أسعار الحديد تتراجع لأقل مستوى في عامين وسط عزوف مصانع الصلب

هبطت أسعار خام الحديد إلى أدنى مستوياتها في عامين، مسجلة تراجعا كبيرا وسط مخاوف متزايدة من تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي وتراجع الطلب على الصلب. وتأتي التراجعات في وقت يعاني فيه قطاع العقارات من ضغوط كبيرة بسبب تباطؤ الاقتصاد العالمي وارتفاع تكاليف الإنتاج، ما دفع العديد من كبار منتجي الصلب إلى خفض إنتاجهم أو إيقاف بعض خطوط الإنتاج مؤقتا، بحسب موقع ياهو نيوز الاقتصادي.
أسعار خام الحديد اليوم

انخفضت العقود الآجلة لخام الحديد لليوم الرابع في سنغافورة، حيث انخفضت إلى ما دون 94 دولارًا للطن، وهو أدنى سعر خلال اليوم منذ نوفمبر 2022، قبل بيانات من الصين بشأن إنتاج الصلب يوم الخميس والتي قد تظهر انخفاضًا في الإنتاج.
تعد الصين أكبر مستهلك لخام الحديد المنقول بحراً، مما يحدد وتيرة السوق العالمية.
مخاوف في أسواق الحديد العالمية

وأثار ذلك مخاوف المحللين والمستثمرين على حد سواء، حيث هبطت الأسعار بأكثر من 30% منذ بداية العام الجاري، مدفوعة بتراجع الطلب من الصين، أكبر مستهلك لخام الحديد في العالم، نتيجة للسياسات الاقتصادية التقييدية التي تنتهجها الحكومة لمواجهة أزمتي العقارات والطاقة اللتين أثرتا بشكل كبير على قطاع البناء.
اقرأ أيضا: أسعار الحديد تتقلب خلال الشهر.. والأسلاك والكابلات الكهربائية ترتفع
انخفاض إنتاج الصلب
وفي هذا السياق، بدأ العديد من كبار منتجي الصلب حول العالم في مراجعة خططهم الإنتاجية، في محاولة لتجنب تفاقم الخسائر الناجمة عن الانخفاض الحاد في الأسعار، حيث أعلن البعض عن تخفيضات كبيرة في الإنتاج، في حين تحرك آخرون لتعليق بعض مشاريع التوسع المخطط لها.
توقعات أسعار الحديد في المستقبل
وفي ظل هذه الظروف المتدهورة، يتوقع خبراء الصناعة أن تواصل أسعار خام الحديد تراجعها على المدى القريب، خاصة مع استمرار تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي وغياب أي مؤشرات على انتعاش قوي للطلب على الصلب. كما يشير البعض إلى أن السوق قد تشهد المزيد من التقلبات خلال الفترة المقبلة، مع انتظار المستثمرين لأي إشارات إيجابية قد تساهم في استقرار الأسعار.
اقرأ أيضا:
ويظل قطاع الصلب يترقب بفارغ الصبر التطورات المقبلة في الأسواق العالمية، وخاصة في الصين، والتي ستحدد إلى حد كبير مسار أسعار خام الحديد في المستقبل القريب. إلا أن التحدي الأكبر يظل في كيفية التكيف مع هذه المتغيرات الاقتصادية وضمان استمرارية الإنتاج في ظل الظروف الحالية.