تحليل مبسط .. لماذا لا يستطيع أهل غزة أن يقاوموا مع فصائل المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال ؟

عبارة انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي للتشكيك وتدمير نفوس أهلنا في غزة لماذا لا يقاومون بالسلاح ضد الاحتلال مع فصائل المقاومة؟ سؤال خبيث ومدمر من أصحاب النفوس الضعيفة. ولذلك نجيب على هذا السؤال بنقلا لتحليل الكاتب أحمد. دعنا نتعرف على التفاصيل في السطور التالية على موقعكم المفضل صحيفة السعودي اليوم.
ومن أسوأ الاتهامات التي يوجهها شباب غزة الذين يحاولون نقل معاناتهم أو إشعال النيران في خيمهم التي تلتهم أجسادهم، الجملة على تويتر: “لماذا تجلس على تويتر؟” اذهب وقاتل مع المقاومة بدل الجلوس. أنت أيضا تتخلى عن الجهاد.
وصلتني هذه الجملة، وكانت مفاجئة للغاية. كنت في كل مرة أتجاهلها وأستخف بها، لكن اليوم هذه الجملة استفزتني كثيراً لأنها جاءت من فلسطيني أردني.
لماذا لا نناضل نحن شباب غزة العاديين؟
أولاً، لو أردنا أن نحصي عدد مناصري حماس والمقاومة بشكل عام في غزة، فلن أقول لا مليون ولا مليون. دعوني أقول 100 ألف، وعدد مقاومي القسام حوالي 30 ألفاً فقط، لا أكثر. لماذا؟ لثلاثة أسباب
الأول: ندرة الأسلحة. لا توجد معدات كافية يمكن استخدامها لتسليح جميع السكان أو على الأقل لتسليح أعضاء حماس. ولا توجد خطوط إمداد لتزويد المقاومة بالذخيرة، وهذا هو السبب الرئيسي وراء محاولة إسرائيل إطالة أمد الصراع. آه على أمل استنفاد ما تبقى من ذخيرة في أيدي المقاومين.
ثانياً: السرية والموثوقية. طوال 250 يوما، اعتمدت حرب غزة برمتها على سر واحد: أين القادة والأسرى؟ كان من الممكن أن تنتهي حرب غزة في الشهر الأول لو حدثت اختراقة واحدة فقط في المقاومة. وهذا يعني أنه لو كان هناك عميل واحد فقط من بين المقاومين الذين أيقظت غرائزهم المليون دولار التي عرضتها إسرائيل مقابل تحديد مكان القادة والأسرى، لما استمرت الحرب أكثر من يوم واحد، ولكانت إسرائيل منتصرة. وأسر أسراها وقتل قادتها وإخضاع المقاومة ونزع سلاحها. … وسيطرت على غزة عسكريا. وهذا يعني أن نجاح المقاومة في غزة يعتمد بالدرجة الأولى وبدرجة عالية على مصداقية وأمن وسرية وشجاعة أعضائها، وليس على العدد أو العدد. وكلما قل العدد كلما زادت إمكانية السيطرة عليهم ومنع اختراقهم. كلما زاد تسرب المعلومات والأسرار، وهذا سيقودني إلى السبب الثالث.
ثالثاً: المقاومون أنفسهم. المقاومون اليوم هم نفس الأطفال الذين كانوا أطفالاً في المساجد بالأمس. وهذا لا يعني أننا لم نكن أطفالاً في المساجد. بالعكس هم منا ونحن منهم، ولكن لكل إنسان رؤيته وحلمه الذي يعمل عليه. هؤلاء هم مقاومو اليوم. وقد زرعت عقيدة الدين ومبادئه في نفوسهم وفي نفوسهم. عندما كانوا أطفالًا صغارًا، تلقوا آلاف التدريبات العسكرية والبدنية وعشرات الدورات القتالية والرماية والصيد وغيرها من الدورات منذ سن مبكرة. بالإضافة إلى ذلك، فقد خضعوا للعديد من اختبارات الشفافية والموثوقية حتى نشأوا على ذلك وأصبحوا مقاتلين ذوي ثقة عالية، وإيمان راسخ. إنهم لا يخافون من الموت.
أذكر في معركة العساف المكحول عام 2014 واجتياح الجيش لغزة. هؤلاء المجاهدون رأوا بأم أعينهم دبابة ميركافا لأول مرة في حياتهم داخل غزة. كانوا مرعوبين وخائفين للغاية من حجمه الكبير عندما أرادوا رشقه بصواريخ RBG. لقد كانوا في النهاية بشرًا، ورأوا قطعة عسكرية بحجم منزل. . ومنذ ذلك اليوم أمرت قيادة المقاومة بصناعة مجسمات حديدية بحجم دبابة الميركافا حتى يعتاد المقاومون على رميها ولا يخافون منها. ومنذ عام 2014 وحتى طوفان الأقصى تم تصنيع عشرات الدبابات الضخمة وتدرب المقاومون عليها من خلال إطلاق عشرات الصواريخ على أماكن الضعف فيها. ما تراه اليوم هو نتاج سنوات. من العمل.
في النهاية، ما أريد قوله هو أن الآلاف من شباب غزة اليوم لديهم شغف ورغبة كبيرة في الانضمام إلى المقاومة والمشاركة في الحرب. كلنا لنا ثأر وألف انتقام من الاحتلال ونريد أن نضر وجهه، لكن الأمور فينا. ليس الأمر أنك تريد أن تصبح مقاومة. خذها كصاروخ. ياسين. خرجت المقاومة. هذا نوع من الخيال. هذا مستحيل. أولاً، لأننا لا نرى المقاومة إطلاقاً ولا نعرف أين القيادة والمسؤولون عن الألوية. ثانياً، بسبب ندرة الأسلحة وعدم توفر خطوط الإمداد. ثالثاً: المقاومة لا تقبل أي مشاركين جدد في وضع كهذا. وكان الوضع أن سر نجاح المقاومة هو إخفاء أسرارها مثل مواقع الأنفاق وأعدادها وغيرها. ومن المؤكد أنه لا يمكن لأي شخص عادي، حتى لو كان من حماس، أن يحصل على تلك الثقة التي تسمح له بالحصول على خرائط تتعلق بالأنفاق أو الدخول إلى نفق لمجرد رغبته في الانضمام إلى المقاومة. بل على العكس تماماً، فمن الممكن جداً في الظرف الحالي أن تشتبه المقاومة بهذا الشخص وتتعامل معه كأحد… .ديس وعميل يحاول اختراق أحد أجهزتها. الأمور في غزة ليست مثل أوكرانيا. المقاومة في غزة ليست جيشا حتى يكون هناك تعبئة عامة لشعبها ليتدربوا على قيادة دبابة والقتال… في حرب تقليدية. المقاومة وحدات قتالية… بكل سرية و… لا يخترق إلا جهاز واحد منها. سوف تدمره.
أما نحن فنجاهد بالصبر والثبات في وجه البلاء. نسعى جاهدين…للبقاء والتواجد على أرض الرباط وعدم الرحيل إلى مصر رغم شدة القصف والدمار والخسارة. نسعى… إلى تشكيل الحاضنة الشعبية للمقاومة في غزة. نحن نسعى جاهدين… لنقل الحقيقة للعالم. . أما أنت، والله، بعد 250 يوماً من الحرب، أنا شخصياً لا أريد منك شيئاً، ولا أطلب منك شيئاً. لا أريدك أن تقاطع. أحب كما أنت.
ومن أسوأ الاتهامات التي يطلقها شباب غزة الذين يحاولون نقل معاناتهم أو إشعال النيران في خيمهم التي تلتهم أجسادهم على تويتر، هي عبارة “لماذا تجلس على تويتر؟” اذهب وقاتل مع المقاومة بدل الجلوس. أنتم أيضاً تاركون الجهاد». وصلتني هذه الجملة، وكانت مفاجئة للغاية. وفي كل مرة تجاهلتها..
— أحمد | أحمد (@ahmedqer07) 20 يونيو 2024
للمزيد : تابع خليجيون 24 ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر