أخبار الخليج

المملكة: منظومة الإنذار المبكر ترفع مستوى الاستجابة للحالات الجوية الطارئة

كشف الدكتور أيمن غلام الرئيس التنفيذي للمركز الوطني للأرصاد الجوية والمشرف العام على البرنامج الوطني لاستمطار السحاب، عن التعاون الوثيق بين المركز والجهات الحكومية في المملكة من خلال نظام الإنذار المبكر.
وأكد غلام أن هذا النظام المتطور يساهم في المراقبة الدقيقة لكافة الأحوال الجوية في أنحاء المملكة، ما يمكن الجهات المعنية من اتخاذ الإجراءات اللازمة للحفاظ على سلامة الأرواح والممتلكات.
وأوضح أن نظام الإنذار المبكر يعتمد على تقنيات حديثة ومتطورة لتحليل البيانات وإصدار التنبيهات والتحذيرات بشكل فوري ودقيق مما يساهم في رفع مستوى الاستجابة للطوارئ الجوية.
وأشار إلى مراحل تطور البرنامج، بدءا من فكرة إنشائه لمعالجة النقص في مصادر المياه، مرورا بالاعتماد على طائرات مستأجرة وشريك أجنبي، وصولا إلى توطين التكنولوجيا وتشغيل المياه. طائرات سعودية مع طيارين سعوديين تستخدم تقنيات وطنية مبتكرة.

د. أيمن غلام

هطول الأمطار في الشرق

وعن حصة المنطقة الشرقية من عمليات الاستمطار، أشار غلام في حديثه لـ«اليوم» إلى أن المركز يعتمد على الدراسات المناخية المستقبلية لتحديد المناطق التي تحتاج إلى عمليات الاستمطار، مشدداً على أن المنطقة الشرقية ستتم تغطيتها مستقبلاً وفق الدراسات.
وأكد غلام أنه تم إجراء دراسات بحثية في المشاعر المقدسة أظهرت إمكانية سحب السحب، مشيراً إلى أنه سيتم الإعلان عن هذه الأبحاث والابتكارات السعودية في المؤتمرات الدولية القادمة. وفيما يلي نص الحوار:
– بداية، هل يمكنك أن تخبرنا عن مراحل تطور البرنامج الوطني لاستذاء السحابة؟
– البرنامج الوطني لاستزراع السحابة انطلق فعلياً من فكرة، فكرة مواجهة التحديات المتوقعة في مصادر المياه في المملكة. ونحن نعلم جميعا أن مصادر المياه الطبيعية لدينا قد تتأثر بقلة هطول الأمطار، مما قد يؤدي إلى آثار بيئية سلبية مثل التصحر والجفاف. ولذلك جاءت فكرة البرنامج كحل استباقي لزيادة معدلات هطول الأمطار من خلال استخدام تقنيات تلقيح السحب.
بدأنا بتأجير الطائرات والاستعانة بشريك أجنبي لتشغيلها، واليوم بعد أن حققنا بفضل الله العديد من الإنجازات ونطمح إلى المزيد، نحتفل بتوطين هذه التقنية، وأصبح لدينا الآن طائراتنا السعودية الخاصة، طيارونا السعوديون، وطاقم من الكوادر الوطنية المدربة، بالإضافة إلى التقنيات والابتكارات السعودية التي سنعلن عنها في المؤتمرات الدولية والإقليمية. في المستقبل.
– هل للمركز دور في تقليل مستويات الغبار في المملكة؟
– بالتأكيد نحن جزء من منظومة وزارة البيئة والمياه والزراعة ونعمل جنباً إلى جنب مع المراكز الشقيقة ومنها المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي. كلما زادت نسبة الغطاء النباتي كلما قلت حالات الغبار، وهذا ما نعمل عليه في كلا المركزين.
عند زيادة هطول الأمطار في منطقة ما، تصبح التربة أكثر استقراراً بسبب زيادة الرطوبة، وبالتالي تقل تقلباتها مع الرياح، مما يؤدي إلى انخفاض حوادث الغبار. وقد لاحظنا بالفعل انخفاضًا في حوادث الغبار في بعض المناطق التي يغطيها البرنامج.

د. أيمن غلام

– وماذا عن حصة المنطقة الشرقية من عمليات تلقيح السحب؟ وهل هناك خطط لتنفيذ هذه العمليات في المنطقة؟
– البرنامج الوطني لاستمطار السحاب يسير بخطى ثابتة وفق دراسات مناخية دقيقة تمثل البوصلة التي نعمل عليها. وإذا أظهرت هذه الدراسات أن المنطقة الشرقية بحاجة إلى تنفيذ عمليات الاستمطار فإن ذلك سيحدث بالتأكيد في المستقبل.
حدثنا عن عملية «الانسحاب» التي أعلنت عنها مؤخراً؟ ما هي تفاصيلها؟
إن عملية “رسم الغيوم” هي نتيجة دراسات أجريناها في ظروف محددة في المشاعر المقدسة. وأظهرت النتائج إمكانية “سحب” السحب إلى مناطق محددة، وسنعلن عن تفاصيل هذا البحث والابتكارات السعودية التي نفتخر بها في المؤتمرات الدولية القادمة.
– في حال زيادة كمية الأمطار بفضل عمليات الاستمطار هل هناك تعاون مع الأمانات الإقليمية لمعالجة كميات المياه الفائضة وتجنب أي مشاكل؟
– بالتأكيد هناك تعاون كامل بين المركز والجهات الحكومية من خلال نظام الإنذار المبكر المملوك للمركز الوطني للأرصاد الجوية.
وهذا التعاون موجود في العديد من المجالات سواء في الأحوال الجوية بشكل عام أو في حالات تلقيح السحب بشكل خاص، ونعمل مع أمانات المنطقة والجهات الأخرى لتبادل المعلومات ووضع الخطط المناسبة للتعامل مع أي ظروف طارئة قد تنتج عن زيادة كميات من المطر.
– متى سنشهد أول رحلة استمطار في المنطقة الشرقية؟
– كما ذكرت سابقاً، نعتمد على الدراسات المناخية لتحديد المناطق التي تحتاج إلى عمليات تلقيح السحب.
الدراسات مستمرة في المنطقة الشرقية، وفي حال تبين الحاجة للاستمطار المطري سنقوم بهذه العمليات إن شاء الله، لكن ليس لدينا أي إحصائيات حالية لأن الدراسات لا تزال مستمرة.
ونسعى لتغطية كافة مناطق المملكة بما فيها المنطقة الشرقية مستقبلاً.
– هل يمكنك أن تخبرنا بإيجاز عن أهمية البرنامج الوطني لاستنبات السحابة وأبرز إنجازاته؟
ولا يعد البرنامج الوطني للاستمطار السحابي مجرد مبادرة فنية، بل هو خطوة استراتيجية تهدف إلى تعزيز الأمن المائي وضمان استدامة مواردنا الطبيعية. ونسعى من خلال الاستفادة من التقنيات العالمية المتقدمة إلى تحسين الظروف المناخية وزيادة فرص هطول الأمطار، للمساهمة في مواجهة التحديات البيئية المرتبطة بالتغير المناخي. .
وحقق البرنامج منذ إطلاقه إنجازات ملحوظة، بما في ذلك أول رحلة للاستمطار في أبريل 2022، بالإضافة إلى تطوير الدراسات البحثية التي مكنت من الاستخدام الأمثل لعناصر الطقس في المملكة. ونعمل بالتوازي مع مبادرات أخرى مثل المملكة العربية السعودية الخضراء وقمة الشرق الأوسط الأخضر لتحقيق أهدافنا في الحفاظ على… البيئة والتنمية المستدامة.
– كلمة أخيرة؟
– وأود أن أشكر كل من ساهم في إنجاح البرنامج الوطني لاستمطار السحاب بدايةً من قيادتنا الرشيدة التي لا تدخر جهداً في دعم مثل هذه المبادرات الطموحة، مروراً بفرق العمل في المركز الوطني للأرصاد الجوية وشركائنا في الجهات الحكومية الأخرى، وصولاً إلى المواطنين والمقيمين الذين يتطلعون دائمًا إلى دعمهم وتعاونهم.
ونحن ملتزمون بمواصلة العمل الجاد لتحقيق أهداف البرنامج في تعزيز الأمن المائي والحفاظ على بيئتنا الثمينة.

للمزيد : تابع خليجيون 24 ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Open chat
Scan the code
مرحبا...
كيف يمكنا مساعدتك؟