منوعات

إقبال على تعاطي الميلاتونين في سوريا وأطباء يحذّرون

يتزايد الطلب على الميلاتونين في سوريا بشكل عام، بحسب الصيادلة والأطباء، ويرتبط ذلك بزيادة حجم الضغوط النفسية والمشاكل اليومية التي يعاني منها الشعب السوري، بالإضافة إلى العمل لساعات طويلة.

الميلاتونين هو هرمون طبيعي تفرزه الغدة الصنوبرية، ومن المفترض أن يزداد إفرازه بعد حلول الظلام ويصل إلى ذروته بين الساعة 2-4 صباحاً، ثم ينخفض ​​مع بقية الليل.

ويعمل هذا الهرمون على زيادة الرغبة في النوم، إلا أن شريحة كبيرة من السوريين تعاني حالياً من الأرق، بحسب استطلاع أجراه موقع تلفزيون سوريا مع أكثر من 25 شخصاً في دمشق وريفها، بعضهم يعمل في ساعات متأخرة من الليل، والبعض الآخر يعاني من التفكير في كيفية تأمين لقمة العيش في اليوم التالي.

 

وقال برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة في بيان العام الماضي إن 70% من السوريين قد لا يتمكنون من توفير الغذاء لأسرهم في المستقبل المنظور، مشيرا إلى أن هناك 12 مليون سوري لا يعرفون من أين ستأتي وجبتهم التالية، و2.9 مليون آخرين معرضون لخطر الانزلاق إلى الجوع.

ورغم خطورة تناول أدوية الميلاتونين على المدى الطويل، بحسب بعض الأطباء، إلا أن العديد من السوريين بدأوا بتناولها ليتمكنوا من النوم في الوقت المناسب.

عند شرائه من الصيدلية لا يحتاج هذا الدواء إلى وصفة طبية، رغم أنه يعتبر مضاداً للأرق ومنوماً، وبحسب تأكيد الأطباء الذين التقاهم موقع تلفزيون سوريا، فمن غير المرجح أن يسبب تناوله الإدمان بمعنى الإدمان المعروف عن المهدئات النفسية التي لا تصرف إلا بوصفة طبية.

الأطباء يحذرون

لكن الأطباء حذروا من الوقوع فيما يسمى بـ«الإدمان النفسي»، بمعنى أن من تناول هذا الهرمون ووجد راحة نفسية في النوم بعد معاناته من الأرق قد يعاني نفسياً من قدرته على النوم دون الحصول على الجرعة التي اعتاد عليها، ليس لأن جسمه يحتاج إلى الهرمون، بل لأنه يربط النوم بهذا الدواء.

وهنا قد يتضرر الشخص من استخدام الميلاتونين على المدى الطويل، مع العلم أن هذا الدواء مخصص للاستخدام خلال خطط العلاج قصيرة المدى فقط، بينما يتناوله بعض الأشخاص كجزء من روتينهم اليومي ودواء مدى الحياة.

يحذر الأطباء من اختلال التوازن الهرموني في جسم الإنسان، مشيرين إلى أن تناول الميلاتونين بجرعات زائدة ومتواصلة قد يسبب تلف الغدة الصنوبرية، فيما يعتقد بعض مستخدمي هذا الهرمون أنه مكمل غذائي آمن يشبه الفيتامينات.

– الميلاتونين – بحسب الأطباء والنشرة المرفقة – يوصف لمرضى الأرق فوق سن الخمسين، والعاملين في نوبات الليل، والمسافرين، لفترات علاجية قصيرة. كما يوصف للأطفال والمراهقين الذين يعانون من اضطراب طيف التوحد أو متلازمة سميث ماجنز، حيث تكون فترات نومهم غير كافية.

أي أن هذا الهرمون بصورته الصيدلانية المتوافرة بكثرة في الصيدليات والمباعة دون وصفة طبية غير مخصص للاستخدام اليومي من قبل أي شخص لفترات طويلة، ولكن على الرغم من ذلك فإنه ينتشر بشكل كبير ومتزايد بين الناس، خاصة وأن سعره لا يتجاوز 20 ألف ليرة بـ30 حبة مضغوطة.

الجرعة الموصى بها بحسب نشرات ثلاث شركات تنتج هذه الأدوية في سوريا اطلع عليها الموقع هي “2 ملغ” يومياً، وقد تزيد إلى 5 ملغ في بعض الحالات في حال عدم الاستجابة، والجرعة الأعلى (القصوى) هي “10 ملغ”، وهو ما دفع بعض الشركات مؤخراً (ومنها حماة فارما) إلى إنتاج أدوية بأعلى جرعات بعد أن كانت الشائعة “2-5 ملغ”.

وتشمل الآثار الجانبية لاستخدام الميلاتونين على المدى الطويل، وفقا للأطباء، النعاس المستمر، والعصبية، والأرق، والأحلام غير الطبيعية، والكوابيس، والصداع، والصداع النصفي، والدوار، وارتفاع ضغط الدم غير المبرر، وآلام البطن، وعسر الهضم، والغثيان.

وتؤكد شركات الأدوية ــ من خلال النشرات المرافقة للدواء ــ أن هذه الأعراض الجانبية نادرة الحدوث، إلا أن أكثر من طبيب أكد انتشار النعاس المستمر، والعصبية، والصداع، والأحلام غير الطبيعية.

 

للمزيد : تابع خليجيون 24 ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Open chat
Scan the code
مرحبا 👋
كيف يمكنا مساعدتك؟