مزارع لتربية وتسمين المواشي.. مشاريع جديدة توفر فرص عمل للسوريين في مصر

وليد عبدالله سوري مقيم في مصر، بدأ مشروعه الخاص قبل سنوات لإنشاء مزرعة أغنام من خلال شراء أغنام صغيرة لا يتجاوز عمرها شهراً واحداً، بهدف تربيتها وتسمينها.
وليد الملقب بأبو خالد (43 عاماً) كان يملك مزرعة لتربية المواشي في الغوطة الشرقية بسوريا، قبل أن ينزح إلى مصر بسبب الحرب، ما سهل عليه ممارسة مهنته الأصلية في تجارة الأغنام.
يوجد في مصر العديد من المزارع المتخصصة في تربية وبيع الأغنام، وفي الآونة الأخيرة اشتهرت المزارع التي يديرها ويمتلكها سوريون، وتقدم خدمات بيع وتجهيز الأضاحي.
وتتنوع أنواع الأغنام التي يتم تربيتها في هذه المزارع، وأشهرها “البرقي” وذلك لسهولة تربيتها في البيئة الصحراوية.
المزارع السورية في مصر
على امتداد جمعية العربي، الواقعة في منطقة العبور بالقرب من العاصمة المصرية القاهرة، تنتشر عدد من مزارع الأغنام الكبيرة، المملوكة لسوريين، وهذا ما يمكن معرفته من خلال تسميتها مثلاً «غوطة دمشق» وغيرها من الأسماء التي تدل على هوية أصحابها.
تبدأ مرحلة تربية الأغنام من عمر شهر حتى عمر سنة، ويتم رعايتها عبر طرق مختلفة تبدأ بالرعاية الطبيعية بالبرسيم وغيره، ثم تنتقل إلى مرحلة العلف الذي يتم تقديمه بعد الأشهر الأولى.
أبو خالد سوري من ريف دمشق، كان يملك مزرعة أغنام في الغوطة، ثم وصل إلى مصر وبدأ رحلته لإحياء المهنة التي تعلمها منذ الصغر.
وقال أبو خالد في حديث لموقع “تلفزيون سوريا”، “استأجرت مزرعة كبيرة، وبدأت بعدد قليل من الأغنام، ثم توسعت العمل تدريجياً وتطورت طريقة تربيتها، ثم أضفت خدمات جديدة”.
ويضيف أبو خالد: “هناك العديد من المزارع السورية والمصرية ونتعاون فيما بيننا، كما أنني في مزرعتي ما زلت أستخدم نفس أنواع الأعلاف التي كنت أستخدمها في سوريا”.
زراعة الأعلاف
ضمن المزارع المتاحة لتربية الأغنام يقوم بعض أصحاب العمل بزراعة مساحات واسعة لزراعة المحاصيل العلفية مثل “البرسيم” ومحاصيل أخرى تساعد على تسمين الأغنام وتربيتها بمنتجات طبيعية.
صالح الأسعد، سوري يبلغ من العمر 54 عاماً ويملك مزرعة أغنام في مصر، يفضل زراعة جميع المحاصيل التي يستخدمها لضمان جودة ما تأكله أغنامه، وكذلك لتوفير المال وعدم الاضطرار لشراء الأعلاف.
وأضاف صالح أن دورة التسمين تبدأ بتناول الخضار “البرسيم” الذي يعتبر من أفضل أنواع المحاصيل العلفية ويستخدم للأبقار والأغنام لزيادة معدل الحليب والتسمين، لذلك نقوم بزراعته.
خدمات متنوعة
يقدم أصحاب المزارع خدمات متعددة داخل المكان غير التسمين والبيع، وأهمها وجود مكان مجهز داخل المزرعة يشبه “منطقة الاستراحة” ليجلس عليه العميل أثناء عملية تجهيز الطلب، كما توفر بعض المزارع مكان للشواء.
بالإضافة إلى تقديم خدمة الذبح والتقطيع حسب رغبة العميل سواء بالعظم أو القطع الطرية أو غيرها وتغليفها وتوزيعها في أكياس معدة للأضحية أو العقيقة أو غيرها.
تقول هند الحاج (43 عاماً) سورية: ذهبت إلى مزرعة سورية واخترت الخروف الذي أريد أن أضحي به في عيد الأضحى، وقامت المزرعة بكل ما يلزم من عملية الذبح وغيرها.
كما توفر بعض المزارع مطابخ داخل المكان يعمل بها طباخين وطباخات ويقدمون خدمات طبخ اللحوم وإعداد المنسف أو الوجبات المحددة.
وتعتبر هذه الميزة مهمة في “العقيقة” خاصة عند المصريين، حيث تتكون من وجبات “فتة اللحم” المكونة من الأرز وصلصة الطماطم والخبز، يوضع عليها لحم مطبوخ جيداً، وعادة ما توزع على شكل وجبات صغيرة.
وتحظى المزارع السورية بشعبية كبيرة بين المصريين أيضاً، ومنهم محمد هاني (46 عاماً)، وهو مصري يقول: «عندما كنت أبحث عن مكان جيد ونظيف لشراء الأغنام، نصحني أحد أصدقائي باختيار مزرعة سورية، ولم أندم على اختيارها لأنها كانت محترمة وجديرة بالثقة للغاية، وساعدتني في اختيار الأفضل».
مزارع للمطاعم الكبيرة
وقد قامت بعض المطاعم السورية الكبيرة في مصر بإنشاء مزارع خاصة بها لتوفير اللحوم والدجاج دون أن يضطر العميل إلى شراء اللحوم من محل آخر، كما تقدم أغلبها خدمة “الجزارة” وهي بيع اللحوم الطازجة بأنواعها المختلفة.
وتقدم بعض المطاعم السورية خدمات الولائم للأعياد والأعراس والجنازات وغيرها من المناسبات التي تتطلب لحوم ذات جودة عالية.
أنواع الغنم في مصر وأسعارها
توجد أنواع مختلفة من الأغنام في مصر منها البرقي والرحماني والبلدي، وتختلف أسعارها حسب نوعها وحجمها ومكان شرائها.
يعتبر البرقي أفضل هذه الأنواع نظراً لوزنه الكبير الذي يصل إلى حوالي 85 كيلو جرام، كما أنه مشهور بطعمه المميز ويعتبر أفضل من غيره نظراً لانخفاض نسبة الدهون فيه بنسبة 10% عن غيره.
ويتراوح سعر خروف البرقي ما بين 12 إلى 14 ألف جنيه مصري (نحو 300 دولار أميركي)، فيما يعتبر خروف البلدي الأقل سعراً ويتراوح سعره ما بين 10 إلى 13 ألف جنيه، وتتراوح أحجامه ما بين 40 إلى 50 كيلوغراماً.
للمزيد : تابع خليجيون 24 ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر