هل يحل الذكاء الاصطناعي محل موظفي الموارد البشرية قريباً ؟

يتزايد استخدام الذكاء الاصطناعي بسرعة في مجال الموارد البشرية، حيث يلعب دورًا متزايد الأهمية في جميع جوانب هذا المجال، بدءًا من التوظيف والتأهيل وحتى تقييم الأداء.

أظهرت دراسة حديثة أجرتها شركة Eightfold AI لأكثر من 250 مديرًا للموارد البشرية أن 92٪ منهم يعتزمون زيادة استخدام الذكاء الاصطناعي في مجال واحد على الأقل من أعمالهم.

سنشرح في هذا المقال كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي في مجال الموارد البشرية، وما هي التحديات المرتبطة باستخدامه في هذا المجال.

أولاً: الذكاء الاصطناعي في الموارد البشرية بين الماضي والحاضر:

ظهرت أولى أدوات الموارد البشرية المدعومة بالذكاء الاصطناعي، مثل: أنظمة تتبع المتقدمين وبرامج فحص السيرة الذاتية، في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، ومع زيادة التطور التكنولوجي؛ وتزايدت استخدامات الذكاء الاصطناعي في هذا المجال وظهرت خوارزميات أكثر تطورا في السنوات الأخيرة. وقد مكّن ذلك الأنظمة من التعلم من البيانات وتحسين قدرتها على التحليل وتقديم تنبؤات ورؤى ذكية.

وفقًا لبحث أجرته شركة IDC، فإن 80% من شركات العالم البالغ عددها 2000 شركة ستستخدم خوارزميات ذكية لتوظيف العمال وفصلهم وتدريبهم بحلول عام 2024.

أظهر استطلاع أجرته شركة Eightfold AI أن أهم 5 مجالات تستخدم فيها أقسام الموارد البشرية حاليًا تقنية الذكاء الاصطناعي هي:

• يستخدم مجال إدارة سجلات الموظفين الذكاء الاصطناعي بنسبة 78%.
• تستخدم صناعة معالجة كشوف المرتبات الذكاء الاصطناعي بمعدل 77%.
• يستخدم مجال التوظيف والتعيين الذكاء الاصطناعي بنسبة 73%.
• يستخدم مجال إدارة الأداء الذكاء الاصطناعي بنسبة 72%.
• يستخدم مجال تأهيل وتدريب الموظفين الجدد الذكاء الاصطناعي بنسبة 69%.

ثانياً: هل سيحل الذكاء الاصطناعي محل موظفي الموارد البشرية؟

هناك العديد من التساؤلات حول إمكانية استبدال موظفي الموارد البشرية بأدوات الذكاء الاصطناعي. ويناقش مقال منشور على موقع جارتنر هذا الموضوع، مشيراً إلى أن أدوات الذكاء الاصطناعي مصممة لتعزيز القدرات البشرية ويمكن أن تكون مفيدة في تسريع أداء المهام. سيتم استخدام هذه التكنولوجيا لمساعدة الموظفين بدلاً من استبدالهم بالكامل.

ومع ذلك، فإن مجال الموارد البشرية لن يكون محصناً ضد تأثيرات الذكاء الاصطناعي واعتماد الأتمتة، وليس من المستغرب أن الوظائف التي تنطوي على مهام متكررة وسهلة ستكون عرضة للأتمتة، والوظائف التي تتطلب مهارات حل المشكلات ستكون أقل عرضة للأتمتة.

ثالثاً: فوائد استخدام الذكاء الاصطناعي في مجال الموارد البشرية:

هناك العديد من الفوائد التي يوفرها الذكاء الاصطناعي في مجال الموارد البشرية، مثل:

• تحسين الكفاءة والإنتاجية.
• زيادة تنظيم العمليات، مثل: تدريب الموظفين الجدد، وإنهاء خدمات الموظفين.
• خفض التكاليف.
• أتمتة المهام المتكررة وتوفير الوقت.
• تسهيل المزيد من القرارات المستندة إلى البيانات.

رابعاً: استخدامات الذكاء الاصطناعي في الموارد البشرية:

التوظيف والتعيين:

كان التوظيف والتوظيف أحد المجالات الأولى التي تم فيها تطبيق الذكاء الاصطناعي، حيث تم دمجه في كل جزء من عملية التوظيف، على سبيل المثال: يمكن استخدام أنظمة تتبع المتقدمين القائمة على الذكاء الاصطناعي لمراجعة ملفات السيرة الذاتية، وتحديد المؤهلات الرئيسية، والمطابقة المرشحين للوصف الوظيفي.

في الآونة الأخيرة، تم استخدام ChatGPT للتجنيد؛ يمكن لجهات التوظيف استخدام ChatGPT لمهام مختلفة خلال مراحل عملية التوظيف، مثل: كتابة الوصف الوظيفي وكتابة المنشورات لمنصة LinkedIn.

مؤهلات الموظفين الجدد:

يمكن أن يؤدي تدريب الموظفين الجدد إلى زيادة معدل الاحتفاظ بهم بنسبة 82%، ويمكن لمنصات الإعداد والتدريب القائمة على الذكاء الاصطناعي أن تساعد المؤسسات على إنشاء تجربة جذابة لموظفيها من خلال ضمان ملء النماذج اللازمة، ومشاركة السياسات ذات الصلة، وجدولة جلسات التدريب، مثال. يمكّن Levity المؤسسات من أتمتة سير العمل الداخلي بالكامل بمساعدة الذكاء الاصطناعي.

المساعدون الافتراضيون وروبوتات الدردشة:

تعد Chatbots والمساعدين الافتراضيين من أكثر أدوات الذكاء الاصطناعي شيوعًا في الموارد البشرية؛ يمكن لروبوتات الدردشة الرد على مدار 24 ساعة يوميًا، طوال أيام الأسبوع، لاستفسارات الموظفين المتعلقة بسياسات الإجازات والرواتب والمزيد.

قامت DRUID بتطوير مساعدين افتراضيين مدعومين بالذكاء الاصطناعي يمكنهم مساعدة الموظفين في قسم الموارد البشرية على أداء عمليات مختلفة، مثل: التوظيف، والتأهيل، والمهام الإدارية، وما إلى ذلك.

التعلم و التطوير:

يمكن للذكاء الاصطناعي تعزيز تجارب التعلم الشخصية لكل موظف، ثم تحليل أداء المتعلم وتكييف المنهج أو المحتوى مع احتياجاته ورغباته.

أنشأت Novoed نظام ذكاء اصطناعي يمكنه تخصيص تجربة التعلم للموظفين. فهو يحلل ملفات تعريف وأنشطة المتعلمين، ويقدم توصيات الدورة التدريبية المخصصة وفقًا لاحتياجاتهم واهتماماتهم