الدولار الأمريكي يتراجع.. ما الأسباب الحقيقية وراء الهبوط؟

كتبت: فاطمة إسماعيل
تشهد أسواق الصرف العالمية تراجعًا في قيمة الدولار الأمريكي، في وقت تتزايد فيه التساؤلات حول العوامل التي تدفع العملة الأقوى عالميًا إلى الهبوط أمام العملات الرئيسية. فهل هو تراجع مؤقت أم بداية لتحولات اقتصادية أوسع؟
الفيدرالي الأمريكي يضغط على العملة
السبب الأبرز يكمن في السياسات النقدية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي. فبعد سلسلة من قرارات خفض أسعار الفائدة أو الإبقاء عليها دون تغيير، بات الدولار أقل جاذبية للمستثمرين الباحثين عن عوائد مرتفعة. كما ساهمت برامج التيسير الكمي، التي ضخت مئات المليارات من الدولارات في الأسواق، في إغراق السوق بالسيولة، ما أدى بطبيعة الحال إلى انخفاض قيمة العملة.
مؤشرات اقتصادية تضعف الثقة
على الصعيد الداخلي، أظهرت البيانات الأخيرة تباطؤًا في النمو الاقتصادي، وارتفاعًا في معدلات البطالة، إلى جانب ضغوط على إنفاق المستهلكين. هذه المؤشرات أضعفت ثقة الأسواق في أداء الاقتصاد الأمريكي، مما انعكس سلبًا على الدولار.
عجز مالي وتجاري في ازدياد
ارتفاع العجز التجاري وعجز الميزانية في الولايات المتحدة زاد من الضغوط على الدولار. فكلما توسعت الفجوة بين الصادرات والواردات، أو ارتفعت ديون الحكومة، زادت المخاوف من فقدان الاستقرار المالي على المدى الطويل.
العالم يبحث عن بدائل
في ظل التوترات السياسية الدولية وتراجع الثقة في الاقتصاد الأمريكي، بدأت عدة دول كبرى، أبرزها الصين وروسيا، في التوجه نحو تخفيض اعتمادها على الدولار، والبحث عن عملات بديلة في تعاملاتها التجارية واحتياطاتها النقدية، ما ساهم في تقليص الطلب العالمي على الدولار.
بينما يبقى الدولار عملة رئيسية في الأسواق العالمية، تشير هذه التطورات إلى مرحلة من التقلب وعدم اليقين. مستقبل العملة الأمريكية بات مرهونًا بالقرارات الاقتصادية القادمة في واشنطن، ومدى قدرة الاقتصاد على استعادة زخمه خلال النصف الثاني من العام.