العبيدلي لـ”الوطن”: تراجع سعر البرميل خلال أيام إلى 85 دولاراً

العبيدلي لـ”الوطن”: تراجع سعر البرميل خلال أيام إلى 85 دولاراً
محمد الرشيدات
وحتى لو شوهت الحروب أهدافها فإن النتائج السلبية التي تنشأ عنها تتسلل لتؤثر على مختلف جوانب الحياة البشرية والمالية، ومن ذلك على سبيل المثال حدوث اضطراب في أسعار أهم عنصرين على الوجه من مؤشرات الأرض، عندما تكثر وترتفع أسعارها وتستقر، أن تظل دول كثيرة قوية في المعادلة الاقتصادية العالمية. هم الذهب الأصفر والأسود.
وبحسب خبراء دوليين، قبل التقلبات الدراماتيكية والعوامل الجيوسياسية التي برزت، لا سيما التطور العسكري الذي أطلقت فيه إيران، التي فتحت النار على إسرائيل، مئات الطائرات بدون طيار والصواريخ التي انطلقت من سماء طهران لتصل إلى تل أبيب. أفق فجر أمس، ارتفع خام برنت. في المتوسط 2% إلى 90.50 دولاراً للبرميل، بعدها انتظرت الأسواق بدء تعاملات مبكرة جديدة، لترجمة تداعيات الرد الإيراني وتأثيره على الأسواق بشكل عملي، حيث جاء التوقع بما وصفوه بـ ارتفاعات متواضعة في أسعار النفط، خاصة أن الرد الإيراني لم يكن له أي تأثير عسكري كبير، إلا أن تأثيرات الضربة ستأتي تباعا، مما يسبب تراجعا واضحا خلال هذا الأسبوع.
لكنهم أكدوا في الوقت نفسه أنه في حال الرد الإسرائيلي أو التصعيد واتساع نطاق الحرب الدائرة في الشرق الأوسط بتدخل أميركي أوسع، فإن الأسعار قد تتجاوز حاجز الـ 100 دولار للبرميل لاحقا.
وبالإضافة إلى فروق أسعار النفط الناتجة عن هذا التصعيد والتوسع في حجم الصراع الإقليمي، وجد سعر الدولار الأمريكي طريقه أيضاً إلى ارتفاع تاريخي، مما منحه ملاذاً آمناً على مستويات تداولاته في السوق، بعد أن اتجهت بعض الدول التي خالفت خط السياسة الأميركية إلى تعمد إزالة الدولار من معاملاتها المالية والانتقال إلى التسويات بالعملة المحلية.
وعلى صعيد أسعار الذهب في أسواق الذهب العالمية، أكد الخبراء التأثير غير المرغوب فيه للضربة الإيرانية على إسرائيل، مشيرين إلى أن سعر المعدن الأصفر العالمي شهد ارتفاعات متتالية إلى أعلى المستويات السعرية حتى الخميس الماضي، مسجلاً 2440 دولاراً للأونصة، ثم بدأ للانخفاض يوم الجمعة. وحتى وصل إلى 2340 دولارا، كانت الأسواق مسعرة بالفعل في ظل مخاوف بسبب التوترات الجيوسياسية بين إيران وإسرائيل، فاستقر الذهب عند سعر محدد 2344 دولارا للأوقية اعتبارا من أمس.
وليس ببعيد عما سبق، وعلى إثر الرد الإيراني على الهجمات الإسرائيلية، تراجعت تعاملات العملات المشفرة يومي السبت والأحد، حيث شهدت عملة البيتكوين تراجعا بنسبة 7.7%، وهو أكبر انخفاض منذ مارس 2023. وتم تداولها بنحو 63230 دولارا. كما تكبدت معظم العملات الرئيسية الأخرى، مثل إيثريوم وسولانا ودوغكوين، خسائر فادحة خلال الـ 24 ساعة الماضية.
وفي السياق نفسه، قال الخبير الاقتصادي الدكتور عمر العبيدلي لـ«الوطن» إنه بحسب التقارير الدولية الأولية قد تكون هناك تأثيرات مباشرة وكبيرة على أسعار النفط والذهب بعد الضربة الإيرانية على إسرائيل، مشيراً إلى أن سعر البرميل وصل سعر النفط إلى 90 دولارًا قبل 12 ساعة من ضربة طهران لتل أبيب، متوقعًا انخفاضًا تدريجيًا. وسيصل سعر البرميل في نهاية هذا الأسبوع إلى 85 دولارا للبرميل.
وفيما يتعلق بسعر الذهب عالميا، أوضح العبيدلي عدم استقرار الأسعار العالمية، وقد تشهد الأيام المقبلة ارتفاعا يعود من وجهة نظره إلى دلائل حالة عدم اليقين والخوف داخل طيات البيانات الاقتصادية العالمية. أن هناك فرصة لتصعيد عسكري غير متوقع، يقابله رغبة معلنة لدى جميع الأطراف في تجنب… الحرب، وعدم دفع المنطقة إلى ما هو أسوأ مما هي عليه الآن.
في بعض الأحيان، عندما تندلع معركة وتضارب مصالح وسياسات بين دولة وأخرى، مما يخلق أقوى الصراعات التي تدمر المحاصيل والنسل وفقدان التوازن في الأنماط والمنحنيات وحتى الاتجاهات، يأتي الضرر الأكبر على عاتق الدولة. طبيعة أسعار المعدن النفيس مثل الذهب، مخلفاً تراجعاً لم يكن بمقدور السوق تجنبه، وتارة أخرى يصاحبه ارتفاع في أسعاره. واللافت وغير الطبيعي أن العلاقة في ذلك إما مباشرة أو عكسية، وينطبق الأمر نفسه على المحرك الرئيسي للنشاط التجاري العالمي المتمثل في النفط، الذي ظل متوسط سعر البرميل منه يسبح في مستنقع لم يتمكن منه إلا بالكاد. لتبحر خلال السنوات القليلة الماضية بسبب تراجع الرؤية في قاع إنتاجها وطرح كمياتها في الأسواق. وهذا يسبب إرهاقًا في طريقة ارتفاع سعر البرميل، أو انخفاضًا رأسيًا في سوق أسهمه.
للمزيد : تابع خليجيون 24 ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر
مصدر المعلومات والصور : alwatannews