مال و أعمال

قفزة الودائع تعزز القطاع المصرفي السعودي

تواصل المملكة تحقيق النجاحات في قطاعها المصرفي، مؤكدة دعم القطاع في الدولة لتلبية الاحتياجات المتزايدة للمواطنين والزوار من جميع دول العالم، الذين يأتون إلى المملكة العربية السعودية بكثافة أكبر من ذي قبل، حيث ارتفع حجم وبلغ النشاط السياحي العام الماضي 100 مليون سائح. ولا يعمل القطاع المصرفي بمعزل عن القطاعات الأخرى، بل يعمل بانسجام مع القطاعات الأخرى لتحقيق اختراقات مالية تتوافق مع رؤية المملكة 2030.
قوة القطاع المصرفي السعودي
وفي هذا السياق، أظهرت البيانات قفزة في إجمالي ودائع البنوك السعودية لتصل إلى 2.54 تريليون ريال سعودي، أي ما يعادل 677 مليار دولار، في فبراير الماضي، مسجلة ارتفاعاً بنسبة 10.26% عن الشهر نفسه من العام الماضي 2023، بحسب ما أظهرته البيانات. ما نقلته صحيفة فايننشال إكسبريس العالمية.
سبب القفزة في الودائع المصرفية
وأظهر التحليل أن هذا النمو كان مدفوعاً في المقام الأول بزيادة سنوية بنسبة 26% في الودائع لأجل والمدخرات، والتي بلغت 838.53 مليار ريال سعودي.
اقرأ أيضًا: أزمات متنوعة.. الاقتصاد العالمي يتجه نحو أضعف أداء له منذ 30 عامًا
كما شهد الطلب ارتفاعا خلال تلك الفترة بنسبة 2.85% ليصل إلى 1.25 تريليون ريال. وتشكل الودائع تحت الطلب أعلى حصة بنسبة 53%، بانخفاض طفيف عن 57% قبل عام.
ويأتي هذا التحول نتيجة للأهمية المتزايدة للاحتياطيات لأجل نتيجة لارتفاع أسعار الفائدة، الأمر الذي جعل فئة الحسابات هذه أكثر جاذبية للعملاء الذين يبحثون عن عقارات تدر دخلاً أعلى.
أسعار الفائدة المرتفعة
وقد أدى ارتفاع أسعار الفائدة إلى تعزيز وضع الودائع لأجل خلال هذه الفترة، حيث كانت ترتفع تماشيا مع أسعار الفائدة التي فرضها مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي كجزء من جهوده النقدية للحد من التضخم وإعادته إلى معدله الطبيعي.
إقرأ أيضاً:
ومع ذلك، يبدو أن هذا الاتجاه التصاعدي يقترب من نهايته نظرًا لقرار بنك الاحتياطي الفيدرالي بالإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير في اجتماعه الأخير في مارس.
مرونة الاقتصاد السعودي
وفي الوقت نفسه، أظهرت المملكة العربية السعودية مرونة واستقراراً ملحوظين في إدارة التضخم. ويمكن أن يعزى هذا النجاح إلى التنفيذ المستمر للسياسات الحكومية القوية التي تهدف إلى حماية الاقتصاد.
ومع ذلك، فإن ربط عملة المملكة بالدولار الأمريكي يعني أن البنك المركزي يتابع عن كثب حركة سعر الفائدة على الأموال الفيدرالية.
قطاع الأعمال والأفراد
ومن بين الودائع لأجل، كان القطاع الذي شهد أعلى نمو هو قطاع الأعمال والأفراد الذي ارتفع بنسبة 36% خلال هذه الفترة ليصل إلى 450 مليار ريال.
وفي المقابل شهدت الجهات الحكومية ارتفاعا بنسبة 16.4% لتصل إلى 388.15 مليار ريال.
وكيف يفيد ذلك المستثمر الأجنبي؟
وبالتالي، يمكن ترجمة هذه الأرقام لصالح مشهد الاستثمار الأجنبي المباشر الذي يشهد تحولاً كبيراً.
يصف مؤشر كيرني للثقة في الاستثمار الأجنبي المباشر لعام 2024 المرونة والتفاؤل بين المستثمرين العالميين، مع التركيز على الأهمية المتزايدة للأسواق الناشئة التي تعد بالاستقرار والابتكار وإمكانات النمو.
استثمار على مستوى المملكة
وفي قلب هذا المشهد الاستثماري المتطور تقع المملكة العربية السعودية، وهي الدولة التي صعدت بشكل ملحوظ من المرتبة 24 إلى المرتبة 14 في المؤشر العالمي لثقة الاستثمار الأجنبي المباشر. وتوضح هذه القفزة التزام المملكة بإصلاح السياسات الاقتصادية وجهود التنويع بما يتجاوز تراثها الغني بالنفط وسياسة الباب المفتوح أمام رأس المال والخبرة العالمية.
تمثل رؤية المملكة العربية السعودية الطموحة 2030 مخططًا لهذه الرحلة التحويلية التي تهدف إلى جعل المملكة مركزًا ماليًا واستثماريًا عالميًا ومركزًا للابتكار والتكنولوجيا.
تفوق البنوك السعودية
من جانبها، قالت شركة سي آي كابيتال للأبحاث، إنه من المتوقع أن تشهد بنوك منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا التي تغطيها تغيراً طفيفاً في إجمالي صافي دخلها على أساس سنوي في الربع الأول من عام 2024، بما يقارب 72% من ومن المقرر لهم تحقيق نمو أعلى. في الأرباح على أساس سنوي، بحسب موقع زاوية.
من المتوقع أن تتفوق البنوك السعودية على نظيراتها في دول مجلس التعاون الخليجي من حيث الأرباح ونمو القروض في الربع الأول من عام 2024.
نمو يتجاوز 4%
وقالت المحللة سارة بطرس وآخرون: «من بين نظيراتها في دول مجلس التعاون الخليجي، نتوقع أن تحقق البنوك السعودية أعلى نمو في الأرباح على أساس سنوي بنسبة (+4.2%) بالإضافة إلى أعلى نمو في الأرباح في القروض على أساس ربع سنوي.”
احتمالية الطرح العام الأولي لبنك الرياض
وأخيرًا، يعكس الطرح العام الأولي المحتمل لبنك الرياض لوحدته المصرفية الاستثمارية، الرياض المالية، الاتجاه المتزايد للشركات في المنطقة للاستفادة من الأسواق العامة وسط شهية قوية للمستثمرين، وفقًا لموقع لندن تحب الأعمال البريطاني.
وتدل هذه الخطوة الإستراتيجية على ثقة بنك الرياض في الوضع المالي لشركة الرياض المالية وآفاق نموها ويمكن أن توفر وصولاً أكبر إلى رأس المال من أجل التوسع.
ويأتي الاكتتاب تماشياً مع الرؤية الاقتصادية للمملكة العربية السعودية لتطوير قطاعها المالي وأسواقها المالية بشكل عام.
ومع ذلك، فإن قرار المضي قدمًا في الاكتتاب العام قد يعتمد على ظروف السوق والموافقة التنظيمية.
وفي حال نجاحها، فإن هذه الخطوة يمكن أن تفتح قيمة كبيرة لبنك الرياض والمستثمرين مع المساهمة في نمو وتنويع الاقتصاد السعودي.
ويؤكد استكشاف بنك الرياض لهذا الاكتتاب العام مدى النضج والجاذبية المتزايدة للسوق المالية السعودية.

للمزيد : تابع خليجيون 24 ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Open chat
1
Scan the code
مرحبا 👋
أهلاً! كيف يمكننا مساعدتك؟