بالتأكيد على احترام الأسرة الكامل لقرار المحكمة، مؤكدين في الوقت ذاته أن النجم المصري يمر بحالة إنسانية صعبة للغاية، وأنه يطلب فقط من الجميع الدعاء لابنه خلال هذه المحنة.
تُعد هذه القضية من أبرز القضايا التي تشهد تفاعلاً جماهيريًا واسعًا نظرًا لارتباطها باسم فنان يحظى باحترام كبير في الساحة الفنية، وهو عبد العزيز مخيون الذي طالما قدّم أعمالاً درامية ذات بُعد وطني وإنساني، ليجد نفسه اليوم أمام تحدٍّ شخصي بالغ القسوة، لا بوصفه نجمًا معروفًا فحسب، بل بوصفه أبًا يواجه محنة تمس ابنه ومستقبله وحياة عائلة كاملة.
- للمزيد : تابع خليجيون 24 ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر